حديث عباد الله وضع الله الحرج إلا من اقترض من عرض أخيه شيئا

أحاديث نبوية | المستدرك على الصحيحين | حديث أسامة بن شريك العامري

«شَهِدْتُ الأعاريبَ يَسأَلُونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ علينا حَرَجٌ في كذا وفي كذا؟ فقالَ: عِبادَ اللهِ، وضَعَ اللهُ الحَرَجَ إلَّا مَن اقتَرَضَ مِن عِرْضِ أخيهِ شيئًا؛ فذلِكَ الَّذي حَرِجَ وهلَكَ. قالوا: يا رسولَ اللهِ، نَتداوى؟ قالَ: تَدَاوَوْا عبادَ اللهِ؛ فإنَّ اللهَ تَعالَى لم يُنزِلْ داءً إلَّا وقَدْ أنزَلَ له شِفاءً، إلَّا هذا الهَرَمَ. قالوا: يا رسولَ اللهِ، ما خَيْرُ ما أُعطِيَ العبدُ المسلِمُ؟ قالَ: خُلُقٌ حسَنٌ.»

المستدرك على الصحيحين
أسامة بن شريك العامري
الحاكم
إسناده صحيح على شرط الشيخين

المستدرك على الصحيحين - رقم الحديث أو الصفحة: 7635 -

شرح حديث شهدت الأعاريب يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم هل علينا حرج


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

شَهدتُ الأعرابَ يسألونَ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أعلينا حرجٌ في كذا أعلَينا حرجٌ في كذا فقالَ لَهم عبادَ اللَّهِ وضعَ اللَّهُ الحرجَ إلَّا منِ اقترضَ من عرضِ أخيهِ شيئًا فذاكَ الَّذي حُرِجَ فقالوا يا رسولَ اللَّهِ هل علينا جناحٌ أن لا نتداوى قالَ تداوَوا عبادَ اللَّهِ فإنَّ اللَّهَ سبحانَهُ لم يضع داءً إلَّا وضعَ معَهُ شفاءً إلَّا الْهرمَ قالوا يا رسولَ اللَّهِ ما خيرُ ما أعطِيَ العبدُ قالَ خُلُقٌ حسنٌ
الراوي : أسامة بن شريك | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 2789 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود ( 2015، 3855 ) مفرقاً، الترمذي ( 2038 )، والنسائي في ( (السنن الكبرى )) ( 7553 )، وابن ماجه ( 3436 ) واللفظ له، وأحمد ( 18454 ) باختلاف يسير



التَّيسيرُ ورفْعُ الحرَجِ مَبدأٌ مِن مَبادئِ الإسلامِ، وقد ظهَرَ هذا جَليًّا في حياةِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أُسامةُ بنُ شَريكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "شَهِدْتُ الأعرابَ" وهم سُكَّانُ الصَّحراءِ، "يَسأَلونَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أعلَيْنا حرَجٌ في كذا؟" أي: أعلينا إثمٌ في كذا؟ "فقال لهم النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "عِبادَ اللهِ، وضَعَ اللهُ الحرَجَ"، أي: الإثمَ عمَّا سألْتُموه مِن الأشياءِ، "إلَّا مَنِ اقترَضَ مِن عِرْضِ أخيه شيئًا"، والمعنى: وضَعَ اللهُ الحرَجَ عمَّن فعَلَ شيئًا ممَّا ذكَرْتُم إلَّا مَن اغتابَ أخاه، أو سَبَّه، أو آذاهُ في نفْسِه، وعبَّرَ عنه بالاقتراضِ؛ لأنَّه يُسْتَرَدُّ منه في الآخرةِ، "فذاك الَّذي حرَجٌ"، أي: فذلك الَّذي حَرامٌ، وهو ما يُوقِعُ في الإثمِ، قالت الأعرابُ: "يا رسولَ اللهِ، هل علينا جُناحٌ"، أي: إثمٌ، "ألَّا نَتَداوى؟"، أي: نترُكَ التَّداوي والتَّطبُّبَ، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "تَدَاوْوا عِبادَ اللهِ"، أي: اطْلُبوا العِلاجَ والتَّطبُّبَ وأخْذَ الدَّواءِ، وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّ التَّداويَ لا يُنافي العُبوديَّةَ، ولا يدَعُ التَّوكُلَ على اللهِ عزَّ وجلَّ، والمعنى: تَدَاوَوا ولا تَعتَمِدوا في الشِّفاءِ على التَّداوي، بل كونوا عِبادَ اللهِ مُتوكِّلينَ عليه، ومُفوِّضينَ الأُمورَ إليه؛ "فإنَّ اللهَ سُبحانَه لم يضَعْ دَاءً"، أي: لم يَخلُقْ داءً ولا مَرضًا، "إلَّا وضَعَ معه شِفاءً، إلَّا الهرَمَ"، أي: الكِبَرَ في السِّنِّ والشَّيخوخةِ، وجعَلَه دَاءً تَشبيهًا له؛ فإنَّ الموتَ يعقُبُه كالأدواءِ، أو لأنَّ الكِبَرَ هو مَنْبعُ الأدواءِ والأمراضِ، والهرَمُ والشَّيخوخةُ اضمحلالٌ طَبيعيٌّ وطَريقٌ إلى الفَناءِ، فلم يُوضَعْ له شِفاءٌ، والموتُ أجَلٌ مَكتوبٌ لا يَزيدُ ولا ينقُصُ، والتَّداوي يكونُ بما أحَلَّه اللهُ وليس بما حرَّمَه.
قالتِ الأعرابُ: "يا رسولَ اللهِ، ما خيرُ ما أُعْطِيَ العبدُ؟" أي: ما أفضَلُ ما يُعطيه اللهُ للعبدِ في الدُّنيا، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "خُلُقٌ حسَنٌ"؛ فحُسْنُ الخُلقِ دَليلٌ على حُسنِ الدِّينِ، ولأنَّه تَطبيقٌ عمَليٌّ لشَريعةِ اللهِ ورسولِه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحديثِ: الزَّجرُ والتَّغليظُ في الخوضِ في أعراضِ النَّاسِ والنَّيلِ مِنها بالباطِلِ.
وفيه: الحثُّ على التَّداوي بما أحَلَّه اللهُ، وأنَّ ذلك لا يُخرِجُ عن التَّوكُّلِ على اللهِ.
وفيه: فَضلُ حُسنِ الخُلُقِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الصحيح المسنديا عباد الله وضع الله الحرج إلا من اقترض من عرض أخيه شيئا
تخريج الإحياء للعراقيقلنا يا رسول الله ما خير ما أعطي الإنسان فقال خلق
صحيح الجامعآمروا النساء في أنفسهن فإن الثيب تعرب عن نفسها وإذن البكر
مسند الإمام أحمدأن الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير بم كان النبي صلى الله
مسند الإمام أحمدأن الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير بم كان النبي صلى الله
تخريج سنن أبي داودأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عام الفتح خمس عشرة يقصر
تخريج سنن أبي داودكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرت الطائفة الذين صفوا معه ثم
الأحكام الشرعية الكبرىأخذ علقمة بيدي فحدثني أن عبد الله بن مسعود أخذ بيده وأن رسول
تنقيح التحقيقزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده فعلمه التشهد
تخريج شرح السنةأنه سمع عمر بن الخطاب وهو على المنبر يعلم الناس التشهد يقول قولوا
التقييد والإيضاحأن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه التشهد في الصلاة فقال
الوهم والإيهاملما فتحت خيبر سألت يهود رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقرهم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب