حديث يا للمهاجرين قال فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال

أحاديث نبوية | صحيح ابن حبان | حديث جابر بن عبدالله

«كسَع رجُلٌ مِن المُهاجِرينَ رجُلًا مِن الأنصارِ فقال الأنصاريُّ : يا لَلأنصارِ وقال المُهاجريُّ : يا لَلْمُهاجِرينَ قال : فسمِع النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذلك فقال : ( ما بالُ دَعْوى الجاهليَّةِ ) ؟ فقالوا : يا رسولَ اللهِ رجُلٌ مِن المُهاجِرينَ كسَع رجُلًا مِن الأنصارِ فقال : ( دَعُوها فإنَّها مُنتنةٌ ) فقال عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلولٍ : قد فعَلوها لئِنْ رجَعْنا إلى المدينةِ لَيُخرِجَنَّ الأعَزُّ منها الأذَلَّ فقال عُمَرُ : دَعْني يا رسولَ اللهِ أضرِبْ عُنُقَ هذا المُنافِقِ فقال : ( دَعْه لا يتحدَّثُ النَّاسُ أنَّ مُحمَّدًا يقتُلُ أصحابَه )»

صحيح ابن حبان
جابر بن عبدالله
ابن حبان
أخرجه في صحيحه

صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 5990 -

شرح حديث كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

غَزَوْنَا مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقدْ ثَابَ معهُ نَاسٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ حتَّى كَثُرُوا، وكانَ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ، فَكَسَعَ أنْصَارِيًّا، فَغَضِبَ الأنْصَارِيُّ غَضَبًا شَدِيدًا حتَّى تَدَاعَوْا، وقالَ الأنْصَارِيُّ: يا لَلْأَنْصَارِ، وقالَ المُهَاجِرِيُّ: يا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَخَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: ما بَالُ دَعْوَى أهْلِ الجَاهِلِيَّةِ؟! ثُمَّ قالَ: ما شَأْنُهُمْ؟ فَأُخْبِرَ بكَسْعَةِ المُهَاجِرِيِّ الأنْصَارِيَّ، قالَ: فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: دَعُوهَا؛ فإنَّهَا خَبِيثَةٌ.
وقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلُولَ: أقَدْ تَدَاعَوْا عَلَيْنَا؟ لَئِنْ رَجَعْنَا إلى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأعَزُّ منها الأذَلَّ، فَقالَ عُمَرُ: ألَا نَقْتُلُ يا رَسولَ اللَّهِ هذا الخَبِيثَ؟ لِعَبْدِ اللَّهِ، فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أنَّه كانَ يَقْتُلُ أصْحَابَهُ.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3518 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 3518 ) واللفظ له، ومسلم ( 2584 )



جاءَ الإسْلامُ ليَقْضيَ على كلِّ سُنَنِ الجاهِليَّةِ، وكلِّ دَعْوى باطِلةٍ لها، ومِن هذه الدَّعاوى العَصبيَّةُ القَبَليَّةُ، وإنَّما جعَلَ الوَلاءَ للمُسلِمينَ جَميعًا عرَبًا كانوا أو عجَمًا، وجعَلَ البَراءَ مِنَ المُشرِكينَ جَميعًا عرَبًا كانوا أو عجَمًا.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ جابِرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما بواقِعةٍ ظهَرَتْ فيها دَعْوى الجاهِليَّةِ والتَّعصُّبِ القَبَليِّ، فيَرْوي أنَّهم خَرَجوا في غَزْوةٍ معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قيلَ: غَزْوةُ المُرَيْسيعِ «بَني المُصطَلِقِ» سَنةَ ستٍّ منَ الهِجرةِ، وقدْ خَرَج المُنافِقونَ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذه الغَزْوةِ؛ لأنَّ السَّفرَ كان قَريبًا، فطَمِعوا في الغَنيمةِ.
وقدِ اجْتمَعَ ناسٌ مِن المُهاجِرينَ حتَّى كَثُروا، وكان مِن المُهاجِرينَ رَجلٌ «لَعَّابٌ»، أي: يَلعَبُ بالحِرابِ، وقيلَ: مزَّاحٌ، واسمُه جَهْجاهُ بنُ قَيسٍ الغِفاريُّ، وكان أَجيرَ عُمرَ بنِ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه، فكسَعَ أنْصاريًّا، أي: ضرَبَ دُبُرَه بيَدِه، أو رِجلِه، فغضِبَ الأنْصاريُّ -وهو سِنانُ بنُ وَبَرةَ- غَضَبًا شَديدًا، حتَّى تَداعَوْا، أي: اسْتَغاثوا، كلُّ واحدٍ منهما يُنادي على جَماعَتِه وقَبيلتِه الَّتي يَنتسِبُ لها، وقال الأنْصاريُّ: يَا لَلأنْصارِ، وقال المُهاجِريُّ: يَا لَلمُهاجِرينَ، فخرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: «ما بالُ دَعْوى أهلِ الجاهِليَّةِ؟!» أي: ما حالُ دَعْوى الجاهِليَّةِ حضَرَت بيْنكم مِن التَّناصُرِ والتَّداعي بالآباءِ؟! وكانتِ الجاهِليَّةُ تَنْتَمي في الاسْتِغاثةِ إلى الآباءِ، فتَقولُ: يا آلَ فُلانٍ، وذلك مِن العَصبيَّةِ والجاهِليَّةِ مدَّةَ ما قبْلَ الإسْلامِ، والغرَضُ مِن استِفْهامِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إنْكارُ ذلك عليهم، وتَوْجيهٌ لهم بأنْ يَتَداعَوْا بالإسْلامِ الَّذي يُؤلِّفُ بيْنهم، ويَلتَزِموا بشَرائعِه، وإنَّما يَنبَغي أنْ تكونَ الاسْتِغاثةُ بالإسْلامِ وحُكمِه، ثُمَّ سَأَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن سَببِ شِجارِهم، فأُخبِرَ بكَسْعةِ المُهاجِريِّ للأنْصاريِّ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «دَعُوها»، الإشارةُ إلى تلك الطَّريقةِ في الاحْتِكامِ والاستِنْصارِ دونَ مَعرِفةِ الحقِّ مِنَ الباطِلِ؛ «فإنَّها خَبيثةٌ»، والمُرادُ: اتْرُكوا دَعْوى الجاهِليَّةِ؛ لأنَّها مُنتِنةٌ قَبيحةٌ مُنكَرةٌ كَريهةٌ مؤْذيةٌ؛ لإثارَتِها الغَضبَ على غيرِ الحقِّ، والتَّقاتُلَ على الباطِلِ عَصبيَّةً، ولأنَّها تَدْعو إلى الاقْتِتالِ بيْن المُسلِمينَ وأبْناءِ الدِّينِ الواحِدِ، وقد قال اللهُ تعالَى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ } [ الحجرات: 10 ].
وفي هذه الواقِعةِ لمَّا وصَل إلى مَسامِعِ عبدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ ابنِ سَلولَ أحَدِ قادةِ ورُؤساءِ الخَزرَجِ، ولمَّا عُرِضَ عليه الإسْلامُ أسلَمَ في الظَّاهرِ، ولكنَّه كان رَأسَ المُنافِقينَ بالمَدينةِ، ويُبطِنُ العَداوةَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والمُسلِمينَ؛ فقال: «أقدْ تَداعَوْا علينا؟» أيِ: استَدْعى بعضُهم بعضًا ليَتقَوَّوْا علينا، فهو يَستَنكِرُ استِغاثةَ المُهاجِرينَ ببَعضِهم على الأنْصارِ رَغبةً منه في بثِّ الشِّقاقِ بينَ المُهاجِرينَ والأنْصارِ، ثمَّ قال ذلك المُنافِقُ: لئنْ رَجَعْنا إلى المَدينةِ ليُخرِجَنَّ الأعَزُّ -يَقصِدُ نفْسَه- الأذَلَّ -يقصِدُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومَن معه-، فقال عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه: ألَا نَقتُلُ يا رَسولَ اللهِ هذا الخَبيثَ؟ يَقصِدُ ابنَ سَلولَ؛ لمَقولتِه تلك، فرفَض النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَتلَ ابنِ سَلولَ؛ حتَّى لا يَتحدَّثَ مَن لا يَعرِفُ ابنَ سَلولَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقتُلُ المُسلِمينَ، فيُحجِمُ النَّاسُ عنِ الدُّخولِ في الإسْلامِ بسَببِ ذلك، وهذه سِياسةٌ عَظيمةٌ، وحَزمٌ وافرٌ؛ لأنَّ النَّاسَ يرَوْنَ الظَّاهِرَ، والظَّاهِرُ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ أُبَيٍّ كان منَ المُسلِمينَ، ومِن أصْحابِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحَديثِ: مُراعاةُ النَّظرِ للعامَّةِ على النَّظرِ للخاصَّةِ، والتَّحْذيرُ مِن كلِّ عَملٍ فيه تَنْفيرُ النَّاسِ عنِ الدُّخولِ في الإسْلامِ.
وفيه: التَّحْذيرُ مِن سُوءِ عاقِبةِ التَّداعي بأُمورِ الجاهِليَّةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح ابن حبانكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار وقال
صحيح البخاريكنا في غزاة قال سفيان مرة في جيش فكسع رجل من
صحيح البخاريكنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري يا
صحيح البخاريجاءت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت أرأيت إحدانا تحيض في الثوب
صحيح مسلمجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إحدانا يصيب ثوبها من
صحيح البخاريسألت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله أرأيت
صحيح البخاريكانت إحدانا تحيض ثم تقترص الدم من ثوبها عند طهرها فتغسله وتنضح على
صحيح ابن حبانسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الثوب يصيبه الدم من الحيضة
صحيح الجامعكل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله تعالى يكون يوم القيامة كهيئتها إذا
صحيح البخاريكل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها إذ طعنت
صحيح مسلمكل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله ثم تكون يوم القيامة كهيئتها إذا
صحيح مسلملا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب