حديث أن عمر بن الخطاب أكب على الركن وقال إني لأعلم أنك حجر ولو

أحاديث نبوية | البداية والنهاية | حديث عمر بن الخطاب

«أَنَّ عُمرَ بنَ الخطَّابِ أكبَّ على الرُّكنِ وقال إني لأعلمُ أنك حَجرٌ ولو لم أَرَ حَبيبي صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَبَّلكَ واستلمك ما استلمتُكَ ولا قَبَّلتُكَ { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }»

البداية والنهاية
عمر بن الخطاب
ابن كثير
إسناده جيد قوي

البداية والنهاية - رقم الحديث أو الصفحة: 5/138 -

شرح حديث أن عمر بن الخطاب أكب على الركن وقال إني لأعلم أنك حجر


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه قالَ لِلرُّكْنِ: أَما واللَّهِ، إنِّي لَأَعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ لا تَضُرُّ ولَا تَنْفَعُ، ولَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَلَمَكَ ما اسْتَلَمْتُكَ، فَاسْتَلَمَهُ ثُمَّ قالَ: فَما لَنَا ولِلرَّمَلِ إنَّما كُنَّا رَاءَيْنَا به المُشْرِكِينَ وقدْ أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ، ثُمَّ قالَ: شيءٌ صَنَعَهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فلا نُحِبُّ أَنْ نَتْرُكَهُ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1605 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه مسلم ( 1270 ) مختصراً باختلاف يسير



الحَجَرُ الأسوَدُ حَجَرٌ كرِيمٌ، أنزَلَه اللهُ سُبحانَه وتعالَى مِنَ الجنَّةِ، فكان يُقبِّلُه النبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ واتِّباعًا لهَدْيِه نُقبِّلُه ونَستلِمُه ونُشيرُ إليه، وإنْ كان حَجَرًا لا يَضُرُّ ولا يَنفَعُ.
وفي هذا الحَديثِ بَيانٌ لِتَسليمِ الصَّحابةِ وشِدَّةِ إيمانِهم؛ فيُخبِرُ أسلَمُ، مَولَى عُمَرَ، أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه كانَ يُقَبِّلُ الحَجَرَ الأسوَدَ، وهو الموجودُ في البَيتِ الحرامِ، ومَكانُه في الرُّكنِ الجَنوبيِّ الشَّرقيِّ لِلكعبةِ المُشرَّفةِ مِنَ الخارِجِ، وهو في غِطاءٍ مِنَ الفِضَّةِ في أيَّامِنا هذه.
وقد أوْضَحَ عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ سَببَ تَقبيلِه لهذا الحجرِ رُؤيَتُه النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقبِّلُه، ولَولا ذلك ما قَبَّلَه عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه؛ لِعِلْمِه أنَّه حَجَرٌ لا يَضُرُّ ولا يَنفَعُ بذاتِه، وإنَّما النَّفعُ بالثَّوابِ الذي يَحصُلُ بامتِثالِ أمرِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والاستِنانِ بتَقبيلِه.
وقيل: إنَّما قال عُمَرُ ذلك؛ لأنَّ النَّاسَ كانوا حَديثي عَهدٍ بعِبادةِ الأصنامِ، فخَشيَ أنْ يَظُنَّ الجُهَّالُ أنَّ استِلامَ الحَجَرِ هو مِثلُ ما كانتِ العَربُ تَفعَلُه في الجاهليَّةِ، فأرادَ أنْ يُعلِّمَهم أنَّ استِلامَ الحَجَرِ لا يُقصَدُ به إلَّا تَعظيمُ اللهِ تعالَى، والوُقوفُ عِندَ أمرِ نَبيِّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، وأنَّ ذلك مِن شَعائرِ الحَجِّ.
وهذا لأجْلِ أنَّ اللهَ تعالَى فضَّلَ بعضَ الأحجارِ على بعضٍ، وبعضَ البِقاعِ على بعضٍ، وبعضَ اللَّيالي والأيامِ على بعضٍ، وإنَّما شُرِعَ تَقبيلُ الحَجَرِ إكرامًا وإعظامًا لحَقِّه، ولِيُعلَمَ بالمُشاهَدةِ مَن يُطيعُ في الأمرِ والنَّهيِ، وذلك شَبيهٌ بقصَّةِ إبليسَ حيثُ أُمِرَ بالسُّجودِ لآدمَ عليه السَّلامُ.
ثم يُوضِّحُ عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه إنَّما شُرِعَ الرَّمَلُ -وهو الإسراعُ في الطَّوافِ في الأشواطِ الثَّلاثةِ الأُولى- في الأصلِ؛ بسَببِ أنَّ المُشرِكينَ أشاعوا أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابَه رَضيَ اللهُ عنهم قد أضعَفَتْهم حُمَّى يَثرِبَ، فَراءَيْنا به المُشرِكينَ، مِنَ المُراءاةِ، أيْ: أرَدْنا أنْ نُظهِرَ القُوَّةَ للمُشرِكينَ بالرَّمَلِ؛ لِيَعلَموا أنَّا لا نَعجِزُ عن مُقاوَمتِهم، ولا نَضعُفُ عن مُحارَبَتِهم؛ تَكذيبًا لإشاعتِهمُ الباطِلةِ.
أمَّا الآنَ فقَدْ هَزَمَ اللهُ الشِّركَ وأهلَه، وفُتِحَتْ مَكَّةُ، وزالَ السَّببُ الدَّاعي إلى الرَّمَلِ، ولكنَّه بَقيَ سُنَّةً مَشروعةً سَنَّها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فنَفعَلُها؛ اقتِداءً به، وعَملًا بسُنَّتِه.
وكُلُّ ما قالَه عُمَرُ هنا إنَّما هو مِن حَديثِه مع نَفْسِه؛ لِبَيانِ أنَّ أمرَ الدِّينِ مَبنيٌّ على التَّصديقِ والاتِّباعِ، وليس كَلامُه اعتِراضًا على أفعالِ المَناسِكِ؛ ولذلك استدرَكَ على نَفْسِه، فقال: شَيءٌ فَعَلَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلا نُحِبُّ أنْ نَترُكَه، بل علينا أنْ نَتَّبِعَه.
وفي الحَديثِ: قاعدةٌ عظيمةٌ في اتِّباعِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيما يَفعَلُه، ولو لم تُعلَمِ الحِكمةُ فيه.
وفيه: مَشروعيَّةُ تَقبيلِ الحَجَرِ الأسوَدِ، والإشارةُ إلى النَّهيِ عن تَقبيلِ ما لم يَرِدِ الشَّرعُ بتَقبيلِه مِنَ الأحجارِ وغيرِها.
وفيه: بَيانُ السُّنَنِ بالقَولِ والفِعلِ.
وفيه: أنَّ على الإمامِ إذا خَشِيَ فَسادَ اعتِقادِ أحدٍ بسَببِ فِعلٍ ما؛ أنْ يُبادِرَ إلى بَيانِ الأمرِ وتَوضيحِه.
وفيه: إظهارُ القُوَّةِ بالعُدَّةِ والسِّلاحِ ونَحوِ ذلك للكُفَّارِ؛ إرهابًا لهم، ولا يُعَدُّ ذلك مِنَ الرِّياءِ المَذمومِ.
وفيه: أنَّ في الشَّرعِ ما هو تَعبُّدٌ مَحضٌ، وما هو مَعقولُ المَعنى.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند أحمد تحقيق شاكررأيت الأصيلع يعني عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبل الحجر ويقول
مسند أحمد تحقيق شاكرأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أكب على الركن فقال إني
مسند الفاروقأن عمر بن الخطاب أكب على الركن فقال إني لأعلم أنك
تخريج صحيح ابن حبانلم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح من البيت إلا الركنين
صحيح ابن حبانلم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح من البيت إلا الركنين
مسند الإمام أحمدمن الغد يوم النحر وهو بمنى نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة حيث
صحيح الجامعنحن نازلون غدا بخيف بني كنانة حيث قاسمت قريش على الكفر
صحيح ابن خزيمةأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين أراد أن ينفر من
حجة الوداعأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين أراد أن ينفر من
صحيح ابن خزيمةقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى نحن نازلون غدا
تخريج مشكل الآثاررخص رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب أن يبيت
تخريج صحيح ابن حبانأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص للعباس أن يبيت بمكة أيام


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, November 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب