حديث عن أبي بن كعب قال إن الله لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه

أحاديث نبوية | شفاء العليل | حديث عبدالله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت

«عَن أُبَيِّ بنِ كعبٍ قال إنَّ اللَّهَ لو عذَّبَ أهلَ سماواتِهِ وأهلَ أرضهِ لعذَّبَهم وهوَ غيرُ ظالمٍ لهم ولو رحِمَهم لكانَت رحمتُهُ خيرًا لهم من أعمالِهم ولو أنفقتَ مثلَ أُحُدٍ ذهبًا ما قبلَ اللَّهُ منكَ حتَّى تؤمنَ بالقدَرِ وتعلمَ أنَّ ما أصابَكَ لم يكن ليخطئَكَ وما أخطأكَ لم يكُ ليصيبَكَ ولو متَّ على غيرِ ذلك لكنتَ من أهلِ النَّارِ. قالَ فأتيتُ عبدَ اللَّهِ بنَ مسعودٍ وحذيفةَ بنَ اليمانِ وزيدَ بنَ ثابتٍ فكلٌّ منهم حدَّثني بمثلِ ذلكَ عنِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ»

شفاء العليل
عبدالله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وزيد بن ثابت
ابن القيم
صحيح

شفاء العليل - رقم الحديث أو الصفحة: 1/343 -

شرح حديث عن أبي بن كعب قال إن الله لو عذب أهل سماواته وأهل


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

دَخَلتُ على عُبادةَ، وهو مَريضٌ أتخايَلُ فيه المَوتَ، فقُلْتُ: يا أبتاه، أَوصِني واجتهِدْ لي، فقال: أجلِسوني، فلمَّا أجلَسوه قال: يا بُنَيَّ، إنَّكَ لنْ تَطعَمَ طَعمَ الإيمانِ، ولنْ تَبلُغَ حَقَّ حَقيقةِ العِلمِ باللهِ حتى تُؤمِنَ بالقَدَرِ خَيرِه وشَرِّه، قال: قُلْتُ: يا أبتاه، وكيف لي أنْ أعلَمَ ما خَيرُ القَدَرِ مِن شَرِّه؟ قال: تَعلَمُ أنَّ ما أخطَأَكَ لم يَكُنْ ليُصيبُكَ، وما أصابَكَ لم يَكُنْ ليُخطِئُكَ، يا بُنَيَّ، إنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ أوَّلَ ما خَلَقَ اللهُ القَلمُ، ثُمَّ قال: اكتُبْ، فجَرى في تلك السَّاعةِ بما هو كائنٌ إلى يومِ القِيامةِ، يا بُنَيَّ، إنْ مِتَّ ولستَ على ذلك دَخَلتَ النَّارَ.
الراوي : عبادة بن الصامت | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 22705 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود ( 4700 ) مختصراً بنحوه، والترمذي ( 2155 ) باختلاف يسير، وأحمد ( 22705 ) واللفظ له



كان الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم يُعلِّمونَ أبناءَهم ومَن بَعدَهم أُمورَ العَقيدةِ ومَسائِلَها؛ حتى يَكونَ الإيمانُ في قُلوبِهم على أكمَلِ وَجْهٍ، لا يَشوبُه مِن أمراضِ القُلوبِ شَيءٌ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التابِعيُّ الوَليدُ بنُ عُبادةَ بنِ الصَّامِتِ أنَّه دَخَلَ على أبيه وهو مَريضٌ، وظَنَّ أنَّ مَرَضَه هذا هو مَرَضَ المَوتِ، فطَلَبَ مِن أبيه أنْ يُوصيَه ويَجتَهِدَ في تلك الوَصيَّةِ، والمُرادُ بالاجتِهادِ أنْ يُقدِّمَ ويَبلُغَ في وَصيَّتِه أفضَلَ ما عِندَه، فأمَرَهم عُبادةُ رَضيَ اللهُ عنه أنْ يُساعِدوه على الجُلوسِ، ثم قال: "يا بُنَيَّ، إنَّكَ لن تَطعَمَ طَعمَ الإيمانِ" بمَعنى: إنَّكَ لن تَجِدَ طَعمَ حَقيقةِ الإيمانِ وكَمالَه ولَذَّتَه في القَلبِ، "ولن تَبلُغَ حَقَّ حَقيقةِ العِلْمِ باللهِ" ولَعَلَّ المُرادَ كَمالُ الإيمانِ باللهِ عَزَّ وجَلَّ، وأنَّه لا يَكتَمِلُ عِلْمُه باللهِ عِلْمًا مُؤَكَّدًا يَقينيًّا في قَلبِه "حتى تُؤمِنَ بالقَدَرِ، خَيرِه وشَرِّه" والقَدَرُ: عِلْمُ اللهِ الأزَليُّ، المُحيطُ بِمَقاديرِ الأشياءِ وأحوالِها، والمُرادُ: الاعتِقادُ بأنَّ اللهَ قَدَّرَ الخَيرَ والشَّرَّ قَبلَ خَلْقِ الخَلائِقِ، وأنَّ جَميعَ الكائِناتِ مُتَعلِّقةٌ بقَضاءِ اللهِ، مُرتَبِطةٌ بقَدَرِه، وأنَّ اللهَ قد عَلِمَ بعِلْمِه الأزَليِّ مَقاديرَ كُلِّ شَيءٍ، وما سَيَكونُ، وكَتَبَه في اللَّوحِ المَحفوظِ، ويَسَّرَ كُلَّ مَخلوقٍ لِمَا خُلِقَ له.
فسألَ الوَليدُ أباه عُبادةَ رَضيَ اللهُ عنه عن تَمييزِه خَيرَ القَدَرِ مِن شَرِّه، فأخبَرَه عُبادةُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ ما تَجاوَزَه مِنَ النِّعمةِ والبَلاءِ وتَعَدَّاه إلى غَيرِه لم يَكُنْ لِيَتَعَدَّاه ويأتيَه، وما وَقَعَ له مِن نِعمةٍ أو بَلاءٍ لم يَكُنْ لِيَجاوَزَه ويَذهَبَ إلى غَيرِه، ثم أخبَرَ عُبادةُ ابنَه بحَديثِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وفيه: "إنَّ أوَّلَ ما خَلَقَ اللهُ القَلَمُ" وهو أداةُ الكِتابةِ لِلمَقاديرِ التي يأمُرُه اللهُ بِها، "ثم قال: اكتُبْ.
فجَرى في تلك الساعةِ بما هو كائِنٌ إلى يَومِ القيامةِ" أيْ أنَّ اللهَ أمَرَه أنْ يَكتُبَ مَقاديرَ كُلِّ شَيءٍ في الكَونِ بالطَّريقةِ والكَيفيَّةِ التي أمَرَه اللهُ أنْ يَكتُبَ بها ما أرادَ اللهُ إيجادَه إلى يَومِ القيامةِ، "يا بُنَيَّ، إنْ مِتَّ ولستَ على ذلك" على غَيرِ تلك العَقيدةِ، كان ذلك سَبَبًا في دُخولِكَ النارَ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ العَقيدةِ الصَّحيحةِ في الإيمانِ بالقَدَرِ.
وفيه: الحَثُّ على التَّوكُّلِ على اللهِ تعالَى، والرِّضا بقَدَرِه، ونَفيِ الحَولِ والقُوَّةِ إلَّا به تعالَى، ومُلازَمةِ القَناعةِ، والصَّبرِ على المَصائِبِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل وهو يقرأ قل هو الله
مسند الإمام أحمدقال حذيفة والله لا تدع مضر عبدا لله مؤمنا إلا فتنوه أو قتلوه
السلسلة الصحيحةعن حذيفة قال ادنوا يا معشر مضر فوالله لا تزالون بكل
صحيح الأدب المفردعن حذيفة قال يا عمرو بن صليح إذا رأيت قيسا توالت بالشام
تخريج مشكل الآثارعن عمرو بن حنظلة قال قال حذيفة لا تدع مضر عبدا لله مؤمنا
المحلىكنت من أهل أصبهان واجتهدت في المجوسية ثم ذكر الحديث بطوله وأنه عامل
إتحاف الخيرة المهرةأن سلمان لما قدم المدينة أتى النبي صلى الله عليه وسلم بهدية على
التمهيدأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتي بهدية قبلها
مختصر الشمائليا سلمان ما هذا فقال صدقة عليك وعلى أصحابك
صحيح دلائل النبوةجاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين قدم
تغليق التعليقجاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة بمائدة
إتحاف الخيرة المهرةجاء سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة بمائدة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب