حديث وكانت السورة إذا كانت أكثر من ثلاثين آية سميت الثلاثين قال فرحت

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث عبدالله بن مسعود

«أقرَأَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سُورةً مِن الثَّلاثينَ مِن آلِ حم، قال: يَعني الأحْقافَ، قال: وكانتِ السُّورةُ إذا كانتْ أكثرَ مِن ثلاثينَ آيةً سُمِّيَتِ الثَّلاثينَ، قال: فرُحتُ إلى المسجدِ، فإذا رَجُلٌ يَقرَؤها على غيرِ ما أقرَأَني، فقُلتُ: مَن أقرَأَكَ؟! فقال: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: فقُلتُ لِآخَرَ: اقرَأْها، فقرَأَها على غيرِ قراءتي وقراءةِ صاحبي، فانطلَقتُ بهما إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذَينِ يُخالِفاني في القِراءةِ؟ قال: فغَضِبَ وتَمعَّرَ وَجهُه، وقال: إنَّما أهلَكَ مَن كان قبلَكم الاختِلافُ -قال: قال زِرٌّ: وعندَه رَجُلٌ- قال: فقال الرَّجُلُ: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأمُرُكم أنْ يَقرَأَ كلُّ رَجُلٍ منكم كما أُقرِئَ؛ فإنَّما أهلَكَ مَن كان قبلَكم الاختلافُ. قال: قال عبدُ اللهِ: فلا أدْري أشيئًا أسَرَّه إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أو عَلِمَ ما في نفْسِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟! قال: والرَّجُلُ هو عليُّ بنُ أبي طالبٍ صلَوَاتُ اللهِ عليه.»

مسند الإمام أحمد
عبدالله بن مسعود
شعيب الأرناؤوط
إسناده حسن

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 3981 - أخرجه البخاري (2410)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8094) بنحوه، وأحمد (3981) واللفظ له

شرح حديث أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة من الثلاثين من آل


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أقرَأَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سورةَ الأحْقافِ، وأقرَأَها آخَرَ، فخالَفَني في آيةٍ منها، فقُلتُ: مَن أقرَأَكَ؟ قال: أقرَأَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقُلتُ: لقد أقرَأَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كذا وكذا، فأتَيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعندَه رَجُلٌ، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، ألمْ تُقرِئْني كذا وكذا؟ قال: بلى، قال الآخَرُ: ألمْ تُقرِئْني كذا وكذا؟ قال: بلى، فتَمعَّرَ وَجهُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال الرَّجُلُ الذي عندَه: لِيَقرَأْ كلُّ واحدٍ منكما كما سَمِعَ؛ فإنَّما هَلَكَ -أو أُهلِكَ- مَن كان قبلَكم بالاختِلافِ، فما أدْري أأَمَرَه بذاك، أو شيءٌ قاله مِن قِبَلِه؟!
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 4322 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه البخاري ( 2410 )، والنسائي في ( (السنن الكبرى )) ( 8094 ) بنحوه، وأحمد ( 4322 ) واللفظ له



مِن رَحمةِ اللهِ تعالَى بهذه الأُمَّةِ أنْ يَسَّرَ لها كِتابَه، وجَعَلَها تَقرَأُ كَلامَه، بل زادَهم أنْ جَعَلَ لهم أوْجُهًا يَجوزُ أنْ يُقرَأَ بها.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عَبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ أقرَأه سُورةَ الأحقافِ وعَلَّمَه إيَّاها، وعَلَّمَها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيضًا لِرَجُلٍ آخَرَ، قال ابنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه: "فخالَفَني في آيةٍ منها" بمَعنى: أنَّ الرَّجُلَ قَرأها على وَجهٍ لا يَعرِفُه ابنُ مَسعودٍ، ومُخالِفٍ لِقِراءةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ التي قَرأها عليه، فتَساءَلا عن أصلِ قِراءةِ كُلِّ واحِدٍ منهما، فأخبَرَ كُلُّ واحِدٍ منهما صاحِبَه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقرأه بها، فذَهَبَ ابنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه والرَّجُلُ المُختَلِفُ معه إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكان عِندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ مِن أصحابِه، وأخبَرا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقِصَّتِهما، فصَوَّبَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قِراءةَ كُلِّ واحِدٍ منهما، قال ابنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه: "فتَمَعَّرَ وَجهُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ" تَغَيَّرَ لَونُه، وكأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَرِهَ ما فَعَلَ ابنُ مَسعودٍ وصاحِبُه مِن خِلافِهما على بَعضِهما، خاصَّةً أنَّ كُلَّ واحِدٍ منهما أخبَرَ صاحِبَه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو الذي أقرأه، فلَمَّا رأى الرَّجُلُ الذي عِندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غَضَبَه، قال لابنِ مَسعودٍ والذي معه: "لِيَقرَأْ كُلُّ واحِدٍ منكما كما سَمِعَ" مِنَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ "فإنَّما هَلَكَ -أو أُهلِكَ- مَن كانَ قَبلَكم بالاختِلافِ" سَبَّبوا لِأنْفُسِهمُ الهَلاكَ؛ لِأنَّ اختِلافَهم جَرَّهم إلى التَّحريفِ والتَّبديلِ حَسَبَ أهوائِهم، فكان ذلك سَبَبًا لِخُصوماتِهم ونِزاعِهم وحُلولِ العَذابِ فيهم، وقد حَثَّتِ الشَّريعةُ على الأُلْفةِ، وحَذَّرتْ مِنَ الفُرْقةِ في الدِّينِ، فكَأنَّه قال: اقرَؤوا القُرآنَ والْزَموا الائتِلافَ على ما دَلَّ عليه وقادَ إليه؛ فإذا عَرَضَ عارِضُ شُبهةٍ تُوجِبُ المُنازَعةَ الدَّاعيةَ إلى الفُرقةِ، فاترُكُوا تلك الشُّبهةَ الدَّاعيةَ إلى الفُرقةِ، وارجِعوا إلى المُحكَمِ المُوجِبِ لِلأُلْفةِ.
قال ابنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه: "فما أدْري أأمَرَه بذاك، أو شَيءٌ قالَه مِن قِبَلِه"، أي: هل تلك الجُملةُ التي قالَها الرَّجُلُ مِن قَولِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو الذي أمَرَه بقَولِها، أو أنَّ الرَّجُلَ قالها مِن عِندِ نَفْسِه وأقَرَّه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليها؟ وقد ثَبَتتْ في الصَّحيحِ أنَّها مِن قَولِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحَديثِ: ذَمُّ الفُرقةِ والاختِلافِ على الأُمورِ الدِّينيَّةِ؛ فَضلًا على أنْ تَكونَ الفُرقةُ والاختِلافُ على أمْرٍ مِن أُمورِ الدُّنيا.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدأقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الأحقاف وأقرأها رجلا آخر فخالفني
الدر المنثورأقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة من آل حم وهي الأحقاف
السلسلة الصحيحةفأمر عليا فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ
تخريج صحيح ابن حبانأقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن فخرجت إلى المسجد عشية
صحيح الأدب المفردسمع الله لمن حمده و أسمعه الهوى من الليل يقول الحمد لله
تخريج زاد المعادكان يشير في الصلاة
المحلىعن عمر أنه قال لغيلان بن سلمة وقد طلق نساءه وهو صحيح لئن
تنقيح التحقيقأن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وله عشر نسوة في الجاهلية فأسلمن معه
موافقة الخبر الخبرأن غيلان بن سلمة الثقفي رضي الله عنه أسلم وتحته عشر نسوة الحديث
تنقيح التحقيقأسلم غيلان بن سلمة وتحته عشر نسوة فأمره النبي صلى الله عليه وسلم
فتح الباري لابن حجرالحوض
الاستذكارأحاديث الحوض


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب