حديث عجب ربنا تبارك وتعالى من رجلين رجل ثار من وطائه ولحافه من بين

أحاديث نبوية | التوحيد لابن خزيمة | حديث عبدالله بن مسعود

«عجبَ ربُّنا تبارَك وتعالى من رجلينِ رجلٍ ثارَ من وطائِه ولحافِه من بينِ حبِّهِ وأَهلِه إلى صلاتِه فيقولُ ربَّنا انظروا إلى عبدي ثارَ من فراشِه ووطائِه من بينِ حبِّهِ وأَهلِه إلى صلاتِه رغبةً فيما عندي وشفقةً ممَّا عندي ورجلٌ غزا في سبيلِ اللَّهِ فانهزموا فعلمَ ما عليهِ منَ الفرارِ وما لهُ في الرُّجوعِ فرجعَ حتَّى أُهَريقَ دمُه رغبةً فيما عندي وشفقةً ممَّا عندي فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ للملائِكةِ انظُروا إلى عبدي رجعَ رغبةً فيما عندي ورَهبةً ممَّا عندي حتَّى أُهَريقَ دمُه»

التوحيد لابن خزيمة
عبدالله بن مسعود
ابن خزيمة
[أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]

التوحيد لابن خزيمة - رقم الحديث أو الصفحة: 895/2 - أخرجه أحمد (3949)، وابن خزيمة في ((التوحيد)) (2/895) واللفظ له، وابن حبان (2557).

شرح حديث عجب ربنا تبارك وتعالى من رجلين رجل ثار من وطائه ولحافه من


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

عجِب ربُّنا مِن رجُلينِ: رجلٍ ثار عن وِطائِه ولحافِه مِن بينِ حِبِّه وأهلِه إلى صلاتِه فيقولُ اللهُ جلَّ وعلا لملائكتِه: انظُروا إلى عبدي ثار عن فراشِه ووِطائِه مِن بينِ حِبِّه وأهلِه إلى صلاتِه رغبةً فيما عندي وشفقةً ممَّا عندي، ورجلٍ غزا في سبيلِ اللهِ فانهزَم أصحابُه وعلِم ما عليه في الانهزامِ وما له في الرُّجوعِ فرجَع حتَّى هُريقَ دمُه فيقولُ اللهُ لملائكتِه: انظُروا إلى عبدي رجَع رجاءً فيما عندي وشفقًا ممَّا عندي حتَّى هُريقَ دمُه
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم: 2558 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود ( 2536 ) مختصراً، وأحمد ( 3949 ) باختلاف يسير



الخَوفُ مِنَ اللهِ تَعالى مِن أعمالِ القُلوبِ العَظيمةِ التي يَنبَغي على المُسلِمِ أنْ يَمتَلِئَ قَلبُه بها، فيَخافَ مِنَ اللهِ في كُلِّ وَقتٍ، فإذا تَمَكَّنَ ذلك مِن قَلبِه لم يُقَصِّرْ في طاعةٍ، ولم يَفعَلْ مَعصيةً.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "عَجِبَ رَبُّنا مِن رَجُلَيْنِ"، أي: لِنَوعَيْنِ مِنَ الرِّجالِ، أو لِصِفةٍ في كُلِّ واحِدٍ منهما، وصِفةُ العَجبِ صِفةٌ مِن صِفاتِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ الفِعليَّةِ الخَبَريَّةِ الثابِتةِ له بالكِتابِ والسُّنَّةِ، ويُوصَفُ اللهُ تَعالى بها على ما يَليقُ بكَمالِه وجَلالِه، دونَ تَعطيلٍ أو تَحريفٍ، ودونَ تَمثيلٍ أو تَكييفٍ، وتَعَجُّبُه سُبحانَه هنا يَدُلُّ على الرِّضا عنِ العَمَلِ مع إعطاءِ الثَّوابِ عليه، فالنَّوعُ الأوَّلُ: "رَجُلٌ ثارَ عن وِطائِه"، أي: خَرَجَ مِن فِراشِه ومَكانِه الذي يَنامُ فيه، "ولِحافِه" وهو الثَّوبُ الذي يُغَطَّى به النائِمُ "مِن بَينِ حِبِّه وأهلِه" وهذا أدْعى أنْ يَبقى العَبدُ في مَكانِ نَومِه يَستَمتِعُ بزَوجَتِه وما يُحِبُّه، ولكِنَّه تَرَكَ ذلك ثم قامَ "إلى صَلاتِه"؛ لِيُصلِّيَ تَقرُّبًا للهِ، والمُرادُ بالصَّلاةِ: قيامُ اللَّيلِ، "فيَقولُ اللهُ جَلَّ وعَلا لِمَلائِكَتِه"؛ مُفاخِرًا ومُباهيًا بعَبدِه: "انظُروا إلى عَبدي، ثارَ عن فِراشِه ووِطائِه مِن بَينِ حِبِّه وأهلِه إلى صَلاتِه؛ رَغبةً فيما عِندي" مِنَ الثَّوابِ والأجْرِ والفَضلِ والجَنَّةِ والنَّعيمِ لِلطَّائِعينَ، "وشَفَقةً مِمَّا عِندي" وخَوفًا مِمَّا عِندَ اللهِ مِنَ العِقابِ والعَذابِ لِغَيرِ الطَّائِعينَ والغافِلينَ.
والنَّوعُ الثَّاني: "ورَجُلٌ غَزا في سَبيلِ اللهِ، فانهَزَمَ أصحابُه"، أي: انكَشَفوا لِلعَدوِّ حتى بَدَتِ الهَزيمةُ مُوشِكةً، "وعَلِمَ" هذا العَبدُ "ما عليه في الانهِزامِ" مِن حُرمةِ الفِرارِ ومِن عِقابِ اللهِ والذُّلِّ والعارِ "وما له في الرُّجوعِ" إلى المَعرَكةِ مع الكَرِّ والثَّباتِ في القِتالِ وعِظَمِ الثَّوابِ في ذلك، انتَصَرَ أو قُتِلَ، "فرَجَعَ حتى أُهريقَ دَمُه" والمُرادُ أنَّه كَرَّ وقاتَلَ بشَجاعةٍ، غَيرَ مُدبِرٍ، حتى قُتِلَ؛ لِيَفوزَ بالشَّهادةِ، "فيَقولُ اللهُ لِمَلائِكَتِه"؛ مُباهيًا به: "انظُروا إلى عَبدي، رَجَعَ رَجاءً فيما عِندي" مِنَ الأجْرِ والثَّوابِ "وشَفَقًا مِمَّا عِندي"، أيْ: خَوفًا مِنَ العَذابِ والعِقابِ "حتى أُهريقَ دَمُه" أُريقَ دَمُه وسالَ حتى قُتِلَ.
وقدِ اجتَمَعَ لِهذَيْنِ الصِّنفَيْنِ مُعامَلةُ اللهِ سِرًّا فيما بَينَهما وبَينَه، مع الإخلاصِ والصِّدقِ، والمُحِبُّونَ للهِ يُحِبُّونَ ذلك أيضًا؛ عِلْمًا منهم باطِّلاعِه عليهم ومُشاهَدَتِه لهم، فهم يَكتَفونَ بذلك؛ لِأنَّهم عَرَفوه، فاكتَفَوْا به مِن بَينِ خَلقِه، وعامَلوه فيما بَينَه وبَينَهم مُعامَلةَ الشَّاهِدِ غَيرِ الغائِبِ، وهذا مَقامُ الإحسانِ.
وفي الحَديثِ: فَضلُ مَن باعَ نَفْسَه للهِ تَعالى.
وفيه: فَضلُ قيامِ اللَّيلِ والتَّرغيبُ فيه.
وفيه: فَضلُ الغَزوِ في سَبيلِ اللهِ، والكَرِّ على الأعداءِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج كتاب السنةعجب ربنا تبارك وتعالى من رجلين رجل قام من فراشه ولحافه
كشف المناهج والتناقيحعجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله
صحيح ابن حبانعجب ربنا من رجلين رجل ثار من وطائه ولحافه من بين حبه وأهله
مجمع الزوائدعجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه بين أهله وحبه إلى
مسند أحمد تحقيق شاكرعجب ربنا عز وجل من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين
هداية الرواةعجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه
هداية الرواةعجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله
مجمع الزوائدعن عبد الله بن سلام أنه مر في السوق وعليه حزمة من حطب
إتحاف الخيرة المهرةزعم عبد الله بن حنظلة أن عبد الله بن سلام رضي الله عنهما
مسند أحمد تحقيق شاكرلا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر
مسند أحمد تحقيق شاكرلا يدخل الجنة إنسان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر
إصلاح المساجدلا يدخل الجنة عبد في قلبه مثقال ذرة من الكبر


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب