حديث يا نبي الله وما ماء الحياة قال غسل أهل الجنة

أحاديث نبوية | لوائح الأنوار السنية | حديث أبو سعيد الخدري

«ومنهم من أخذَتْه ( أي النارُ ) إلى عنقِه ولم تغشَ الوجوهَ . قال : فيستخرِجونَهم فيُطرَحونَ في ماءِ الحياةِ ، قيل : يا نبيَّ اللهِ وما ماءُ الحياةِ ؟ قال : غسلُ أهلِ الجنةِ فينبُتون فيها كما تنبُتُ الزُّرعةُ في غُثاءِ السيلِ ثمَّ يشفعُ الأنبياءُ عليهم الصلاة والسلام في كلِّ من كان يشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ مخلصًا فيستخرجونهم منها ثمَّ يتحنَّنُ اللهُ سبحانه برحمتِه على من فيها فما يتركُ فيها عبدًا في قلبِه مثقالُ ذرَّةٍ من الإيمانِ إلَّا أخرجَه منها»

لوائح الأنوار السنية
أبو سعيد الخدري
السفاريني الحنبلي
إسناده صحيح

لوائح الأنوار السنية - رقم الحديث أو الصفحة: 2/238 -

شرح حديث ومنهم من أخذته أي النار إلى عنقه ولم تغش الوجوه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

"يوضَعُ الصِّراطُ بيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، عليه حَسَكٌ كحَسَكِ السَّعْدانِ، ثُم يَستَجيزُ النَّاسُ، فناجٍ مُسَلَّمٌ، ومَجْدوحٌ به، ثُم ناجٍ ومُحتَبَسٌ به، فمَنكوسٌ فيها، فإذا فرَغ اللهُ عزَّ وجلَّ منَ القَضاءِ بيْنَ العِبادِ، يَفقِدُ المُؤمِنونَ رِجالًا كانوا معهم في الدُّنيا، يُصلُّونَ بصلاتِهم، ويُزكُّونَ بزَكاتِهم، ويصومونَ صيامَهم، ويَحُجُّونَ حَجَّهم، ويَغْزونَ غَزْوَهم، فيقولونَ: أيْ ربَّنا، عبادٌ من عبادِكَ كانوا معنا في الدُّنيا، يُصلُّونَ صلاتَنا، ويُزكُّونَ زَكاتَنا، ويصومونَ صيامَنا، ويَحُجُّونَ حَجَّنا، ويَغْزونَ غَزْونا، لا نَراهم، فيقولُ: اذْهَبوا إلى النَّارِ، فمَن وجَدْتم فيها منهم، فأَخْرِجوه، قال: فيَجِدونَهم قد أَخَذتْهمُ النَّارُ على قَدرِ أعمالِهم، فمنهم مَن أَخَذتْه إلى قدَمَيْه، ومنهم مَن أَخَذتْه إلى نِصفِ ساقَيْه، ومنهم مَن أَخَذتْه إلى رُكبتَيْه، ومنهم مَن أَزِرتْه، ومنهم مَن أَخَذتْه إلى ثَديَيْه، ومنهم مَن أَخَذتْه إلى عُنُقِه، ولم تَغْشَ الوُجوهَ، فيَستَخرِجونَهم منها، فيُطرَحونَ في ماءِ الحياةِ"، قيل: يا رسولَ اللهِ، وما الحياةُ؟ قال: "غُسْلُ أهلِ الجَنَّةِ، فيَنبُتونَ نباتَ الزَّرْعةِ"، وقال مرَّةً: "فيه كما تَنبُتُ الزَّرْعةُ في غُثاءِ السَّيلِ، ثُم يَشفَعُ الأنْبياءُ في كلِّ مَن كان يَشهَدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ مُخلِصًا، فيُخرِجونَهم منها"، قال: "ثُم يَتحنَّنُ اللهُ برحمتِه على مَن فيها، فما يَترُكُ فيها عبدًا في قلبِه مِثقالُ حَبَّةٍ من إيمانٍ إلَّا أَخرَجه منها".


الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 11081 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن

التخريج : أخرجه ابن ماجه ( 4280 )، وأحمد ( 11081 ) واللفظ له



الإيمانُ باليومِ الآخِرِ وما به مِن أحداثٍ وأهوالٍ جُزءٌ مِن أركانِ الإيمانِ، وقد وَرَدَ في القُرآنِ والسُّنَّةِ الصَّحيحةِ وَصفٌ لِبَعضِ الأحداثِ، ومِن ذلك الوُقوفُ على الصِّراطِ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "يوضَعُ الصِّراطُ بَينَ ظَهرَيْ جَهنَّمَ" فيُمَدُّ كالجِسرِ على نارِ جَهنَّمَ، وهو جِسرٌ يَفصِلُ بَينَ الناسِ وبَينَ الجَنَّةِ يَومَ الحَشرِ، وفي رِوايةِ مُسلِمٍ أنَّ الجِسرَ "أدَقُّ مِنَ الشَّعرةِ، وأحَدُّ مِنَ السَّيفِ"، ولكِنَّ اللهَ سُبحانَه يَجزي الناسَ عليه بحَسَبِ أعمالِهم، فيَراه المُؤمِنُ رَحبًا واسِعًا، وهذا الصِّراطُ "عليه حَسَكٌ" جَمعُ حَسَكةٍ: نَباتٌ تُعلَّقُ ثَمَرتُه بصوفِ الغَنَمِ.
وَرَقُه كوَرَقِ الرِّجلةِ وأدَقُّ.
وعِندَ وَرَقِه شَوكٌ صُلبٌ ذو ثَلاثِ شُعَبٍ "كحَسَكِ السَّعدانِ" يُشبِهُ شَوكَ السَّعدانِ، وهو نَبتٌ ذو شَوكٍ، وهو مِن جَيِّدِ مَراعي الإبِلِ، تَسمَنُ عليه "ثم يَستَجيزُ الناسُ" يَعبُرونَ على الصِّراطِ، فيَكونونَ على أنحاءٍ، وفي رِوايةِ البُخاريِّ مِن حَديثِ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه: "فتَخطَفُ الناسَ بأعمالِهم" بمَعنى: أنَّ الناسَ على الصِّراطِ يُخطَفونَ ويَعبُرونَ بحَسَبِ أعمالِهم، "فناجٍ مُسلَّمٌ" مَحفوظٌ، لا يُصيبُه منها أذًى، وهذا الذي كَمُلتْ أعمالُه، "ومَجدوحٌ به ثم ناجٍ" والمَجدوحُ هو الذي قُشِرَ جِلدُه بالشَّوكِ، ثم يَنجو، "ومُحتَبَسٌ به" يُمنَعُ مِنَ المُرورِ "فمَنكوسٌ فيها" فيُلقى على رأْسِه في النارِ، "فإذا فَرَغَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ مِنَ القَضاءِ بَينَ العِبادِ، يَفقِدُ المُؤمِنونَ رِجالًا كانوا معهم في الدُّنيا، يُصلُّونَ بصَلاتِهم، ويُزكُّونَ بزَكاتِهم، ويَصومونَ صيامَهم، ويَحُجُّونَ حَجَّهم، ويَغزونَ غَزوَهم" بمَعنى أنَّ مَن دَخَلَ الجَنَّةَ مِنَ المُؤمِنينَ لا يَرَوْنَ إخوانَهمُ الذين كانوا معهم في الدُّنيا وقد عُرِفوا بطاعَتِهم وعِبادَتِهم للهِ عَزَّ وجَلَّ، فيَسألونَ عنهمُ اللهَ عَزَّ وجَلَّ، "فيَقولونَ: أيْ رَبَّنا، عِبادٌ مِن عِبادِكَ كانوا معنا في الدُّنيا، يُصلُّونَ صَلاتَنا، ويُزكُّونَ زَكاتَنا، ويَصومونَ صِيامَنا، ويَحُجُّونَ حَجَّنا، ويَغزونَ غَزوَنا، لا نَراهم" والمَعنى أنَّهم يَشفَعونَ في إخوانِهم مِنَ المُوحِّدينَ الذين عَمِلوا أعمالَ الإسلامِ، ولكِنَّهم خَلَطوا معها أعمالًا سَيِّئةً، فيَطلبونَ مِنَ اللهِ أنْ يُشَفِّعَهم فيهم، فيَرضى اللهُ ويُشَفِّعُهم، "فيَقولُ: اذهَبوا إلى النارِ، فمَن وَجَدتُم فيها منهم" مِن إخوانِكمُ المَوصوفينَ بما ذَكَرتُم " فأخرِجوه" مِنَ النارِ برَحمةِ اللهِ، وفي رِوايةِ النَّسائيِّ: "فيأتونَهم، فيَعرِفونَهم بصُوَرِهم"، يَعني: بوُجوهِهم، والصُّورةُ تُطلَقُ على الوَجهِ، وتُطلَقُ على الجِسمِ، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "فيَجِدونَهم قد أخَذَتْهمُ النارُ على قَدْرِ أعمالِهم، فمنهم مَن أخَذَتْه إلى قَدَمَيْه، ومنهم مَن أخَذَتْه إلى نِصفِ ساقَيْه، ومنهم مَن أخَذَتْه إلى رُكبَتَيْه، ومنهم مَن أزِرَتْه، ومنهم مَن أخَذَتْه إلى ثَديَيْه، ومنهم مَن أخَذَتْه إلى عُنُقِه"، أي: إنَّ العَذابَ يَصِلُ في أجسادِهم على قَدْرِ المَعاصي التي وَقَعوا فيها في الدُّنيا، بخِلافِ الكَفَرةِ؛ فإنَّ النارَ تَغمُرُهم مِن جَميعِ الجِهاتِ، كما قال تَعالى: { لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } [ الأعراف: 41 ]، فوُجوهُهم وغَيرُها سَواءٌ؛ لِأنَّهم لم يَسجُدوا للهِ "ولم تَغشَ الوُجوهَ" فلا تأكُلُ النارُ صُوَرَ وُجوهِهم، والمُرادُ هنا مَن بهم آثارُ السُّجودِ، وآثارُها تَكونُ في الأعضاءِ السَّبعةِ، كما في الصَّحيحَيْنِ: "حَرَّمَ اللهُ تَعالى على النارِ أنْ تأكُلَ أثَرَ السُّجودِ" قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "فيَستَخرِجونَهم منها" وفي رِوايةِ المُستَخرَجِ لِأبي عَوانةَ: "فيُخرِجونَ منها بَشرًا كَثيرًا"، أي: مِنَ النارِ، "فيُطرَحونَ في ماءِ الحياةِ، قيل: يا رَسولَ اللهِ، وما الحياةُ؟ قال: غُسلُ أهلِ الجَنةِ، فيَنبُتونَ نَباتَ الزَّرعةِ" مِثلَما يَنبُتُ الزَّرعُ في مَجاري الماءِ، "-وقال مَرَّةً:- فيه كما تَنبُتُ الزَّرعةُ في غُثاءِ السَّيلِ" وهو ما يَحمِلُه ماءُ السُّيولِ مِنَ الرَّغوةِ فَوقَه.
قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ثم يَشفَعُ الأنبياءُ في كُلِّ مَن كانَ يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ مُخلِصًا، فيُخرِجونَهم منها"، وهذا مِن عَظيمِ فَضلِ اللهِ على المُؤمِنينَ؛ إذْ يُنجِّيهم بإيمانِهم، وإنْ كانَ يُحاسِبُهم على أعمالِهم أوَّلًا، ثم يُدخِلُهمُ الجَنَّةَ بفَضلِه ورَحمَتِه، وهذه الشَّفاعةُ لِلعُصاةِ مُشتَرَكةٌ بَينَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وغَيرِه؛ فالنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَشفَعُ، وفي كُلِّ مَرَّةٍ يَحُدَّ اللهُ له حَدًّا، قال: "ثم يَتحَنَّنُ اللهُ برَحمَتِه" والتحنُّنُ مِن الحَنَانِ بمعنى الرَّحمةِ، وهي صِفةٌ فِعليَّةٌ خبريَّةٌ، ثابتةٌ للهِ عزَّ وجلَّ بالكِتابِ والسُّنَّةِ على ما يَليقُ بكَمالِ اللهِ تعالَى، فيَتحنَّنُ "على مَن فيها" مِمَّن كانوا مُؤمِنينَ، مِمَّن لم تَنَلْهم شَفاعةُ أحَدٍ، "فما يَترُكُ فيها"، أي: في النارِ، "عَبدًا في قَلبِه مِثقالُ حَبَّةٍ مِن إيمانٍ إلَّا أخرَجَه منها"، وذلك بَعدَ شَفاعةِ الأنبياءِ، والمَلائِكةِ، والمُؤمِنينَ، فتَبقى بَقيَّةٌ لا تَنالُهمُ الشَّفاعةُ، فيُخرِجُهم رَبُّ العالَمينَ برَحمَتِه وفَضلٍ منه، ويَصدِّقُ ذلك قَولُه تَعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا } [ النساء: 40 ]؛ فهذه الشَّفاعةُ مِن رَحمةِ اللهِ وفَضلِه.
وفي الحَديثِ: إثباتُ وُجودِ الصِّراطِ والعَرضِ عليه يَومَ القيامةِ.
وفيه: وَصفٌ لِأهوالِ يَومِ القيامةِ؛ لِيَكونَ المُسلِمُ على بَصيرةٍ مِن أمْرِه.
وفيه: إثباتُ شَفاعةِ الصَّالِحينَ مِنَ المُؤمِنينَ، وإلحاحِهم على اللهِ تَعالى؛ لِإخراجِ إخوانِهم مِنَ النارِ.
وفيه: بَيانُ سَعةِ رَحمةِ اللهِ وفَضلِه على عِبادِه.
وفيه: أنَّ عُصاةَ المُسلِمينَ يُعَذَّبونَ على قَدْرِ مَعاصيهم، ثم يُخرِجُهمُ اللهُ مِنَ النارِ بفَضلِه، ثم بشَفاعةِ الشَّافِعينَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الشفاعة للوادعيسمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول يوضع الصراط بين
تخريج شرح السنةالمهدي يعمل في الناس بسنة نبيهم فيلبث سبع سنين ثم يتوفى ويصلي عليه
أحكام القرآن لابن العربيأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح إحدى وعشرين من رمضان
تخريج شرح السنةإن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله قال أبو
الشفاعة للوادعيإذا ميز أهل الجنة وأهل النار فدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار
مسند الإمام أحمديكون قوم في النار ما شاء الله أن يكونوا ثم يرحمهم الله فيخرجهم
تخريج شرح السنةكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العشاء ب والشمس وضحاها
مسند الإمام أحمدعن شيخ من الأنصار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حق
مسند الإمام أحمدأمانان كانا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع أحدهما وبقي
مسند الإمام أحمدأمانان كانا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع أحدهما وبقي
مجموع الفتاوىأنه لما نام هو وأصحابه عن صلاة الصبح في السفر صلى سنة الصبح
مسند الإمام أحمدكانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعامه وصلاته وكانت شماله لما


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 16, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب