شرح حديث عن أبي الدرداء قال لا إيمان لمن لا صلاة له و لا
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
عن سعدِ بنِ عمارةَ أخي بني سعدِ بنِ بكرٍ – وكانت له صُحبةٌ – أنَّ رجلًا قال له : عِظْني في نفسي يرحمْك اللهُ .
قال : إذا أنت قُمتَ إلى الصلاةِ فأَسبغِ الوضوءَ ، فإنه لا صلاةَ لمن لا وضوءَ له ، ولا إيمانَ لمن لا صلاةَ له .
ثم قال : إذا أنتَ صلَّيتَ فصَلِّ صلاةَ مُوَدِّعٍ ، واتركْ طلبَ كثيرٍ من الحاجاتِ ؛ فإنه فقرٌ حاضرٌ ، واجمعِ اليأسَ مما في أيدي الناسِ فإنه هو الغِنى ، وانظرْ إلى ما تَعتذرُ منه من القولِ والفعلِ فاجْتنِبْهُ
الراوي : عبدالله بن أبي بكر بن محمد | المحدث : الألباني
| المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 4/545 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
كان النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ مُعلِّمًا ومُرشِدًا لأُمَّتِه، وقدْ وضَّح لنا طَريقَ الفَلاحِ والنَّجاةِ، وقدِ استمَرَّ هذا النَّهجُ في الصَّحابةِ والتَّابِعينَ، حيث كان عُلماؤُهم يُعلِّمونَ النَّاسَ ويَعِظونَهم.
وفي هذا الأثَرِ يَرْوي عبْدُ
اللهِ بنُ أبي بَكرِ بنِ محمَّدٍ، عن سَعدِ بنِ عُمارةَ رَضيَ
اللهُ عنه، وكان مِن بَني سَعدِ بنِ بَكرٍ إحْدى قَبائلِ العرَبِ، وكان مِن صَحابةِ النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّ رَجلًا طَلَب منه أنْ يَعِظَه مَوْعِظةً تَنفَعُه في نفْسِه ودِينِه، فقال له: «
إذا أنتَ قُمتَ إلى الصَّلاةِ»، فأردْتَ أنْ تُصلِّيَ وشرَعْتَ وبدَأْتَ في ذلك، «
فأسبِغِ الوُضوءَ»، بأنْ تُحسِنَ غَسْلَ كلِّ عُضوٍ، وتُعْطيَه حقَّه منَ الماءِ والغَسلِ؛ لأنَّ الوُضوءَ شَرطُ إجْزاءِ الصَّلاةِ مع عدَمِ العُذْرِ، وإلَّا فيَجِبُ العِوَضُ عنه، وهو التَّيممُ إنْ فُقِدَ الماءُ، والمُرادُ بقَولِه: «
لا صَلاةَ لِمَن لا وُضوءَ له»؛ أيُّ صَلاةٍ كانت مِن الفَرضِ والنَّفلِ، لمَن ليْس له وُضوءٌ مَوجودٌ، وهذا بإجْماعِ المُسلِمينَ منَ السَّلَفِ والخلَفِ.
«
ولا إيمانَ لمَن لا صَلاةَ له»؛
أي: لا إيمانَ لمَن لا يُصلِّي، أو لمَن لم تُقبَلْ صَلاتُه؛ لأنَّ مَوضِعَ الصَّلاةِ منَ الدِّينِ كمَوضِعِ الرَّأسِ منَ الجَسدِ، فالصَّلاةُ إذا ذهَبَت مِن المُسلِمِ ذهَب إسْلامُه.
ثمَّ أوْصاه ووَعَظه بأنَّه إذا صلَّى أنْ يُصلِّيَ صَلاةَ مُودِّعٍ بالاستِغْراقِ في مُناجاةِ ربِّه سُبحانه وتعالَى، أوِ المَعنى: صَلِّ صَلاةَ مَن يُودِّعُ الدُّنْيا، وكأنَّها آخِرُ صَلاةٍ له.
ثمَّ وعَظَه بأنْ يَترُكَ سُؤالَ شَيءٍ منَ النَّاسِ، أو طلَبَ كَثيرٍ مِن الحاجاتِ منهم؛ لأنَّ الطَّلبَ مِن النَّاسِ هو فَقرٌ حاضرٌ؛ لأنَّ النَّاسَ لا يُعْطونَ شَيئًا إلَّا القَليلَ، بيْنَما المُعطي هو
اللهُ سُبحانَه، ويُعْطي بلا حُدودٍ.
ثمَّ وعَظَه بأنْ يَعقِدَ العَزمَ ويُحكِمَه في قَلْبِه على قَطعِ الأمَلِ عمَّا في أيْدي النَّاسِ مِن مَتاعِ الدُّنيا؛ لأنَّه إنْ فعَل ذلك استَراحَ قلْبُه، ولا يَتِمُّ ذلك إلَّا بتَقْصيرِ الأمَلِ، وتَقْديرِ أنَّه لا زَمانَ يَعيشُ فيه ويُؤمِّلُه منَ الأوْقاتِ المُستَقبَلةِ، ويكونُ طلَبُه مِن
اللهِ؛ فإنَّه هو الغَنيُّ، وهو مالِكُ كلِّ شَيءٍ، ويُعْطي مِن غِناه دونَ حدٍّ.
ثمَّ وعَظَه ونصَحَه بألَّا يتَحدَّثَ بكَلامٍ يَحتاجُ للاعتِذارِ عنه لقُبحِه، أو لِما فيه مِن الإثْمِ والعِقابِ، فالاعتِذارُ إمَّا إلى
اللهِ بالتَّوبةِ؛ لأنَّ تَرْكَ الذَّنبِ خَيرٌ مِن طلَبِ المَغفرةِ، أو مِن النَّاسِ، فالمُرادُ لا يَأْتي بما يُعتذَرُ منه، وأنْ يَتجنَّبَ هذا النَّوعَ مِن الكَلامِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم