حديث اخرجي أيتها الروح الطيبة في الجسد الطيب كنت تعمرينه اخرجي إلى

أحاديث نبوية | تفسير القرآن العظيم | حديث البراء بن عازب

«عن البراءِ بنِ عازبٍ : أن الملائكةَ تقولُ لروحِ المؤمنِ : اخرجي أيُّتها الروحُ الطيبةُ في الجسدِ الطيبِ كنت تعمُرينه ، اخرجي إلى روحٍ وريحانٍ وربٍّ غيرِ غضبانَ»

تفسير القرآن العظيم
البراء بن عازب
ابن كثير
صحيح

تفسير القرآن العظيم - رقم الحديث أو الصفحة: 6/110 -

شرح حديث عن البراء بن عازب أن الملائكة تقول لروح المؤمن اخرجي


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

إنَّ المؤمنَ إذا احتُضر أتتهُ ملائكةُ الرحمةِ بحريرةٍ بيضاءَ فيقولونَ : اخرُجي راضيةً مرضيًا عنكِ إلى رَوْحٍ وريحانٍ وربٍّ غيرِ غضبانٍ فتخرج ُكأطيبِ ريحِ مسكٍ حتى إنهم ليناوِلُه بعضُهم بعضًا يشمُّونهُ حتى يأتوا به بابَ السماءِ فيقولونَ : ما أطيبَ هذهِ الريحِ التي جاءتكُم من الأرضِ، وكلما أتَوا سماءً قالوا ذلكَ، حتى يأتوا بهِ أرواحَ المؤمنِينَ فلهُمْ أفرحُ بهِ من أحدِكمْ بغائبِهِ إذا قدِم عليهِ، فيسألونَهُ : ما فعل فلانٌ ؟ قال : فيقولونَ : دعوهُ حتى يستريحَ فإنه كان في غمِّ الدنيا، فإذا قال لهم : ما أتاكُم فإنهُ قد ماتَ، يقولونَ : ذُهبَ به إلى أمهِ الهاويةِ، وأما الكافرُ فإنَّ ملائكةَ العذابِ تأتيه فتقولُ : اخرُجي ساخطةً مسخوطًا عليكِ إلى عذابِ اللهِ وسخطهِ فتخرجُ كأنتنِ ريحِ جيفةٍ، فينطلقون بهِ إلى باب الأرضِ فيقولون : ما أنتنَ هذه الريحِ، كلما أتَوا على أرضٍ قالوا ذلك حتى يأتوا بهِ أرواحَ الكفارِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن تيمية
| المصدر : مجموع الفتاوى
الصفحة أو الرقم: 5/449 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



لا شكَّ أنَّ الدُّنيا دارُ فَناءٍ، وعِندَ الموتِ يَتلقَّى المؤمنُ البِشارةَ من اللهِ بالجنَّةِ، ويَجدُ الكافرُ ما تَوعَّده اللهُ بهِ منَ العَذابِ.

وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ المؤمِنَ إذا احتُضِرَ"، أي: إذا قرُب موتُهُ، وحضرتْهُ الملائكةُ الموكَّلون بنزْعِ الروح، ِ "أتتْه ملائكةُ الرَّحمةِ بحريرةٍ بيضاءَ"، أي: ثوْبٍ ناعمٍ حريرٍ، لونُه أبيضُ كالكَفَنِ لتَلُفَّ فيها رُوحَه، وترفعَها إلى السماءِ، "فيقولون: اخْرُجي"، أي: من جَسَدِكِ الطَّيِّبِ، فارْجِعي إلى ربِّكِ "راضيةً مرضيًّا عنكِ"، أي: راضيةً عن اللهِ برحمتِه لك، وحُسنِ توفيقِهِ، وهو راضٍ عنكِ، بطاعتِكِ وحُسْنِ عَملِكِ، "إلى رَوْحٍ"، أي: اخرُجي إلى راحةٍ ورحمةٍ، "وريْحانٍ"، أي: رِزْقٍ أو رَيحانٍ مَشمومِ الرَّائحةِ طيِّبٍ، "ورَبٍّ غَيرِ غَضبانَ"، أي: وبمُلاقاةِ ربِّكِ، وهو راضٍ عنك؛ فيُنعِمُ عليكِ بالخُلودِ والرِّزقِ الحسَنِ، "فتخرجُ كأَطيبِ رِيحِ مِسكٍ"، أي: تخرجُ روحُ المؤمنِ لها رائحةُ المِسكِ الطيبةُ، "حتى إنَّهم لِيناوِلُه بعضُهم بعضًا يَشَمُّونه"، أي: إنَّ الملائكةَ يَصعَدون به مِن يَدٍ إلى يَدٍ ويُقبِّلونه ويَشَمُّون رائحتَه الطَّيِّبةَ؛ تكريمًا وتَعظيمًا وتبرُّكًا وتشريفًا، "حتى يأتوا به بابَ السَّماءِ، فيَقولون"، أي: بعضُ ملائكةِ السَّماءِ على جِهةِ التعجُّبِ من غايةِ عَظمةِ طِيبه، "ما أطيبَ هذه الرِّيحَ التي جاءتْكُم من الأرضِ؟ "، أي: تتعجَّب ملائكةُ السماءِ التي يَمُرُّون بها من حُسنِ وجَمالِ هذه الرائحةِ التي تخرُجُ من نفْسِ المؤمنِ، "وكلَّما أتَوْا سماءً قالوا ذلك"، أي: قالتِ الملائكةُ هذا الثناءَ على رائحةِ المؤمنِ، "حتى يأتوا به أرواحَ المؤمنين"، أي: حتى تذهبَ به الملائكةُ إلى مَقرِّ أرواحِ المؤمنين في عِلِّيينَ، "فلَهُمْ أفْرحُ به من أحدِكُم بغائبِهِ إذا قَدِمَ عليه"، أي: تفرَحُ به أرواحُ المؤمنين أشدَّ ممَّا يفرحُ الواحدُ مِنَّا عندَما يعودُ له حبيبُهُ الغائِبُ عنه، "فيسألونه: ما فَعَل فُلانٌ؟ "، أي: تسألُ بعضُ أرواحِ المؤمنين هذا المؤمِنَ عن بعضِ الناسِ الذين يَعرِفونهم، "قال: فيقولون: دَعوهُ حتى يَستريحَ؛ فإنه كان في غمِّ الدنيا"، أي: يقولُ بعضُهم لبعضٍ دَعوا القادِمَ؛ فإنَّه حديثُ عهدٍ بتَعبِ الدنيا، "فإذا قال لهم"، أي: الروحُ المؤمنةُ وهو يُجيبُ سؤالَهم "ما أتاكم؟ فإنَّه قد مات"، أي: هذا الشخصُ الذي تسألون عنه قد مات ألَمْ يأتِ عندَكم، "يقولون: ذُهِبَ به إلى أُمِّهِ الهاويةِ"، أي: تقولُ أرواحُ المؤمنين إذا مات، ولم يَلْحَقْ بنا، فقد ذُهِبَ به إلى النارِ، والهاويةُ من أسماءِ النارِ كأنَّها العَميقةُ يَهوِي أهلُ النار فيها مهوًى بعيدًا.
...
قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "وأمَّا الكافِرُ"، أي: إذا احتُضِر، "فإنَّ مَلائكةَ العذابِ تأتيهِ فتقولُ: اخرُجي ساخطَةً مسخوطًا عليكِ إلى عذابِ اللهِ وسَخَطِه"، أي: اخرُجي كارهةً غيرَ راضيةٍ عن اللهِ، وهو غيرُ راضٍ عنكِ إلى العذابِ والجحيمِ، "فتخرجُ كأنتنِ ريحِ جيفةٍ"، أي: تخرجُ رائحتُها كأقبحِ رائحةِ حيوانٍ ميِّتٍ تعفَّن جَسدُه، "فينطلِقون به إلى بابِ الأرضِ" ويَحتمِلُ أن يكونَ المعنى إلى بابِ سماءِ الأرضِ ثم يُردَّ إلى قبرِه في الأرضِ كما عندَ ابن ماجهْ: "ثم يُعرجُ إلى السماءِ فيُفتحُ لها فيقالُ: مَن هذا؟ فيقالُ: فلانٌ.
فيقالُ: لا مَرحبًا بالنفْسِ الخبيثةِ كانتْ في الجسدِ الخبيثِ! ارْجِعي ذميمةً، فإنَّها لا تُفتحُ لكِ أبوابُ السماءِ؛ فتُرْسلُ من السماءِ ثم تصيرُ إلى القبرِ"، فعُلِمَ أنَّ الكُفارَ لا تُفتحُ لهم أبوابُ السماءِ، وإنما يُهبَطُ بهم إلى سِجِّينٍ في أسفلِ الأرَضين، "فيقولون: ما أَنْتَنَ هذه الرِّيحَ! كلَّما أتوْا على أرضٍ قالوا ذلك"، أي: تقولُ مَلائكةُ الأرضِ التي تمُرُّ عليها أرواحُ الكُفارِ: ما أخْبثَ وأقْبحَ هذه الرائحةَ! "حتى يأتوا به أرواحَ الكفَّارِ"، أي: حتى تذهبَ به الملائكةُ إلى مقرِّ أرواحِ الكفارِ في سِجِّينٍ كما قال اللَّه تعالى: { كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ } [ المطففين: 7 ]؛ قيل: هو كِتابٌ جامعٌ لأعمالِ الشياطينِ والكَفَرَةِ، وقيل: هو مَكانٌ في أسفلِ الأرضِ السابعةِ، وهو محَلُّ إبليسَ وجنودِهِ.
وفي الحديثِ: التَّنبيهُ إلى فَضلِ الإيمان، ومَغبَّةِ الكُفرِ في القَبرِ وبعدَ المَوتِ

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج شرح السنةإذا قعد بين الشعب الأربع ثم ألزق الختان بالختان فقد وجب الغسل
تخريج سنن أبي داودأن امرأتين من هذيل قتلت إحداهما الأخرى ولكل واحدة منهما زوج وولد قال
الصحيح المسندالهجرة هجرتان هجرة الحاضر وهجرة البادي فأما البادي فيجيب إذا دعي ويطيع إذا
تخريج سير أعلام النبلاءخطب المغيرة فنال من علي فخرج سعيد بن زيد فقال ألا تعجب من
مسند أحمد تحقيق شاكرجاء عمر فقال السلام على رسول الله السلام عليكم أيدخل عمر
صحيح الأدب المفردكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه
تخريج رياض الصالحينإن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم
فتح الباري لابن حجرخطب علي بنت أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام فاستشار النبي صلى
مجمع الزوائدأن جدتها أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم دفعت إليها مخضبا
إرشاد الساريزيادة أن ذلك كان بالمدينة في حديث أتى النبي صلى الله عليه وسلم
تخريج شرح السنةعن أسيد بن حضير بينما هو يحدث القوم يضحكهم وكان فيه مزاح فطعنه
تخريج زاد المعادأن طبيبا ذكر ضفدعا في دواء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب