حديث انتدب الله عز وجل لمن خرج في سبيله لا يخرج إلا جهادا في

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث أبو هريرة

«انتَدَبَ اللهُ عزَّ وجلَّ لـمَن خرَجَ في سبيلِه، لا يَـخْرُجُ إلا جِهادًا في سَبِيلي، وإيمانًا بي، وتصديق رسولي ؛ فهو عَلَيَّ ضامِنٌ أنْ أُدْخِلَه الجنةَ، أو أُرْجِعَه إلى مَسْكنِه الذي خرَجَ منه، نَائِلًا ما نالَ مِن أَجْرٍ أو غَنيمَةٍ، والذي نَفْسُ محمدٍ بِيَدِه، ما مِن كَلْمٍ يُكْلَمُ في سَبيلِ اللهِ إلَّا جاء يَوْمَ القِيامةِ كهَيْئَتِه يَوْمَ كُلِم، لَوْنُه لَوْنُ دمٍ، ورِيـحُه ريحُ مِسكٍ. والذي نَفْسُ محمدٍ بِيَدِه، لَوْلا أنْ أَشُقَّ على المُسلِمين ما قعَدْتُ خِلافَ سَرِيَّةٍ تَغْزو في سَبيلِ اللهِ أَبَدًا، ولكنِّي لا أَجِدُ سَعَةً فيَتْبَعوني، ولا تَطِيبُ أَنْفُسُهم فيَتَخَلَّفون بَعْدِي، والذي نَفْسُ محمدٍ بِيَدِه، لَوَدِدْتُ أنْ  أَغزُوَ في سبيلِ اللهِ فأُقتَلَ، ثم أَغزُوَ فأُقتَلَ، ثم أَغزُوَ فأُقتَلَ.»

مسند الإمام أحمد
أبو هريرة
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط الشيخين

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 7157 - أخرجه البخاري (36)، ومسلم (1876) باختلاف يسير

شرح حديث انتدب الله عز وجل لمن خرج في سبيله لا يخرج إلا جهادا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

تَضَمَّنَ اللَّهُ لِمَن خَرَجَ في سَبيلِهِ، لا يُخْرِجُهُ إلَّا جِهادًا في سَبيلِي، وإيمانًا بي، وتَصْدِيقًا برُسُلِي، فَهو عَلَيَّ ضامِنٌ أنْ أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أوْ أرْجِعَهُ إلى مَسْكَنِهِ الذي خَرَجَ منه، نائِلًا ما نالَ مِن أجْرٍ، أوْ غَنِيمَةٍ، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، ما مِن كَلْمٍ يُكْلَمُ في سَبيلِ اللهِ، إلَّا جاءَ يَومَ القِيامَةِ كَهَيْئَتِهِ حِينَ كُلِمَ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، ورِيحُهُ مِسْكٌ، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَوْلا أنْ يَشُقَّ علَى المُسْلِمِينَ ما قَعَدْتُ خِلافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو في سَبيلِ اللهِ أبَدًا، ولَكِنْ لا أجِدُ سَعَةً فأحْمِلَهُمْ، ولا يَجِدُونَ سَعَةً، ويَشُقُّ عليهم أنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أنِّي أغْزُو في سَبيلِ اللهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أغْزُو فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أغْزُو فَأُقْتَلُ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1876 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 3123 )، ومسلم ( 1876 ).



الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ لَهُ في الإسلامِ مَنْزلةٌ عاليةٌ؛ لِمَا فيه مِن الفَضْلِ والأَجْرِ الَّذي يُفضَّلُ به على كثيرٍ من العِباداتِ.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «تَضمَّنَ اللهُ»، وفي روايةٍ في الصَّحيحينِ: «تَكفَّلَ اللهُ» أي: أَوْجَبَ اللهُ تعالَى على نَفْسِه، وهذا الضَّمانُ والكفالةُ مُوافِقٌ لقَولِه تعالَى: { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ } [ التوبة: 111 ]، وذلك «لِمَن خَرَج» يُريدُ الغزوَ والجِهادَ في سبيلِ اللهِ وضِدَّ أعداءِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ولا تكون نيَّتُه في الخُروجِ إلَّا للهِ عزَّ وجلَّ، وهو مُؤمنٌ إيمانًا مَحْضًا باللهِ سُبحانه ومُؤمنًا برُسُلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وبما أُرْسِلوا به الَّذين ذَكَرَهم سُبْحانَه في كتابِه وبيَّنتْه سُنَّةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كان جَزاؤه عِنْد اللهِ تعالَى ضَمانُه سُبحانَه أنْ يُدْخِلَه الجَنَّةَ، وذلك إنْ قُتِلَ في المَعْركةِ، فإنْ لم يُقْتَلْ جَعَل اللهُ عزَّ وجلَّ له أجرًا عظيمًا في الآخرةِ، ورَزَقَهُ الغنيمةَ في الدُّنيا وأعادهُ إلى مَسكَنِه بما نالَهُ مِن ذلك.
ثمَّ حَلَف النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ باللهِ عزَّ وجلَّ الَّذي يَمْلِكُ نفْسَه بيده؛ فهو خالِقُها ومُدبِّرُ أمْرِها -وكثيرًا ما كان يُقْسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بهذا القَسَمِ- أنَّه ما مِن مُسلِمٍ يُصِيبُه جُرْحٌ أثناءَ القِتالِ في سَبيلِ اللهِ، إلَّا جاء يَومَ القيامةِ على حالتِه الَّتي جُرحِ به في الدُّنيا عندَما طُعِنَ، يَسيلُ ويَتفجَّرُ منها الدَّمُ، ولكنَّ هذا الدَّمَ وإنْ كان لوْنُه لوْنَ الدَّمِ، إلَّا أنَّ رائحتَه تكونُ طَيِّبةً مِثلَ رائحةِ المِسْكِ.
قيل: الحِكمةُ في كَونِ الدَّمِ يَأتي يومَ القِيامةِ على هَيئتِه أنَّه يَشهَدُ لِصاحِبِه بفَضْلِه، وعلى قاتِلِه بفِعلِه، وفائدةُ رائحتِه الطَّيِّبةِ أنْ تَنتشِرَ في أهلِ الموقفِ؛ إظهارًا لفَضيلتِه أيضًا، ومِن ثَمَّ لم يُشرَعْ غَسْلُ شَهيدِ المَعركةِ.
ثمَّ أقسَمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه لولا أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْشى المشقَّةَ والتَّعَبَ على المسْلِمين، ما تَرَك غَزوًا إلَّا خَرَجَ إليهِ، وما جَلَس خلْفَ سَريَّةٍ خَرَجَت للجهادِ في سَبيلِ اللهِ أبدًا، بلْ يَخرُجُ مع كلِّ سَريَّةٍ لِيَنالَ فَضيلةَ الجهادِ، والسَّرِيَّةُ: القِطْعَةُ من الجيشِ يَبْلُغُ أقصاها أَرْبَعَ مائةٍ رجُلٍ، ولكنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَملِكُ مِن الدَّوابِّ الَّتي تَحمِلُ المسْلِمين في السَّفرِ، وتَعْبُرُ بهم إلى الغَزْوِ، وكذلك هم لا يَملِكُون من الدَّوابِّ الَّتي تُعِينُهم وتَحْمِلُهم؛ ليَكونوا مع رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويعودُ عَجْزُهم عن اللَّحاقِ برَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمشقَّة عليهم، سواءٌ اتَّبَعُوه وسارَوا معه مَشيًا على الأقدامِ، أو قَعَدوا وتَخلَّفُوا عنه حين يَخرُجُ، ثمَّ أقسَمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «والَّذي نَفْسُ محمَّدٍ بيدِه، لوَدِدتُ أنْ أَغْزُوَ في سبيلِ اللهِ فأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فأُقْتَلُ»، فهو يَتمنَّى أنْ يُجاهِدَ فيُقَتَل، ثمَّ يُبْعَثَ فيُجاهِدَ فيُقتَلَ مرَّاتٍ مُتكرِّرةً عَديدةً؛ وذلك لِما في الجهادِ والغزوِ وبَذلِ النَّفْسِ في سَبيلِ اللهِ مِن عظيمِ الفَضْلِ والأَجْرِ.

وفي الحديثِ: الحثُّ على الجِهادِ والخُروجِ في سبيلِ اللهِ تعالى.
وفيه: بيانُ ما كان عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من شَفَقَةٍ ورَحْمةٍ بالمسلمين.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدانتدب الله عز وجل لمن يخرج في سبيله لا يخرجه إلا الإيمان بي
مسند الإمام أحمدقال أتى أعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن أبي يريد
الجوهر النقيما أدري تبع ألعينا كان أم لا وما أدري ذا القرنين أنبيا
صحيح الجامعما أدري أتبع أنبيا كان أم لا و ما أدري ذا القرنين
مجمع الزوائدما أدرى الحدود كفارات أم لا
صحيح ابن حبانإن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه وقال ابن عمر
تخريج صحيح ابن حبانإن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه
تخريج صحيح ابن حبانإن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه وقال ابن عمر
تخريج زاد المعادإن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه
صحيح ابن حبانإن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه
مسند الإمام أحمدخياركم وخيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشراركم وشرار أئمتكم
تحفة الأحوذيكنا عند الحسن بن علي فسأل ما عقلت من النبي صلى الله عليه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب