حديث فأمره أن ينهاهن فمكث شيئا ثم رجع فذكر أنه نهاهن فأبين أن

أحاديث نبوية | تخريج صحيح ابن حبان | حديث عائشة أم المؤمنين

«لمَّا جاء نعيُ زيدِ بنِ حارثةَ وجعفرٍ وعبدِ اللهِ بنِ رواحةَ جلَس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعرَفُ في وجهِه الحزنُ فأتاه رجلٌ فقال: هذه نساءُ جعفرٍ ينُحْنَ عليه وقد أكثَرْنَ بكاءَهنَّ قال: فأمَره أنْ ينهاهنَّ فمكَث شيئًا ثمَّ رجَع فذكَر أنَّه نهاهنَّ فأبَيْنَ أنْ يُطِعْنَه فأمَره الثَّانيةَ أنْ ينهاهنَّ قال: فذكَر أنَّه قد غلَبْنَه قال: ( فاحْثُ في وجهِهنَّ التُّرابَ ) قالت عَمرةُ: فقالت عائشةُ عند ذلك: أرغَم اللهُ بآنافِهنَّ واللهِ ما ترَكْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وما أنت بفاعلٍ»

تخريج صحيح ابن حبان
عائشة أم المؤمنين
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط البخاري

تخريج صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 3147 -

شرح حديث لما جاء نعي زيد بن حارثة وجعفر وعبد الله بن رواحة جلس


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لَمَّا جَاءَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَتْلُ ابْنِ حَارِثَةَ، وجَعْفَرٍ، وابْنِ رَوَاحَةَ جَلَسَ يُعْرَفُ فيه الحُزْنُ وأَنَا أَنْظُرُ مِن صَائِرِ البَابِ شَقِّ البَابِ، فأتَاهُ رَجُلٌ فَقالَ: إنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ وذَكَرَ بُكَاءَهُنَّ، فأمَرَهُ أَنْ يَنْهَاهُنَّ، فَذَهَبَ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ، لَمْ يُطِعْنَهُ، فَقالَ: انْهَهُنَّ فأتَاهُ الثَّالِثَةَ، قالَ: واللَّهِ لقَدْ غَلَبْنَنَا يا رَسولَ اللَّهِ، فَزَعَمَتْ أنَّهُ قالَ: فَاحْثُ في أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ فَقُلتُ: أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ، لَمْ تَفْعَلْ ما أَمَرَكَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولَمْ تَتْرُكْ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ العَنَاءِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1299 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 1299 )، ومسلم ( 935 )



لَمَّا جاءَ الإسلامُ قطَعَ عاداتِ الجاهليَّةِ السيِّئةَ، ومِن هذه العاداتِ النُّواحُ على الميِّتِ؛ فنَهى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنه، وحذَّرَ منه، وتوعَّدَ عليه.
وفي هذا الحَديثِ تَروي أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّه لِمَّا ماتَ زيدُ بنُ حارثةَ، وجعفرُ بنُ أبي طالبٍ، وعبدُ اللهِ بنُ رَواحةَ رِضوانُ اللهِ عليهم أجمعينَ في غزوةِ مُؤْتةَ في السَّنةِ الثامنةِ مِن الهجرةِ، جَلَس النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَظهرُ عليه الحزنُ؛ لِاستِشهادِ هؤلاءِ الأفاضلِ، وكانت أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها تنظُرُ إليه مِن شِقِّ الباب، فجاءَه رجُلٌ، وقال: إنَّ نِساءَ جَعفرِ بنِ أبي طالبٍ يَبكينَ عليه ويَرْفَعْنَ صوتَهنَّ بِالبُكاءِ والنِّياحةِ عليه، فأمَرَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَنهاهنَّ، فذهَبَ ثُمَّ أتاه مرَّةً ثانيةً وأَخبرَه أنَّهنَّ لم يُطِعْنَه، فقال له: «انْهَهُنَّ»، فأتاه مرَّةً ثالثةً وقال له: واللهِ غَلبْنَنا يا رسولَ الله، فلم يَستجِبْنَ لِأمرِه، وأصَرُّوا على النُّواحِ، قيل: يحتملُ أنَّهُنَّ لم يُطِعْنَ الناهيَ لكَونِه لم يُصرِّحْ لهنَّ بأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهاهُنَّ، فحَمَلْنَ ذلك على أنَّه مُرشِدٌ إلى المصلحةِ مِن قِبَلِ نفْسِه، أو عَلِمْنَ لكنْ غلَب عليهن شدَّةُ الحزنِ؛ لحرارةِ المصيبةِ.
فقال له النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «فاحْثُ في أفْواهِهنَّ التُّرابَ»، يعني: أَلْقِ على وُجوهِهنَّ التُّرابَ؛ زَجرًا لهنَّ حتَّى يتوقَّفْنَ عمَّا هم فيه، فقالتْ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنه لِلرجُلِ: «أَرْغَمَ اللهُ أنفَك»، أي: ألْصَقَه بِالرَّغامِ وهو التُّرابُ؛ إهانةً وذُلًّا -وهذه مِن الكلِماتِ الَّتي تقولُها العربُ في الزَّجرِ ونحوِه ولا يُقصَدُ بها حقيقةُ الدُّعاءِ-، واللهِ ما تَفعلُ ما أمَرَك رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وما تَركْتَ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ العَناءِ، معناه: أنَّك قاصِرٌ لا تَقومُ بما أُمِرْتَ به مِنَ الإنكارِ؛ لِنَقصِك وتَقصيرِك، ولا تُخبرُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِقُصورِك عن ذلك حتَّى يُرسِلَ غيرَك ويَستريحَ مِنَ العَناءِ.
وقيل: دعَتْ عليه لأنَّه أحرَج النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكثرةِ ترَدُّدِه إليه ونقْلِه فِعلَهُنَّ دُونَ جَدوَى.
وقد نسَخ اللهُ سُبحانَه أمورَ الجاهليَّةِ بشريعةِ الإسلامِ، وأمَر بالاقتصادِ في الحزنِ والفرَحِ، وترْكِ الغُلوِّ في ذلك، وحَضَّ على الصَّبرِ عندَ المصائبِ، واحتِسابِ أجْرِها على الله، وتفويضِ الأمورِ كلِّها إليه؛ فقال تعالى: { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } [ البقرة: 155 - 157 ]؛ فحقٌّ على كلِّ مسلمٍ مؤمنٍ عَلِمَ سرعةَ الفناءِ ووشْكَ الرَّحيلِ إلى دارِ البقاءِ ألَّا يَحزَنَ على فائتٍ مِن الدُّنيا، وأن يَستشعِرَ الصَّبرَ والرِّضا؛ لِينالَ الدَّرَجاتِ الرَّفيعةَ مِن ربِّه عزَّ وجلَّ.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على الصبرِ عندَ نزولِ مصيبةِ المَوتِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح ابن حبانلما جاء نعي زيد بن حارثة وجعفر وعبد الله بن رواحة جلس رسول
أعلام الموقعينينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا
معارج القبولإن الله تعالى إذا كان ثلث الليل الآخر نزل إلى سماء الدنيا ثم
تهذيب السننينزل ربنا كل ليلة حتى يبقى ثلث الليل الآخر إلى سماء الدنيا
تحفة الأحوذيينزل الله تبارك وتعالى حين يبقى ثلث الليل الآخر
مسند الإمام أحمدعن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت ينام أوله ويقوم آخره
مسند الإمام أحمدقلت لعائشة أخبريني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقالت
تخريج صحيح ابن حبانيا عبد الله بن عمرو لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك
صحيح ابن خزيمةلا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل قال يونس قال
مسند الإمام أحمدسألت عائشة أي العمل كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
تخريج صحيح ابن حبانمتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر فقالت إذا سمع الصارخ
مسند الإمام أحمدكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الدائم من العمل قال فقلت


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب