حديث كنت أقول اللهم ما كنت معاقبني به في الآخرة فعجله في

أحاديث نبوية | صحيح ابن حبان | حديث أنس بن مالك

«عاد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجُلًا قد صار مِثْلَ الفرخِ فقال : ( ما كُنْتَ تدعو بشيءٍ أو تسأَلُ ) ؟ قال : كُنْتُ أقولُ : اللَّهمَّ ما كُنْتَ مُعاقِبَني به في الآخِرةَ فعجِّلْه في الدُّنيا فقال : ( سُبحانَ اللهِ لا تستطيعُه أو لا تُطيقُه قُلِ : اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسنةً وفي الآخرةِ حَسنةً وقِنا عذابَ النَّارِ )»

صحيح ابن حبان
أنس بن مالك
ابن حبان
أخرجه في صحيحه

صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 936 -

شرح حديث عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قد صار مثل الفرخ


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَادَ رَجُلًا مِنَ المُسْلِمِينَ قدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الفَرْخِ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: هلْ كُنْتَ تَدْعُو بشَيءٍ، أَوْ تَسْأَلُهُ إيَّاهُ؟ قالَ: نَعَمْ؛ كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ ما كُنْتَ مُعَاقِبِي به في الآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ لي في الدُّنْيَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: سُبْحَانَ اللهِ! لا تُطِيقُهُ -أَوْ لا تَسْتَطِيعُهُ- أَفلَا قُلْتَ: اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، قالَ: فَدَعَا اللهَ له، فَشَفَاهُ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2688 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتفقَّدُ أصحابَه، ويَزورُ مَريضَهم ويَدْعو لهم، ويُعلِّمُهم أُمورَ الدِّينِ، ويُصوِّبُ أخْطاءَهم.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أَنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زار رجُلًا مَريضًا منَ المسْلِمينَ، كان قَد أَضعَفَه المرضُ حتَّى صارَ ضعيفًا مِثلَ الفَرخِ، وهو الطَّائرُ الصَّغيرُ؛ لضَعفِه وكَثرةِ نَحافتِه، ولمَقامِ النُّبوَّةِ عَلِم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مِثلَ هذا الابتلاءِ مع هذا الرَّجلِ فيه أمرٌ، ولذلك سَألَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هَل كُنتَ تَدْعو بشَيءٍ أو تَسألُه إيَّاه؟ أي: هل كُنتَ تَدعو اللهَ بشَيءٍ منَ الأَدعيَةِ الَّتي يُسأَلُ فيها مَكروهٌ؟ أو: هل سَألتَ اللهَ البَلاءَ الَّذي أنتَ فيهِ؟ فأجاب الرَّجلُ: نَعمْ، كُنتُ أدْعُوه تعالَى أنَّه إذا كان سيُعاقِبُه في الآخِرَةِ، فلْيعَجِّلْ عُقوبتَه في الدُّنيا، خَوفًا وخَشيةً مِن عَذابِ الآخرةِ، فكأنَّ اللهَ سُبحانَه وتَعالَى استَجابَ دُعاءَه وابْتلاهُ بالمرَضِ حتَّى ضَعُفَ وصارَ مثلَ الطَّائرِ الضَّعيفِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «سُبحانَ اللهِ!» وهذا تَنزيهٌ للهِ عن كلِّ ما لا يَليقُ، وقاله النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَعجُّبًا مِن دُعاءِ الرَّجلِ تَعجيلَ عَذابِ الآخرةِ عليه، وقال له: «لا تُطيقُه أَوْ لا تَستطيعُه» أي: لا تَتحمَّلُه في الدُّنيا؛ لأنَّ نَشأةَ الدُّنيا ضَعيفةٌ لا تَحتمِلُ العذابَ الشَّديدَ والألمَ العظيمَ، وأمَّا نَشأةُ الآخرةِ فهي للبَقاءِ.
ثمَّ عَلَّمَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كيفَ يَدْعو، وأرشَدَه إلى أحسَنِ ما يُقالُ، وأنْ يَدْعوَ ويقولَ: «اللُّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسنَةً، وفي الآخرَةِ حسنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ» وحَسَنةُ الدُّنيا يَدخُلُ فيها كُلُّ ما يَحسُنُ وُقوعُه عِندَ العَبدِ؛ مِن رِزقٍ هَنيءٍ واسعٍ حَلالٍ، وزَوجةٍ صالحةٍ، ووَلدٍ تقَرُّ به العَينُ، وراحةٍ، وعِلمٍ نافعٍ، وعَملٍ صالحٍ، ونَحوِ ذلكَ مِنَ المطالبِ المَحبوبَةِ والمُباحةِ.

وحسنَةُ الآخرَةِ هي: السَّلامةُ منَ العُقوباتِ في القَبرِ والموقِفِ والنَّارِ، وحُصولُ رِضا اللهِ، والفوزُ بالنَّعيمِ المُقيمِ في الجَنَّة، والقُربُ مِنَ الله الرَّحمن الرَّحيم، والدُّعاءُ بالوقايةِ مِن عَذابِ النَّارِ، وما يُقرِّبُ إليها مِن شَهوةٍ وعَملٍ في الدُّنيا، فهذا الدُّعاءُ مِن الجوامعِ الَّتي تَتضمَّنُ خيْرَ الدُّنيا والآخرةِ.
وأخبَرَ أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَعا لهذا الرَّجلِ بالشِّفاءِ، فاستجابَ اللهُ دُعاءَ حَبيبِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فشَفاه اللهُ وأبْرَأَه مِن ذلك المرضِ.
وفي الحديثِ: أنَّه لا يَنْبغي للعبدِ أنْ يَطلُبَ لنَفسِه البلاءَ، وإذا سَأل فإنَّما يَسأَلُ ما فيه خيرٌ.
وفيه: عِيادةُ المريضِ، ولوْ كان العائدُ أميرًا أو نحْوَه.
وفيه: سُؤالُ المريضِ سَببَ مَرضِه؛ ليُبحَثَ له عن الأدويةِ المناسِبةِ له.
وفيه: التَّسبيحُ عندَ التَّعجُّبِ.
وفيه: أنَّ مِن المرضِ ما يكونُ عُقوبةً لِصاحبِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الأدب المفردأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق داخلا من بعض العالية
صحيح الجامعيقول ابن آدم مالي مالي وهل لك يا ابن آدم من
صحيح النسائيألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر قال يقول ابن آدم مالي مالي
صحيح الترمذيأنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ ألهاكم التكاثر قال
صحيح ابن حبانأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ ألهاكم التكاثر التكاثر قال
صحيح ابن حبانانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ ألهاكم التكاثر
صحيح الترمذيأنه انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول ألهاكم التكاثر
صحيح الأدب المفردأطعموهم مما تأكلون و اكسوهم مما تكتسون
صحيح النسائيأن النبي صلى الله عليه وسلم اضطجع على نطع فعرق فقامت أم سليم
صحيح الجامعلا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على
صحيح الجامعانزل عنه فلا تصحبنا بملعون لا تدعوا على أنفسكم و
صحيح الجامعمن هذا اللاعن بعيره انزل عنه فلا تصحبنا بملعون


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب