حديث ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال

أحاديث نبوية | صحيح الترمذي | حديث النواس بن سمعان الأنصاري

«انَّ رجلًا سألَ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ البرِّ والإثمِ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ البرُّ حسنُ الخلقِ والإثمُ ما حاكَ في نفسِك وَكرِهتَ أن يطَّلعَ عليهِ النَّاسُ»

صحيح الترمذي
النواس بن سمعان الأنصاري
الألباني
صحيح

صحيح الترمذي - رقم الحديث أو الصفحة: 2389 -

شرح حديث ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أَقَمْتُ مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بالمَدِينَةِ سَنَةً ما يَمْنَعُنِي مِنَ الهِجْرَةِ إلَّا المَسْأَلَةُ، كانَ أَحَدُنَا إذَا هَاجَرَ لَمْ يَسْأَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عن شيءٍ، قالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنِ البِرِّ وَالإِثْمِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ، وَالإِثْمُ ما حَاكَ في نَفْسِكَ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عليه النَّاسُ.
الراوي : النواس بن سمعان الأنصاري | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2553 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



المسْلمُ عليه أنْ يَسألَ عمَّا يَجهَلُ مِن أُمورِ دِينِه، وما خَفِي فَهْمُه مِن نُصوصِ شَريعتِه، وقدْ كان الصَّحابةُ الكرامُ يَتحمَّلون الكثيرَ مِن الصُّعوباتِ، ويَرحَلون للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيَتعلَّموا أُمورَ دِينِهم، ويَسْألوه عمَّا يَنفَعُهم.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي النَّوَّاسُ بنُ سَمعانَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه أقامَ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمدينةِ سنةً كالزَّائرِ وفي صُورةِ العازمِ على الرُّجوعِ إلى الوطنِ، ثمَّ بيَّنَ رَضيَ اللهُ عنه سَببَ عَدمِ هِجرتِه إلى المدينةِ فَوْرَ إسلامِه، وهي المسألةُ، أي: الرَّغبةُ في سُؤالِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَن أُمورِ الدِّينِ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان قدْ نَهى المهاجِرين المقيمينَ معه في المدينةِ عن كَثرةِ الأسئلةِ؛ لأنَّها قدْ تُؤدِّي إلى المَشقَّةِ على النَّاسِ، وأيضًا فإنَّ بإقامتِهم معه سيَعرِفون أُمورَ دِينِهم على التَّوالي والتَّرتيبِ وعندَ وُقوعِ المسألةِ بعَينِها، لا أنْ يَفترِضَها أحدُهم وهي لم تَقَعْ بعْدُ، وحتَّى لا يَشُقَّ عليهم بكَثرةِ السُّؤالِ أُمورُ الدِّينِ، وهو ما أكَّدَه القرآنُ الكريمُ في قولِ الله تَعالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ } [ المائدة: 101 ]؛ ولذلك يقولُ النَّوَّاسُ رَضيَ اللهُ عنه: «كان أحدُنا إذا هاجَرَ لم يَسألْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَن شَيءٍ»، ويُتمِّمُ هذا المعنى ما قالهُ أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه في الحديثِ الَّذي ذَكَره مُسْلم: «فكان يُعجِبُنا أنْ يَجِيءَ الرَّجلُ مِن أهلِ الباديةِ العاقلِ، فيَسأَلَه ونحْنُ نَسمَعُ»؛ لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَسمَحُ بالأسئلةِ لِلطَّارئينَ مِنَ الأعرابِ وغَيرِهم؛ لأنَّهم يُحتَملونَ في السُّؤالِ ويُعذَرونَ، فلمَّا عَلِم النَّوَّاسُ رَضيَ اللهُ عنه ذلك كانت رَغبتُه في السُّؤالِ عن أُمورِ دِينِه باعثًا له على عدَمِ الهِجرةِ.
ثمَّ أخبَرَ النَّوَّاسُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه سَألَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ البِرِّ والإثْمِ ، أي عن مَعنى الطَّاعةِ الَّتي يُثابُ عليها الإنسانُ، ومَعنى المعصيةِ الَّتي يُعاقَبُ عليها، فبَيَّنَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَعناهما، فذَكَرَ له أنَّ أعظَمَ خِصالِ البِرِّ أوِ البِرَّ كلَّه مُجْمَلًا هو حُسنُ الخُلقِ مَع النَّاسِ، ويكونُ حُسنُ الخُلُقِ مع النَّاسِ بكَفِّ الأذى عنهم، وبَذلِ الخَيرِ الدِّينيِّ والدُّنيويِّ لهم، وطَلاقةِ الوَجهِ مع الصَّبرِ على أذاهم.
ثمَّ بَيَّن له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الإثمَ هو ما تَردَّدَ وتحرَّكَ وأَثَّرَ في النَّفْسِ بأنْ لم تَنشرِحْ له، وحلَّ في القلبِ منه الشَّكُّ والخوفُ مِن كونِه ذَنْبًا وأَقْلَقَه ولَمْ يَطمئِنَّ إليه، وكَره أنْ يَطَّلِعَ عليه النَّاسُ؛ لأنَّه محلُّ ذمٍّ وعَيْبٍ، فَتجدُك مُتردِّدًا فيه، وتَكرَهُ أنْ يطَّلِعَ النَّاسُ عَليكَ.

وهذه الجُملةُ إنَّما هي لِمَنْ كانَ قَلبُه صافيًا سليمًا؛ فهذا هو الَّذي يَحُوكُ في نَفسِه ما كان إثمًا ويَكرهُ أنْ يطَّلعَ عليه النَّاسُ، أمَّا مَن فَسَد قَلبُه وانتَكَسَت فِطرتُه، فقدْ يَنشرِحُ صَدرُه للآثامِ، ويُجاهِرُ بها.
والأصلُ أنَّ البِرَّ اسمٌ جامِعٌ لكُلِّ مَعاني الطَّاعةِ، والإثْمَ: اسمٌ جامِعٌ لكُلِّ أنواعِ المَعاصي، وإنَّما كان جَوابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بهذه المَعاني مِن بابِ ما يَتناسَبُ مع حالِ السَّائِلِ، كما هي عادَتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع مِثلِ تلك المَسائِلِ.
وفي الحديثِ: أنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُعْطِيَ جوامعَ الكلمِ؛ يَتكلَّمُ بِالكلامِ اليسيرِ وهو يَحملُ مَعانيَ كثيرةً؛ فقولُه: "البرُّ حُسنُ الْخُلقِ" كلمةٌ جامعةٌ مانعةٌ.
وفيه: الحثُّ على حُسْنِ الخُلُقِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الأدب المفردالبر حسن الخلق و الإثم ما حاك في نفسك و كرهت
صحيح الجامعالبر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع
صحيح ابن حبانأتى رجل فقال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ويسيئون إلي
صحيح ابن حبانأن رجلا قال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم
صحيح ابن حبانلا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة
صحيح ابن ماجهإني لأرجو ألا يدخل النار أحد إن شاء الله تعالى ممن شهد
صحيح الجامعلا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة
تخريج كتاب السنةلا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما
سنن أبي داودلا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما
مجموع الفتاوىلا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا
المعجم الأوسطلا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما
صحيح ابن حبانلا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 16, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب