حديث ولا يخرج الدجال حتى يخرج الروم

أحاديث نبوية | تخريج مشكل الآثار | حديث نافع بن عتبة بن أبي وقاص

«تُقاتِلونَ جَزيرةَ العربِ، فيفتَحُها اللهُ تعالى، ثمَّ تُقاتِلونَ فارسَ، فيفتَحُها اللهُ تعالى، ثمَّ تُقاتِلونَ الرُّومَ، فيفتَحُها اللهُ، ثمَّ تُقاتِلونَ الدَّجَّالَ، فيفتَحُهُ اللهُ. قال جابرٌ: ولا يخرُجُ الدَّجَّالُ حتى يخرُجَ الرُّومُ.»

تخريج مشكل الآثار
نافع بن عتبة بن أبي وقاص
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط الشيخين

تخريج مشكل الآثار - رقم الحديث أو الصفحة: 517 -

شرح حديث تقاتلون جزيرة العرب فيفتحها الله تعالى ثم تقاتلون فارس فيفتحها الله تعالى


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كُنَّا مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غَزْوَةٍ، قالَ: فأتَى النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَوْمٌ مِن قِبَلِ المَغْرِبِ، عليهم ثِيَابُ الصُّوفِ، فَوَافَقُوهُ عِنْدَ أَكَمَةٍ، فإنَّهُمْ لَقِيَامٌ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَاعِدٌ، قالَ: فَقالَتْ لي نَفْسِي: ائْتِهِمْ فَقُمْ بيْنَهُمْ وبيْنَهُ؛ لا يَغْتَالُونَهُ، قالَ: ثُمَّ قُلتُ: لَعَلَّهُ نَجِيٌّ معهُمْ، فأتَيْتُهُمْ فَقُمْتُ بيْنَهُمْ وبيْنَهُ، قالَ: فَحَفِظْتُ منه أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ أَعُدُّهُنَّ في يَدِي، قالَ: تَغْزُونَ جَزِيرَةَ العَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ.
قالَ: فَقالَ نَافِعٌ: يا جَابِرُ، لا نَرَى الدَّجَّالَ يَخْرُجُ حتَّى تُفْتَحَ الرُّومُ.
الراوي : نافع بن عتبة بن أبي وقاص | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2900 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يُخبِرُ أصحابَه رَضيَ اللهُ عنهم بعَلاماتِ السَّاعةِ الكُبرى والصُّغرى، يُبشِّرُهم بما يَفتَحُ اللهُ عليهم ويَنصُرُهم على أعدائهِم.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ نافعُ بنُ عُتبةَ بنِ أبي وَقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم كانوا معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزوةٍ -لم تُسَمَّ تلك الغزوةُ- فأَتى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قومٌ مِن قِبَلِ المَغربِ، أي: مِن جِهةِ مَغربِ المَدينةِ.
وكان عَليهُم ثِيابٌ مَصنوعةٌ مِن الصُّوفِ، وهَذا لِباسُ أَهلِ البادِيَةِ، «فوافَقوه عندَ أَكَمةٍ»، والأَكَمةُ: القِطعةُ الغَليظةُ مِنَ الرَّملِ، فهي كالتَّلِّ الصَّغيرِ، والمعنى: أنَّهم وَصَلوا إليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقُربِ التَّلِّ، فرَآهم نافعٌ رَضيَ اللهُ عنه قائمينَ ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالسٌ أمامَهم.
قال نافعٌ رَضيَ اللهُ عنه: «فقالتْ لي نَفسِي: ائِتِهم فقُمْ بينَهم وبَينَه» كي «لا يَغتالوه» أي: يقتلوه غَيلةً، وهي القَتلُ في غَفلةٍ وخَديعةٍ، والمعنى: أنَّ نافعًا رَضيَ اللهُ عنه حَدَّث نفْسَه بأنَّه يَنْبغي له أنْ يأتيَ القومَ، فيَحجِزَ بيْنهم وبيْنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ظَنًّا منه أنَّهم يُرِيدون قتْلَه في وَقتِ غَفلةٍ وانشغالٍ.
ثُمَّ قال نافعٌ رَضيَ اللهُ عنه: «لعلَّه نجِيٌّ مَعهم»، أي: لعلَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُناجيهم، ويُحدِّثُهم سرًّا، ولا يُريدُ أنْ يَطَّلِعَ أحدٌ على سِرِّه، فلا يَنْبغي أنْ أذهَبَ، لكنَّ نافعًا تَرجَّحَ عنده الإتيانُ؛ لشِدَّةِ خَوفِه منهم على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ فَعلَ ما حَدَّثتْه نفْسُه منَ القيامِ بيْنهَ وبيْنَهم؛ لأنَّه لَمَّا لمْ يَمنَعْه النَّبيُّ صلى عليه وسلم مِن الوقوفِ بيْنه وبيْنهم ظَهَر لنافعٍ أنَّ مُناجاتِه ليْست سِرًّا مِن الأسرارِ، فَقال نافعٌ: فحَفِظْتُ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أربعَ كَلِماتٍ، أَعُدُّهنَّ وأُحْصي تلك الكلماتِ الأربعَ في يَدي إنَّما فَعَلَ ذلك ليَضْبِطَهنَّ، ولا يَنْساهنَّ، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «تَغزونَ» أي: المسْلِمون مِن بَعدِي «جَزيرةَ العربِ» والمعنى: بَقيَّةَ الجزيرةِ أو جَميعَها، فيَفتَحُها اللهُ عَليكُم، وتَشمَلُ الجزيرةُ العربيةُ مكَّةَ، والمدينةَ، واليمامةَ، واليمنَ، وكلَّ الأرضِ ما بيْنَ البحرِ الأحمرِ غَربًا وبيْنَ الخليجِ العربيِّ شَرقًا، وما بيْنَ سَواحلِ اليمنِ جَنوبًا وبلادِ الشَّامِ والعراقِ شمالًا ثُمَّ تَغزونَ بلادَ فارسَ فيَفتَحُها اللهُ، ثُمَّ تَغزونَ بلادَ الرُّومِ فيَفتحُها اللهُ، وفارسُ والرُّومُ مَمْلكتانِ عَظيمتانِ آنذاكَ كانتا تَحكُمانِ الأرضَ، ثُمَّ تَغزونَ الدَّجَّالَ، والخِطابُ فيهِ وإنْ كان للصَّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهم، إلَّا أنَّ المُرادَ به الأُمَّةُ، «فيَفتَحُه اللهُ»، أي: يَجعَلُه مَقهورًا مَغلوبًا، فيَقَعُ هَلاكُه على أَيدي المُسلمينَ الَّذين يَكونون مع عِيسى ابنِ مَريمَ عليه السَّلامُ الَّذي يَقتُلُ الدَّجَّالَ.
ثمَّ قال الصَّحابيُّ جابرُ بنُ سَمُرةَ رَضيَ اللهُ عنه وهو يَرْوي الحديثَ عن نافعٍ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّه قال له: يا جابرُ، «لا نَرى الدَّجَّالَ يَخرُجُ حتَّى تُفتَحَ الرُّومُ» يعني: أنَّ خُروجَ الدَّجَّالِ لا يكونُ لا بعْدَ فَتحِ الرُّومِ؛ لِما دلَّ عليه هذا الحديثُ.
والدَّجَّالُ مِن الدَّجلِ، وهو التَّغطيةُ، سُمِّي به؛ لأنَّه يُغطِّي الحَقَّ بباطِلِه، وهو شَخصٌ مِن بني آدَمَ، يَدَّعي الأُلوهيَّةَ، وظُهورُه مِن العلاماتِ الكُبرى ليَومِ القِيامةِ، يَبتَلي اللهُ به عِبادَه، وأَقْدَرَه على أشياءَ مِن مَقدوراتِ اللهِ تَعالَى: مِن إحياءِ الميِّتِ الَّذي يَقتُلُه، ومِن ظُهورِ زَهرةِ الدُّنيا والخِصْبِ معه، وجَنَّتِه ونارِه، ونَهْرَيْهِ، واتِّباعِ كُنوزِ الأرضِ له، وأمْرِه السَّماءَ أنْ تُمطِرَ فتُمطِرَ، والأرضَ أنْ تُنبِتَ فتُنبِتَ؛ فيَقَعُ كلُّ ذلك بقُدرةِ اللهِ تَعالَى ومَشيئتِه.
وفي الحديثِ: دَليلٌ مِن دَلائلِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدعن عبد الله بن الحارث قال وقفت أنا وأبي بن كعب في ظل
صحيح الجامعلو أن حجرا مثل سبع خلفات ألقي عن شفير جهنم هوى فيها
النوافح العطرةويل واد في جهنم يهوي الكافر فيه أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره
الجامع الصغيرويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن
صحيح ابن حبانلو أن حجرا يقذف به في جهنم هوى سبعين خريفا قبل أن يبلغ
مسند الإمام أحمدوالذي نفس محمد بيده إن قدر ما بين شفير النار وقعرها كصخرة زنتها
صحيح ابن حبانويل واد في جهنم يهوي به الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعرها
تخريج صحيح ابن حبانلو أن حجرا يقذف به في جهنم هوى سبعين خريفا قبل أن يبلغ
تخريج صحيح ابن حبانإن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بسبعين أو أربعين خريفا
مسند الإمام أحمدلو أن حجرا يقذف به في جهنم هوى سبعين خريفا قبل أن يبلغ
تخريج صحيح ابن حبانذكروا الفرح عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا الضالة يجدها الرجل
تخريج صحيح ابن حبانالله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم يستيقظ على بعيره أضله بأرض فلاة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب