حديث أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث عبدالله بن الزبير

«عَنْ عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ، {خُذِ العَفْوَ} وأْمُرْ بالعُرْفِ قالَ: ما أنْزَلَ اللَّهُ إلَّا في أخْلَاقِ النَّاسِ، قالَ: أمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَأْخُذَ العَفْوَ مِن أخْلَاقِ النَّاسِ، أوْ كما قالَ.»

صحيح البخاري
عبدالله بن الزبير
البخاري
[معلق]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 4643 -

شرح حديث عن عبد الله بن الزبير خذ العفو وأمر بالعرف قال ما أنزل


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

قَدِمَ عُيَيْنَةُ بنُ حِصْنِ بنِ حُذَيْفَةَ فَنَزَلَ علَى ابْنِ أخِيهِ الحُرِّ بنِ قَيْسٍ، وكانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وكانَ القُرَّاءُ أصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ ومُشَاوَرَتِهِ، كُهُولًا كَانُوا أوْ شُبَّانًا، فَقالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أخِيهِ: يا ابْنَ أخِي، هلْ لكَ وجْهٌ عِنْدَ هذا الأمِيرِ؟ فَاسْتَأْذِنْ لي عليه، قالَ: سَأَسْتَأْذِنُ لكَ عليه، قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: فَاسْتَأْذَنَ الحُرُّ لِعُيَيْنَةَ، فأذِنَ له عُمَرُ، فَلَمَّا دَخَلَ عليه قالَ: هِي يا ابْنَ الخَطَّابِ! فَوَاللَّهِ ما تُعْطِينَا الجَزْلَ ولَا تَحْكُمُ بيْنَنَا بالعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ حتَّى هَمَّ أنْ يُوقِعَ به، فَقالَ له الحُرُّ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إنَّ اللَّهَ تَعَالَى قالَ لِنَبِيِّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } [ الأعراف: 199 ]، وإنَّ هذا مِنَ الجَاهِلِينَ، واللَّهِ ما جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عليه، وكانَ وقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4642 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : من أفراد البخاري على مسلم



كان أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أكثرَ النَّاسِ فَهْمًا لِكتابِ اللهِ تعالَى، وعمَلًا به، ووُقوفًا عندَ حُدودِه، وكان الفاروقُ عُمرُ رضِيَ اللهُ عنه مِن أكثرِهم وُقوفًا عنْدَ حُدودِ اللهِ تعالَى.

وفي هذا الحَديثِ صورةٌ مِن صُوَرِ وُقوفِ الفاروقِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه عند كتابِ اللهِ، وعَدَمِ تجاوُزِه؛ فيُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ عُيَيْنةَ بنُ حِصنِ بنِ حُذيفةَ -رَضِيَ اللهُ عنه- قَدِم المدينةَ المنوَّرةَ في خِلافةِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه، ونزَلَ في بَيتٍ لابنِ أخيه الحُرِّ بنِ قَيسٍ رَضِيَ اللهُ عنه، وكان الحُرُّ بنُ قيسٍ مِنَ القُرَّاءِ الَّذين يَحفظونَ القرآنَ الكريمَ ويَفْهَمونَه، وكان عُمرُ رضِيَ اللهُ عنه يُقرِّبُه في مَجالسِه ويَأخُذُ مَشورتَه هو ومَن مِثلُه مِنَ القُرَّاءِ كُهولًا كانوا أو شبابًا، والكَهلُ هو مَن بدَأَ يَعلُوه الشَّيبُ، وهو بعْدَ سِنِّ الثَّلاثينَ إلى الخَمسينَ، فطَلبَ عُيَينةُ مِن الحُرِّ أنْ يَستأذنَ له لِيدخُلَ على عُمرَ رضِيَ اللهُ عنه؛ لِمَا له مِنَ الوجاهةِ عنده، ففعَلَ الحُرُّ واستأذَنَ له لِيَدخُلَ عليه، فلمَّا دخَلَ عليه عُيَينةُ قال لِعمرَ رضِيَ اللهُ عنه: «هِي يا ابنَ الخطَّابِ!» و( هِي ): كَلمةٌ تُقالُ لِلتَّهديدِ، وقيل: هي ضميرٌ، والتقدير: هي داهِيَةٌ، «فَواللهِ ما تُعطينا الجَزْلَ ولا تَحكُمُ بيْننا بِالعَدْلِ!»، يعني: لا تُعطينا العطاءَ الكثيرَ ولا تَعدِلُ بيْننا! فغضِبَ عُمرُ رضِيَ اللهُ عنه حتَّى أرادَ أنْ يُعاقِبَه، فقال له الحُرُّ رضِيَ اللهُ عنه: يا أميرَ المؤمنينَ، إنَّ اللهَ تعالَى قال لِنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } [ الأعراف: 199 أي: اقبَلْ ما تيسَّرَ مِن أخلاقِ النَّاسِ، وما سَمَحت به أنفُسُهم، ولا تُغلِظْ عليهم، فإنْ وَجدْتَ منهم خُلُقًا طَيِّبًا فاقبَلْه، وما جاءَك مِن غَيرِ ذلك فاصفَحْ عنه وتجاوَزْه، واترُكْ ما لك من الحَقِّ عليهم، وأْمُرِ النَّاسَ -يا مُحمَّدُ- بالمَعروفِ الذي يُقِرُّه الشَّرعُ؛ مِن كُلِّ قَولٍ وفِعلٍ تَعرِفُ حُسنَه ونَفعَه العُقولُ والفِطَرُ السَّليمةُ، وتطمئِنُّ إليه النُّفوسُ المُستقيمةُ، وأعرِضْ عمَّن جَهِلَ عليك، فإذا سَفِهَ عليك، وأساءَ إليك، فلا تؤاخِذْه بزَلَّتِه.
قال الحُرُّ لعُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما: وإنَّ هذا مِنَ الجاهلِينَ.
فَامتثلَ عُمرُ رضِيَ اللهُ عنه لِكتابِ اللهِ تعالَى، ولم يُجاوِزْ حُدودَه، ولم يُعاقبِ الرَّجلَ، وكان رضِيَ اللهُ عنه وقَّافًا عندَ كِتابِ اللهِ وحُدودِه، فإذا سمع آياتِه التزم أحكامَه ووقف عندها ولم يتعَدَّها.
وفي الحَديثِ: أنَّ اللهَ يَرفَعُ بهذا القُرآنِ أقوامًا ويضَعُ به آخَرَين.
وفيه: أنَّ التَّقديمَ يكونُ لِأهلِ الفضْلِ والعِلْمِ والفَهْمِ والفِقْهِ والقرآنِ.
وفيه: فَضيلةُ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ بحُسنِ سِياستِه ووُقوفِه عند كتابِ اللهِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريقدم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر فنزل على ابن أخيه الحر
صحيح البخاريأنه قال حين وقع بينه وبين ابن الزبير قلت أبوه الزبير وأمه أسماء
صحيح البخاريألا تعجبون لابن الزبير قام في أمره هذا فقلت لأحاسبن نفسي له ما
صحيح ابن حبانأفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول
صحيح ابن حبانيا رسول الله أي الصدقة أفضل قال جهد المقل وابدأ بمن
صحيح ابن حبانخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى واليد العليا خير من اليد السفلى
حديث شريف
صحيح أبي داودإن خير الصدقة ما ترك غنى أو تصدق به عن ظهر غنى وابدأ
صحيح النسائيخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى واليد العليا خير من اليد
صحيح الترغيبخير الصدقة ما أبقت غنى و اليد العليا خير من اليد السفلى
صحيح الجامعخير الصدقة ما أبقت غنى و اليد العليا خير من اليد السفلى
صحيح الترغيبيا رسول الله أي الصدقة أفضل قال جهد المقل


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, December 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب