حديث اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا

أحاديث نبوية | تخريج شرح السنة | حديث أبو الدرداء

«ما طلَعَت شمسٌ قطُّ إلَّا بجَنَبَتَيْها مَلَكانِ يُناديانِ، إنَّهما لَيُسمِعانِ مَن على وجهِ الأرضِ غيرَ الثقَلَيْنِ: يا أيُّها الناسُ، هَلُمُّوا إلى ربِّكم، فإنَّ ما قلَّ وكَفى خيرٌ ممَّا كَثُرَ وألْهى، ولا آبَتْ شمسٌ قطُّ إلَّا بُعِثَ بجَنَبَتَيْها مَلَكانِ يُناديانِ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنفِقًا خَلَفًا، وأعْطِ مُمسِكًا تَلَفًا.»

تخريج شرح السنة
أبو الدرداء
شعيب الأرناووط
إسناده صحيح

تخريج شرح السنة - رقم الحديث أو الصفحة: 4045 -

شرح حديث ما طلعت شمس قط إلا بجنبتيها ملكان يناديان إنهما ليسمعان من على


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

ما طلعَتْ شمسٌ قطُّ إلَّا بُعِثَ بجنبَتَيْها ملَكانِ ، إنَّهما ليُسمِعانِ أهلَ الأرضِ إلَّا الثَّقلَيْنِ يا أيُّها النَّاسُ ! هلمُّوا إلى ربِّكُم ، فإنَّ ما قلَّ وكفَى خيرٌ ممَّا كثُرَ وألهَى وما غربَتْ شمسٌ قطُّ إلَّا وبُعِثَ بجنبَتَيْها ملَكانِ يناديانِ اللَّهمَّ عجِّلْ لمُنفِقٍ خلفًا وعجِّلْ لمُمسكٍ تلفًا ما من يومٍ طلعَتْ شمسُهُ إلَّا وكان بجنبَتَيْها ملَكانِ يناديانِ نداءً يسمعُهُ ما خلقَ اللهُ كلُّهُم غيرَ الثَّقلَيْنِ يا أيُّها النَّاسُ هلمُّوا إلى ربِّكُم إنَّ ما قلَّ وكفَى خيرٌ ممَّا كثُرَ وألهَى ولا آبَتِ الشَّمسُ إلَّا وكان بجنبَتَيْها ملَكانِ يناديانِ نداءً يسمعُهُ خَلْقُ اللهِ كلُّهُم غيرَ الثَّقلَيْنِ اللَّهمَّ أعطِ مُنفقًا خلفًا وأعطِ مُمسكًا تلفًا وأنزلَ اللهُ في ذلكَ قرآنًا في قَولِ الملَكَيْنِ يا أيُّها النَّاسُ هلمُّوا إلى ربِّكُم في سورةِ يونسَ وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وأنزلَ اللهُ في قولِهِما اللَّهمَّ أعطِ مُنفقًا خلفًا وأعطِ مُمسكًا تلفًا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى إلى قولِهِ لِلْعُسْرَى .
.
الراوي : أبو الدرداء | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 3167 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أحمد ( 21721 )، وابن حبان ( 686 ) مختصراً، والبيهقي في ( (شعب الإيمان )) ( 3412 ) باختلاف يسير.



يُحَبِّبُنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في التَّصدُّقِ والإنفاقِ في وُجوهِ الخَيرِ؛ لِأنَّ ذلك مما يُبارِكُ ويَزيدُ لِلإنسانِ في صِحَّتِه ومالِه.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ما طَلَعتْ شَمسٌ قَطُّ" فأشرَقَتْ على يَومٍ مِن أيامِ الدُّنيا إلى قيامِ السَّاعةِ، "إلَّا بُعِثَ بجَنبَتَيْها مَلَكانِ"، يُنزِلُهما اللهُ في أرجاءِ الأرضِ، "إنهما لَيُسمِعانِ أهلَ الأرضِ"، يُناديانِ في العالَمينَ ويُسمِعانِهم، "إلَّا الثَّقلَيْنِ"، مِنَ الجِنِّ والإنسِ، وهذانِ المَلَكانِ يُناديانِ ويَقولانِ: "يا أيُّها الناسُ! هَلُمُّوا إلى رَبِّكم"، أقبِلوا إليه، وأسرِعوا في الاستِجابةِ، وتَصَدَّقوا بفَضلِ مالِكم، ولا تَبخَلوا به؛ رَغبةً في التَّكثيرِ؛ "فإنَّ ما قَلَّ وكَفى، خَيرٌ مِمَّا كَثُرَ وألْهى"؛ فإنَّ ما قَلَّ مِنَ المالِ وكَفى صاحِبَه بَعدَ إخراجِ الصَّدَقةِ منه، خَيرٌ مِمَّا كَثُرَ وألْهى صاحِبَه عنِ التَّصَدُّقِ وفِعلِ الخَيرِ، "وما غَرَبتْ شَمسٌ قَطُّ" على يَومٍ مِن أيَّامِ الدُّنيا إلى قيامِ السَّاعةِ "إلَّا وبُعِثَ بجَنبَتَيْها مَلَكانِ يُناديانِ: اللَّهُمَّ عَجِّلْ لِمُنفِقٍ خَلَفًا، وعَجِّلْ لِمُمسِكٍ تَلَفًا"، فيَدعو المَلَكانِ بأنْ يُعَجِّلَ اللهُ في الدُّنيا لِلمُتصدِّقِ عِوضًا عَمَّا أنفَقَه وأعطاهُ، بالأجْرِ والمالِ الوَفيرِ، وأنْ يُعَجِّلَ لِلمُمسِكِ البَخيلِ بتَلَفِ مالِه، أو نَفسِه، أو هَلاكِه وضَياعِه في الدُّنيا.
"ما مِن يَومٍ طَلَعتْ شَمسُه إلَّا وكان بجَنبَتَيْها مَلَكانِ يُناديانِ نِداءً يَسمَعُه ما خَلَقَ اللهُ كُلُّهم غَيرَ الثَّقلَيْنِ: يا أيُّها الناسُ، هَلُمُّوا إلى رَبِّكم؛ إنَّ ما قَلَّ وكَفى، خَيرٌ مِمَّا كَثُرَ وألْهى، ولا آبَتِ الشَّمسُ"، بالرُّجوعِ إلى الإشراقِ مَرَّةً أُخرى "إلَّا وكانَ بجَنبَتَيْها مَلَكانِ يُناديانِ نِداءً يَسمَعُه خَلقُ اللهِ كُلُّهم غَيرَ الثَّقلَيْنِ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنفِقًا خَلَفًا، وأعْطِ مُمسِكًا تَلَفًا"، وهذا وَعدٌ بالتَّيسيرِ لِمَن يُنفِقُ في وُجوهِ البِرِّ، ووَعيدٌ بالتَّعسيرِ لِعَكسِه البَخيلِ المُمسِكِ.
والإنفاقُ المَمدوحُ هو ما كان في الطَّاعاتِ ومَكارمِ الأخلاقِ، وعلى العِيالِ والضِّيفانِ، والتَّطَوُّعاتِ ونحوِ ذلك، بحيث لا يُذمُّ ولا يُسمَّى إسرافًا، وكانَ عن طِيبِ نَفْسٍ، وطِيبِ كَسْبٍ، والإمساكُ المذمومُ هو الإمساكُ عن هذا، فالمُمسِكُ عنِ المَندوباتِ لا يَستَحِقُّ هذا الدُّعاءَ، إلَّا أنْ يَغلِبَ عليه البُّخلُ المَذمومُ، بحيثُ لا تَطيبُ نَفسُه بإخراجِ الحَقِّ الذي عليه، ولو أخرَجَه.
والدُّعاءُ لِلمُنفِقِ عامٌّ، بأنْ يُخلِفَ اللهُ عليه في الدُّنيا، أوِ الآخِرةِ، وأمَّا الدُّعاءُ بالتَّلَفِ فيَحتَمِلُ تَلَفَ ذلك المالِ بعَينِه، أو تَلَفَ نَفسِ صاحِبِ المالِ، والمُرادُ به فَواتُ أعمالِ البِرِّ بالتَّشاغُلِ بغَيرِها.
"وأنزَلَ اللهُ في ذلك قُرآنًا في قَولِ المَلكَيْنِ: يا أيُّها الناسُ هَلُمُّوا إلى رَبِّكم، في سُورةِ يُونُسَ: { وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [ يونس: 25 ]"، والمَعنى: واللهُ يَدعو إلى دارِ السَّلامةِ، يَعنى: الجَنَّةَ؛ لِأنَّه لا آفةَ فيها، ولا كَدَرَ، فعلى العاقِلِ أنْ يُسرِعَ لِلفَوزِ بالجَنَّةِ، فيُنفِقَ مِن مالِه عن طِيبِ نَفْسٍ فيما أمَرَه اللهُ به مِنَ الطَّاعاتِ.
"وأنزَلَ اللهُ في قَولِهما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنفِقًا خَلَفًا، وأعْطِ مُمسِكًا تَلَفًا: { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى } [ الليل: 1 - 4 ]، يُقسِمُ اللهُ سُبحانَه باللَّيلِ إذا أظلَمَ، وبالنَّهارِ إذا أضاءَ، وبخَلقِه سُبحانَه لِلنَّاسِ، على أنَّ سَعيَ الناسِ مُختَلِفٌ، فمِنهم مَن يَسعى في طَريقِ الخَيرِ والإيمانِ، ومِنهم مَن يَسعى في طَريقِ الشَّرِّ والكُفرِ والشَّيطانِ، { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى } [ الليل: 5 ]، المالَ، وأنفَقَه طَيِّبةً به نَفسُه، وقيلَ: وأمَّا مَن أعطى حَقَّ اللهِ { وَاتَّقَى }، وخافَ الشِّركَ باللهِ في عَمَلِه، وقيلَ: اتَّقى مَحارِمَ اللهِ التي نُهيَ عنها، { وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى } [ الليل: 6 ]، فآمَنَ بأنَّه لا إلهَ إلَّا اللهُ، وقيلَ: صَدَّقَ بالجَنَّةِ، وقيلَ: بوَعدِ اللهِ، وقيلَ: بالصَّلاةِ والزَّكاةِ والصَّومِ، { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } [ الليل: 7 يَعني سَنُسَهِّلُ له الطَّريقَ إلى الجَنَّةِ، { وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى } [ الليل: 8 ]، بَخِلَ بالمالِ وأمسَكَه واستَغنى به عنِ الأجْرِ والثَّوابِ، وما عِندَ اللهِ، فلم يَرغَبْ فيه، وقيلَ: استَغنى بمالِه { وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى } [ الليل: 9 ]، وكَفَرَ باللهِ، { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } [ الليل: 10 يَعني: سَنُهَوِّنُ عليه أُمورَ النارِ، وسَنُدخِلُه جَهَنَّمَ، وقيلَ: يَعني العَمَلَ بما لا يُرضي اللهَ به، وقيلَ: لِلعَودِ إلى البُخلِ.
في الحَديثِ: التَّهديدُ لِمَن يَبخَلُ ويَمتَنِعُ مِنَ الإنفاقِ في القُرُباتِ بتَلَفِ مالِه.
وفيه: إثباتُ دُعاءِ المَلائِكةِ، ومَعلومٌ أنَّه مُجابٌ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج سنن أبي داودألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال ألا إن
مسند الإمام أحمدحججنا مع معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة قام حين صلى صلاة
صحيح الأدب المفردسأل رجل حذيفة فقال أستأذن على أمي فقال إن لم
فتح الباري لابن حجرجاء رجل إلى ابن مسعود فقال أستأذن على أمي فقال
كشف اللثامسأل رجل حذيفة أستأذن على أمي فقال إن لم تستأذن عليها رأيت ما
فتح الباري لابن حجرسأل رجل حذيفة أستأذن على أمي قال إن لم تستأذن
إتحاف الخيرة المهرةعن كعب قال لأن أزني ثلاثا وثلاثين زنية أحب إلي من أكل درهم
مسند الإمام أحمدعن كعب قال لأن أزني ثلاثا وثلاثين زنية أحب إلي من أن آكل
تخريج سنن أبي داودعن ابن عباس قال لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة
الفتوحات الربانيةكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى بالشيء قال يقول
تخريج صحيح ابن حبانكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بشيء قال اذهبوا
صحيح الأدب المفرداذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة اذهبوا إلى بيت


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب