حديث آمين

أحاديث نبوية | عمدة التفسير | حديث عائشة أم المؤمنين

«قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – يعني في أهلِ الكتابِ - : إنَّهم لا يحسدونا على شيءٍ كما يحسدونا على يومِ الجمعةِ ، الَّتي هدانا اللهُ لها وضلُّوا عنها ، وعلى القِبلةِ الَّتي هدانا اللهُ لها وضلُّوا عنها ، وعلى قولِنا خلفَ الإمامِ : آمين»

عمدة التفسير
عائشة أم المؤمنين
أحمد شاكر
إسناده صحيح

عمدة التفسير - رقم الحديث أو الصفحة: 192 -

شرح حديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في أهل الكتاب


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

بَيْنا أنا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذِ استَأذَنَ رَجلٌ منَ اليَهودِ، فأَذِنَ له، فقال: السامُ عليكَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وعليكَ، قالت: فهمَمْتُ أنْ أتكَلَّمَ، قالت: ثُم دخَلَ الثانيةَ، فقال مثلَ ذلك، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وعليكَ، قالت: ثُم دخَلَ الثالثةَ، فقال: السامُ عليكَ، قالت: فقُلْتُ: بلِ السامُ عليكم، وغَضبُ اللهِ، إخوانَ القِرَدةِ والخَنازيرِ، أتُحَيُّونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما لم يُحَيِّهِ به اللهُ؟ قالت: فنظَرَ إليَّ، فقال: مَهْ، إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفُحشَ ولا التفَحُّشَ، قالوا قَولًا، فردَدْناهُ عليهم، فلم يَضُرَّنا شيءٌ، ولزِمَهم إلى يومِ القيامةِ، إنَّهم لا يَحسُدونا على شيءٍ كما يَحسُدونا على يومِ الجمُعةِ التي هَدانا اللهُ لها، وضَلُّوا عنها، وعلى القِبلةِ التي هَدانا اللهُ لها، وضَلُّوا عنها، وعلى قولِنا خلفَ الإمامِ: آمينَ.

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 25029 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه البخاري ( 6395 )، ومسلم ( 2165 ) مختصراً باختلاف يسير



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعلِّمُ النَّاسَ مَكارمَ الأخْلاقِ، ويُعلِّمُهم أنْ يَدْفُعوا السِّيئةَ بالحَسَنةِ، ومن ذلك التعامُلُ معَ اللِّئامِ من أهْلِ الكتابِ الذين يُحرِّفونَ الكلِمَ الصَّحيحَ إلى الخطأِ.

وفي هذا الحَديثِ تقولُ أُمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "بَيْنا أنا عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذِ استَأذَنَ رَجلٌ منَ اليَهودِ" ليدخُلَ، "فأذِنَ له، فقال: السامُ عليكَ" بمعنى الدُّعاءِ عليه بالموتِ بدَلًا منَ "السَّلامُ عليكَ"، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "وعليكَ"، فردَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمِثلِ قولِه بعدَ أنْ فطِنَ للَفظِه ومَقصِدِه، قالتْ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "فهمَمْتُ أنْ أتكلَّمَ" لتَرُدَّ على اليَهوديِّ كلامَه، ولكنَّها سكَتَت لسُكوتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وتقديرًا له، قالت: "ثم دخَلَ الثانيةَ، فقال مثلَ ذلك، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وعليكَ، قالت: ثم دخَلَ الثالثةَ، فقال: السامُ عليكَ، قالتْ: فقُلْتُ: بلِ السامُ عليكم، وغضَبُ اللهِ، إخْوانَ القِرَدةِ والخَنازيرِ"! فأغلَظَت لليَهوديِّ القَولَ، وزادَت بالدُّعاءِ عليه بأنْ يَغضَبَ اللهُ عليه، وتَعْييرِهم بما حدَثَ لسابِقيهم منَ المَسخِ إلى القِرَدةِ والخَنازيرِ، ثم قالت: "أتُحَيُّونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما لم يُحَيِّه به اللهُ؟!" فإنَّ اللهَ جعَلَ تَحيَّتَه السلامَ والرحمةَ والبَرَكةَ، قالت: "فنظَرَ" النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "إليَّ، فقال: مَهْ"! أي: كُفِّي عنِ الكَلامِ واسْكُتي؛ "إنَّ اللهَ لا يحِبُّ الفُحشَ ولا التفَحُّشَ"، فأمَرَها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِالرِّفقِ، ونَهاها عَنِ العُنْفِ والسِّبابِ في القَولِ، والفُحْشُ يُقصَدُ به التَّعدِّي في القَولِ والجَوابِ، لا الفُحشُ الَّذي هو مِن رَديءِ الكلامِ؛ لأنَّ الأصْلَ في ذلك النهْيُ، "قالوا قولًا، فردَدْناه عليهم" بمِثلِه دونَ التعَدِّي في اللَّفظِ، "فلم يضُرَّنا شيءٌ، ولزِمَهم إلى يومِ القِيامةِ"؛ لأنَّ اللهَ سُبحانَه يَستَجيبُ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في اليَهودِ؛ لأنَّ دُعاءَه دُعاءٌ بحقٍّ، ولا يُستجابُ لهم في النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لأنَّه دُعاءٌ بالباطلِ والظُّلمِ؛ فإنَّ الدَّاعيَ إذا دَعا بشيءٍ ظُلمًا فإنَّ اللهَ لا يَستَجيبُ له، ولا يجِدُ دُعاؤُه مَحلًّا في المَدْعوِّ عليه.
وهذا تَعليمٌ وتَربيةٌ نَبويَّةٌ بأنْ يَتحَلَّى المُسلمُ بالصبرِ معَ الرحمةِ؛ فالرِّفقُ واللِّينُ بالنَّاسِ والتَّيسيرُ عليهم مِن جَواهرِ عُقودِ الأخْلاقِ الإسْلاميَّةِ، وهي مِن صفاتِ الكَمالِ، واللهُ سُبحانَه وتَعالى رفيقٌ، يُحبُّ مِن عبادِه الرِّفقَ.
ثم قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّهم لا يَحسُدونا على شيءٍ كما يَحسُدونا على يومِ الجُمُعةِ التي هَدانا اللهُ لها، وضَلُّوا عنها"؛ لأنَّهم عَدَلوا عنه، واخْتاروا يومَ السَّبتِ، "وعلى القِبلةِ التي هَدانا اللهُ لها، وضَلُّوا عنها"، يَعني الكعبةَ؛ لأنَّهم جَعَلوا بيتَ المَقدِسِ قِبلةً لهم، والكعبةُ أفضَلُ.
"وعلى قولِنا خَلفَ الإمامِ: آمينَ"؛ لِمَا فيه منَ الفَضلِ العَظيمِ، والثوابِ الجَزيلِ، وغُفْرانِ الذُّنوبِ، والتأمينِ على ما قرَأَه الإمامُ من سورةِ الفاتحةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
أصل صفة الصلاةتدرين علام حسدونا قلت الله ورسوله أعلم قال فإنهم
الترغيب والترهيبأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عنده اليهود فقال إنهم لم
صحيح الترغيبإنهم لم يحسدونا على شيء كما حسدونا على الجمعة التي هدانا الله لها
مسند الإمام أحمدمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت يدي على صدره فقلت أذهب
مسند الإمام أحمدكنت أرقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من العين فأضع يدي على
تخريج سير أعلام النبلاءحسبك من نساء العالمين أربع
مسند الإمام أحمدحسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة ابنة محمد
صحيح الجامعإن الله تعالى قد أوقع أجره على قدر نيته
الترغيب والترهيبأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت
الأحكام الشرعية الصغرىأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت
الاستذكارأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت
الجامع الصغيرالصرعة كل الصرعة الذي يغضب فيشتد غضبه و يحمر وجهه و يقشعر شعره


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب