حديث المرأة المرأة قال الزبير رضي الله عنه فتوسمت أنها أمي صفية

أحاديث نبوية | مسند أحمد تحقيق شاكر | حديث الزبير بن العوام

«لمَّا كانَ يومُ أُحُدٍ أقبلَتِ امرأةٌ تسعى ، حتَّى إذا كادَت أن تُشْرِفَ على القَتلى ، قالَ : فَكَرِهَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن تَراهُم . فقالَ : المرأةَ المرأةَ . قالَ الزُّبَيْرُ رضيَ اللَّهُ عنهُ فتوسَّمتُ أنَّها أمِّي صفيَّةُ ، قالَ : فخَرجتُ أسعَى إليها ، فأدرَكْتُها قبلَ أن تَنتَهيَ إلى القَتلى ، قالَ : فلَدمَت في صَدري ، وَكانتِ امرأةً جَلدةً ، قالت : إليكَ لا أرضَ لَكَ ، قالَ : فَقلتُ : إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عزمَ عَليكِ . قالَ : فوقَفَت وأخرجَت ثوبَينِ معَها ، فقالَت : هذانِ ثوبانِ جئتُ بِهِما لأخي حمزةَ ، فقد بَلغَني مَقتلُهُ فَكَفِّنوهُ فيهِما ، قالَ : فجِئنا بالثَّوبينِ لنُكَفِّنَ فيهِما حمزةَ ، فإذا إلى جنبِهِ رجلٌ منَ الأنصارِ قَتيلٌ ، قد فُعِلَ بِهِ كما فُعِلَ بِحَمزةَ ، قالَ : فوجَدنا غضاضةً وحياءً أن نُكَفِّنَ حمزةَ في ثوبينِ ، والأنصاريُّ لا كَفنَ لَهُ ، فقُلنا : لِحمزةَ ثوبٌ ، وللأنصاريِّ ثوبٌ ، فقدرناهما فَكانَ أحدُهُما أَكْبرَ منَ الآخرِ ، فأقرَعنا بينَهُما فَكَفَّنَّا كلَّ واحدٍ منهُما في الثَّوبِ الَّذي صارَ لَهُ»

مسند أحمد تحقيق شاكر
الزبير بن العوام
أحمد شاكر
إسناده صحيح

مسند أحمد تحقيق شاكر - رقم الحديث أو الصفحة: 3/12 - أخرجه أحمد (1418) واللفظ له، والبزار (980)، وأبو يعلى (686) باختلاف يسير

شرح حديث لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتى إذا كادت أن


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّهُ لمَّا كانَ يَومُ أُحُدٍ أقبَلَتِ امرَأةٌ تَسعى، حتى إذا كادَتْ أنْ تُشرِفَ على القَتلى، قال: فكَرِهَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ تَراهم.
فقال: المَرأةَ، المَرأةَ.
قال الزُّبَيرُ: فتوَسَّمتُ أنَّها أُمِّي صَفيَّةُ، قال: فخرَجتُ أسعى إليها، فأدرَكتُها قَبلَ أنْ تَنتَهيَ إلى القَتلى، قال: فلَدَمَتْ في صَدري، وكانتِ امرَأةً جَلدةً، قالتْ: إليكَ، لا أرضَ لكَ.
قال: فقلتُ: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عزَمَ عليكِ.
قال: فوقَفَتْ، وأخرَجَتْ ثَوبَيْنِ معها، فقالتْ: هذان ثَوبانِ جِئتُ بهما لِأخي حَمزةَ، فقد بلَغَني مَقتَلُهُ، فكَفِّنوهُ فيهما.
قال: فجِئْنا بالثَّوبَيْنِ لِنُكَفِّنَ فيهما حَمزةَ، فإذا إلى جَنبِهِ رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ قَتيلٌ، قد فُعِلَ به كما فُعِلَ بِحَمزةَ، قال: فوجَدْنا غَضاضةً وحَياءً أنْ نُكَفِّنَ حَمزةَ في ثَوبَيْنِ، والأنصاريُّ لا كفَنَ له.
فقُلْنا: لِحَمزةَ ثَوبٌ، ولِلأنصاريِّ ثَوبٌ.
فقَدَرناهما فكانَ أحَدُهما أكبَرَ مِنَ الآخَرِ، فأقرَعْنا بَينَهما، فكَفَّنَّا كُلَّ واحِدٍ منهما في الثَّوبِ الذي طارَ له.
الراوي : الزبير بن العوام | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 1418 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن

التخريج : أخرجه أحمد ( 1418 ) واللفظ له، والحارث ( 688 )، والبزار ( 980 )



كانتْ غَزوةُ أُحُدٍ دَرسًا عَظيمًا لِلمُسلِمينَ؛ حيثُ رأوْا عُقوبةَ مُخالَفةِ أوامِرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وذاقوا الهَزيمةَ، مع قَتلِ بَعضٍ مِن أفاضِلِ المُهاجِرينَ والأنصارِ.
وفي هذا الحَديثِ يَروي الزُّبَيرُ بنُ العَوَّامِ رَضيَ اللهُ عنه: "أنَّه لَمَّا كان يَومُ أُحُدٍ" في السَّنةِ الثالِثةِ مِنَ الهِجرةِ "أقبَلَتِ امرأةٌ تَمشي مُسرِعةً "، أي: تَسعى حتى إذا كادَتْ تُشرِفَ على القَتلى" واقتَرَبتْ أنْ تَراهم، "فكَرِهَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ تَراهم، فقال: المَرأةَ، المَرأةَ" بمَعنى: أبعِدوا المَرأةَ عنِ القَتلى، وإنَّما حَذَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن ذلك خَوفًا مِن أنْ يُصيبَها ما لا يُحمَدُ مِن شِدَّةِ تأثُّرِها بمَناظِرِ القَتلى وَالشُّهداءِ وهُمْ لم يُدفَنوا بَعدُ، قال الزُّبَيرُ: "فتوَسَّمتُ أنَّها أُمِّي صَفيَّةُ" بِنتُ عَبدِ المُطَّلِبِ عَمَّةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأُختُ حَمزةَ رَضيَ اللهُ عنه "فخَرَجتُ أسعَى إليها" مُسرِعًا في المَشيِ لِألحَقَ بها، "فأدرَكتُها قَبلَ أنْ تَنتَهيَ" وتَصِلَ "إلى القَتلى، قال: فلَدَمتْ في صَدري"، أي: ضَرَبتْ صَدري ودَفَعتْني دفعة شَديدةً "وكانتِ امرأةً جَلْدةً" قَويَّةً، "قالت: إليكَ"، أي: ابتَعِدْ عن طَريقي، "لا أرضَ لكَ" وهي كَلِمةٌ تُقالُ لِلزَّجرِ والتَّوبيخِ، ولا يُقصَدُ بها السَّبُّ أوِ الدُّعاءُ، وذلك أنَّها عَلِمتْ أنَّ حَمزةَ بنَ عَبدِ المُطَّلِبِ رَضيَ اللهُ عنه قد قُتِلَ في المَعرَكةِ، "فقُلتُ: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَزَمَ عليكِ"، أي: أكَّدَ الأمْرَ عليكِ بعَدَمِ الذَّهابِ إلى القَتلى "فوَقَفتْ"! وامتَثَلتْ لِأمْرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "وأخرَجَتْ ثَوبَيْنِ معها، فقالت: هذانِ ثَوبانِ جِئتُ بهما لِأخي حَمزةَ" لِيُكفَّنَ فيهما؛ "فقد بَلَغَني مَقتَلُه، فكَفِّنوه فيهما، قال: فجِئْنا بالثَّوبَيْنِ لِنُكفِّنَ فيهما حَمزةَ، فإذا إلى جَنبِه رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ قَتيلٌ، قد فُعِلَ به كما فُعِلَ بحَمزةَ" مِنَ التَّمثيلِ بجُثَّتِه، "فوَجَدْنا غَضاضةً وحياءً أنْ نُكفِّنَ حَمزةَ في ثَوبَيْنِ، والأنصاريُّ لا كَفَنَ له، فقُلْنا: لِحَمزةَ ثَوبٌ، ولِلأنصاريِّ ثَوبٌ" نُكفِّنُ كُلَّ واحِدٍ منهما في الثَّوبِ المُناسِبِ له، "فقَدَّرناهما فكان أحَدُهما"، أي: الثَّوبَيْنِ، "أكبَرَ مِنَ الآخَرِ، فأقرَعْنا بَينَهما، فكَفَّنَّا كُلَّ واحِدٍ منهما في الثَّوبِ الذي طارَ له" في القُرعةِ؛ وقد فَعَلوا ذلك حتى لا يُؤْثِروا أحَدَهما بالثَّوبِ الأفضَلِ فيَحزَنَ أهلُه مِنَ المُهاجِرينَ أوِ الأنصارِ، ولكِنَّ القُرعةَ تُرضي جَميعَ الأطرافِ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ بَعضِ ما وَقَعَ في غَزوةِ أُحُدٍ مِنَ الهَزيمةِ والتَّمثيلِ بجُثَثِ بَعضِ قَتلى المُسلِمينَ.
وفيه: سُرعةُ استِجابةِ الصحابةِ لأوامرِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ.
وفيه: الحَضُّ على التَّكافُلِ بَينَ المُسلِمينَ حتى يَتعَدَّى مَنفَعةَ التَّكافُلِ إلى الأمواتِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
إرواء الغليلحديث أن صفية أرسلت إلى النبي ثوبين ليكفن حمزة فيهما فكفنه بأحدهما وكفن
تخريج مشكل الآثارقدم أبي من الشام وافدا وأنا معه فلقينا محمود بن الربيع فحدث أبي
صحيح الجامعإن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه
هداية الرواةعن كعب بن مالك رضي الله عنه أنه قال للنبي
السلسلة الصحيحةأن كعب بن مالك حين أنزل الله تبارك وتعالى في الشعر ما أنزل
كشف اللثامالمؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضح النبل
هداية الرواةأنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى قد أنزل في
الجامع الصغيرقيد وتوكل
صحيح الجامعقيدها وتوكل
تخريج مشكلة الفقرقال النبي للأعرابي الذي ترك الناقة سائبة متوكل على الله فقال له
صحيح الجامعاعقلها و توكل
صحيح الجامعقيد وتوكل


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب