حديث إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى تعمل الخاصة بعمل تقدر العامة

أحاديث نبوية | مجمع الزوائد | حديث العرس بن عميرة الكندي

«إنَّ اللهَ لا يعذِّبُ العامَّةَ بعملِ الخاصَّةِ حتى تَعْمَلَ الخاصَّةُ بعملٍ تَقْدِرُ العامَّةُ أنْ تُغَيِّرَهُ ولَا تُغَيِّرُهُ فذاكَ حين يأذَنُ اللهُ في هلاكِ العامَّةِ والخاصَّةِ»

مجمع الزوائد
العرس بن عميرة الكندي
الهيثمي
رجاله ثقات

مجمع الزوائد - رقم الحديث أو الصفحة: 7/271 -

شرح حديث إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى تعمل الخاصة بعمل تقدر


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

إنَّ اللهَ لا يُعذِّبُ العامَّةَ بعمَلِ الخاصَّةِ، حتى يرَوُا المُنكَرَ بينَ ظَهْرانَيْهم، وهم قادِرونَ على أنْ يُنكِروه، فلا يُنكِروه، فإذا فَعَلوا ذلك عذَّبَ اللهُ الخاصَّةَ والعامَّةَ.
الراوي : عدي بن عميرة الكندي | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 17720 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره

التخريج : أخرجه أحمد ( 17720 ) واللفظ له، وابن أبي عاصم في ( (الآحاد والمثاني )) ( 2431 )، والطحاوي في ( (شرح معاني الآثار )) ( 1175 )



يُعاقِبُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ هذه الأُمَّةَ ببَعضِ ما عاقَبَ به الأُمَمَ الهالِكةَ، إذا ظهَرَت فيهمُ المَعاصي والآثامُ وكثُرَت، ولم يُوجَدْ مَن يَأمُرُ بالمَعروفِ، ويَنْهى عنِ المُنكَرِ؛ زجْرًا لتلك الأُمَّةِ أنْ تَأخُذَ طَريقَ العِصيانِ.
وفي هذا الحَديثِ يُقرِّرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ سُبحانَه لا يُوقِعُ العَذابَ على عامَّةِ النَّاسِ بسبَبِ مُنكَرٍ فَعَله بعضُهم، فلا تَزِرُ وازِرةٌ وِزْرَ أُخْرى، ولكنَّه سُبحانَه جعَل لعامَّةِ الأُمَّةِ مَخرَجًا مِن ذلك؛ بالأمرِ بالمَعروفِ، والنَّهيِ عنِ المُنكَرِ الَّذي هو وَظيفةُ الأنْبياءِ والرُّسلِ، ومِن بَعدِهمُ العُلماءُ وقادةُ الأُمَّةِ، ومُعلِّموها، كما قال تعالَى: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ } [ آل عمران: 110 ]؛ فإنَّها خيْرُ أُمَّةٍ لأجْلِ ذلك، ولا شكَّ أنَّ الأُمَمَ الغابِرةَ كانوا يتَساهَلونَ في الأمرِ بالمَعروفِ، والنَّهيِ عنِ المُنكَرِ، ويَسكُتونَ على مَن فَعَل ذلك؛ ولذلك شنَّع عليهمُ الباري تعالَى في القرآنِ الحَكيمِ في غيرِ آيةٍ، وكذلك أُمَّةُ الإسْلامِ، فإذا رَأى العامَّةُ المُنكَرَ مُنتَشِرًا وظاهرًا بيْنَهم في المُجتَمعاتِ، ولم يُنكِروا على أهلِ الفِسقِ والفُجورِ عِصيانَهم، وهمْ قادِرونَ على أنْ يُنكِروه؛ فعندَئذٍ يُعذِّبُ اللهُ سُبحانَه الخاصَّةَ والعامَّةَ.
وهذا مَعْناه أنَّ البَلاءَ والعَذابَ قدْ يُرفَعُ عن غيرِ الصَّالِحينَ، إذا كثُر الصَّالحونَ والآمِرونَ بالمَعروفِ، والنَّاهونَ عنِ المُنكَرِ، فأمَّا إذا كثُر المُفسِدونَ، وقلَّ الصَّالِحونَ، هلَك المُفسِدونَ والصَّالحونَ معَهم، إذا لم يَأمُروا بالمَعروفِ، ويَكْرَهوا ما صَنَع المُفسِدونَ، وهو مَعْنى قولِه تعالَى: { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً } [ الأنفال: 25 ]؛ بلْ يَعُمُّ شُؤمُها على الجَميعِ مَن تَعاطاها، ومَن رَضيَها، فيَنبَغي لطالِبِ الآخِرةِ والسَّاعي في تَحصيلِ رِضا اللهِ عزَّ وجلَّ أنْ يَعْتنيَ بهذا البابِ؛ فإنَّ نفْعَه عَظيمٌ، لا سيَّما وقدْ ذهَب مُعظَمُه، ويُخلِصَ نيَّتَه، ولا يَهابَنَّ مَن يُنكِرُ عليه لارتِفاعِ مَرتَبتِه؛ فإنَّ اللهَ تعالَى قال: { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ } [ الحج: 40 ]، واعلَمْ أنَّ الأجْرَ على قَدْرِ النَّصَبِ، وألَّا يُتارِكَه أيضًا لِصَداقتِه، ومَودَّتِه، ومُداهنَتِه، وطلَبِ الوَجاهةِ عندَه، ودَوامِ المَنزِلةِ لدَيه؛ فإنَّ صَداقتَه ومَودَّتَه يُوجِبانِ له حُرمةً وحقًّا، ومِن حقِّه أنْ يَنصَحَه ويَهدِيَه إلى مَصالِحِ آخِرَتِه، ويُنقِذَه مِن مَضارِّها.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
هداية الرواةإن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم
إتحاف الخيرة المهرةأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عند ذكر أهل النار كل
مسند أحمد تحقيق شاكرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عند ذكر أهل النار
مسند الإمام أحمدألا أنبئكم بأهل الجنة هم الضعفاء المظلومون ألا أنبئكم بأهل النار كل شديد
مسند الإمام أحمدعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله
تخريج صحيح ابن حبانإن الله يبغض كل جعظري جواظ سخاب بالأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم
مسند الإمام أحمدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عند ذكر أهل النار كل
صحيح ابن حبانإن الله يبغض كل جعظري جواظ سخاب بالأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم
مسند الإمام أحمدألا أنبئكم بأهل الجنة قالوا بلى يا رسول الله قال الضعفاء المظلومون ألا
مسند الإمام أحمدلا يدخل الجنة الجواظ والجعظري والعتل الزنيم
مسند الإمام أحمدإن أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون
السلسلة الصحيحةقال عند ذكر أهل النار جعظري جواظ مستكبر جماع مناع


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, December 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب