شرح حديث لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قل هو القادر 
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
  لَمَّا نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ } [ الأنعام: 65 ]، قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أعُوذُ بوَجْهِكَ، قالَ: { أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ }، قالَ: أعُوذُ بوَجْهِكَ، { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ }، قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذا أهْوَنُ -أوْ هذا أيْسَرُ-.
     الراوي :         جابر بن عبدالله |  المحدث :         البخاري
        |        المصدر :         صحيح البخاري
        الصفحة أو الرقم: 4628 |  خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]
    أَرْسلَ 
اللهُ سُبحانه وتعالَى على المُعانِدينَ والمكذِّبِينَ ألْوانًا وأصنافًا مِنَ العذابِ والانتقامِ، وفي قولِه تعالى: 
{ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يُلْبِسَكُمْ شِيَعًا } [
 الأنعام: 65 ] إشارةٌ إلى بَعضِ هذه الأصنافِ مِن العذابِ؛ فقولُه تعالى: 
{ مِنْ فَوْقِكُمْ } كَالحِجارةِ الَّتي أُرْسِلَتْ على قَومِ لُوطٍ، والماءِ المنْهمِرِ الَّذي أُنزلَ على قومِ نُوحٍ فَأغرَقَهم، وغيرِ ذلك، وقولُه تعالَى: 
{ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ } كالخَسفِ بِقارونَ وإغراقِ آلِ فِرعونَ، وقولُه تعالَى: 
{ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ }،
 أي: يَجعَلَكم فِرقًا مُتخالِفِينَ، ويروي جابِرُ بنُ عبدِ 
اللهِ رَضِيَ 
اللهُ عنهما أنَّه لَمَّا أُنزلَتْ هذه الآيةُ، قال صلَّى 
اللهُ عليه وسلَّم عند قولِه تعالَى: 
{ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ }: «
أَعوذُ بِوجهِك»،
 أي: أَستجيرُ بِك وَألْتَجئُ إليك، وكذا قال عندَ قولِه: 
{ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ }، وَلَمَّا نزلتْ: 
{ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } قال: «
هذا أهوَنُ»،
 أي: الاختلافُ والفِتنةُ أيسرُ مِنَ الاستئصالِ والانتقامِ بعَذابِ 
اللهِ، وإنْ كانتِ الفتنةُ مِن عَذابِ 
اللهِ، لكنْ هي أخفُّ؛ لأنَّها كفَّارةٌ لِلمؤمنينَ، أعاذَنا 
اللهُ مِن عَذابِه ونِقَمِه.
وفي الحَديثِ: إثباتُ الوَجْهِ لله سبحانَه على ما يليقُ بذاتِه وجَلالِه.
 
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم