شرح حديث إذا سألتم الله عز وجل يا أيها الناس
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
القلوبُ أوعيةٌ وبعضُها مِن بعضٍ فإذا سألتُمُ اللهَ عَزَّ وجَلَّ أيُّها النَّاسُ فسَلُوه وأنتم موقنون بالإجابةِ فإنَّ اللهَ لا يستجيبُ لعبدٍ دعاه عن ظَهْرِ قَلْبٍ غافلٍ
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الهيثمي
| المصدر : مجمع الزوائد
الصفحة أو الرقم: 10/151 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
التخريج : أخرجه الطبراني كما في ( (مجمع الزوائد )) ( 17205 )
للدُّعاءِ آدابٌ يَنبَغي للمُسلِمِ تَعلُّمُها، والعَملُ بها؛ حتَّى يَعبُدَ
اللهَ على بَصيرةٍ، ويُستَجابَ له، وخُضوعُ القَلبِ للهِ مِن أهمِّ أسْبابِ اسْتِجابةِ الدُّعاءِ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ رَسولُ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ: «
القُلوبُ أوْعيةٌ»، فهي مِثلُ الأواني تَستَوعِبُ ما يُوضَعُ فيها مِن الاعْتِقاداتِ والأفْكارِ، وتَحفَظُ ما اسْتُودِعَ فيها، «
وبعضُها مِن بعضٍ»، وفي رِوايةٍ لأحمَدَ: «
وبعضُها أوْعى مِن بعضٍ»؛
أي: أحفَظُها للخَيرِ مِن غَيرِها، ثمَّ أرشَدَهمُ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ إلى أدَبٍ من آدابِ دُعاءِ
اللهِ تعالَى، وأنَّهم إذا دعَوُا
اللهَ وسَأَلوه فيَنبَغي أنْ يَسأَلوه وهمْ مُعتَقِدونَ استِجابةَ
اللهِ لهم، وقيلَ: كُونوا عندَ الدُّعاءِ في حالٍ تَستَحِقُّونَ به الإجابةَ؛ مِن قِيامٍ بالطَّاعاتِ واجْتِنابٍ للمَعاصي، وحُضورِ القَلبِ أثْناءَ الدُّعاءِ، واغْتِنامِ أوْقاتٍ أرْجى في الإجابةِ، ونَحوِ ذلك، فإذا كان العَبدُ الدَّاعي كذلك أيقَنَ بإجابةِ دَعوتِه؛ لأنَّ
اللهَ عزَّ وجلَّ وعَد بإجابةِ مَن دَعاه، وهذه شَرائطُ مَن يُجيبُ دُعاءَه، ومَن أتى بها، ف
اللهُ مُنجِزٌ له وعْدَه، و
اللهُ لا يُخلِفُ الميعادَ.
ثمَّ أخبَرَ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ
اللهَ لا يَستَجيبُ الدُّعاءَ ممَّن قَلبُه مُعرِضٌ عنه، مُنشَغِلٌ بغَيرِ
اللهِ سُبحانَه وتعالَى، أو لا يَعتَقِدُ أنَّ
اللهَ سيَستَجيبُ له، فهذا القَلبُ غافلٌ عنِ المَعاني الواجِبةِ للهِ عندَ الدُّعاءِ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ آدابِ الدُّعاءِ وشَرائطِ قَبولِه.
وفيه: الحَثُّ على إخْلاصِ القَلبِ للهِ في الدُّعاءِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم