حديث هؤلاء لربي فما لي قال اللهم اغفر لي

أحاديث نبوية | صحيح الترغيب | حديث سعد بن أبي وقاص

«قل : ( لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له ، اللهُ أكبرُ كبيرًا ، والحمدُ لله كثيرًا ، وسبحان اللهِ ربِّ العالمين ، ولاحولَ ولا قوةَ إلا بالله العزيزِ الحكيمِ . قال : هؤلاء لربي ، فما لي ؟ قال : اللهمَّ اغفِرْ لي ، وارْحمني ، واهْدِني، وارْزقني ) .»

صحيح الترغيب
سعد بن أبي وقاص
الألباني
صحيح

صحيح الترغيب - رقم الحديث أو الصفحة: 1562 -

شرح حديث قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: عَلِّمْنِي كَلَامًا أَقُولُهُ، قالَ: قُلْ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ.
قالَ: فَهَؤُلَاءِ لِرَبِّي، فَما لِي؟ قالَ: قُلِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي.
قالَ مُوسَى: أَمَّا عَافِنِي فأنَا أَتَوَهَّمُ وَما أَدْرِي، وَلَمْ يَذْكُرِ ابنُ أَبِي شيبَةَ في حَديثِهِ قَوْلَ مُوسَى.
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2696 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



إنَّ لِذِكْرِ اللهِ تعالَى في حَياةِ المسلِمِ وفي أحْوَالِه شَأنًا عَظيمًا؛ حَيثُ يَجعَلُه مُرتَبِطًا باللهِ في جَميعِ أحوالِهِ وأوقاتِه.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ سَعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ أعرابيًّا -وهو الَّذي يَسكُنُ الصَّحراءَ مِن العرَبِ- أتى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْألُه أنْ يُعَلِّمَه كَلامًا وذِكْرًا يَقولُه ويُداوِمُ عليه في جَميعِ حَالاتِه، فأخبره النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن يقول: «لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَه لا شَريكَ له»، فهو سُبحانَه المُختَصُّ بالسُّلطانِ التَّامِّ الَّذي لا يُنازِعُه فيه مُنازِعٌ، وهذا الذِّكرُ يَشتَمِلُ على تَوْحيدِ اللهِ، ونَفْىِ الشَّريكِ معَه، فبَدأَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالتَّوحيدِ؛ فإنَّه مَبدأُ كُلِّ عِبادةٍ، وخَتْمُ كُلِّ سعادةٍ، ثُمَّ أَتْبعَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقولِه: «اللهُ أَكبرُ» فإنَّ اللهَ تعالَى أَكبرُ مِن كُلِّ شَيءٍ في ذاتِه وأسمائِه وصِفاتِه، وكُلُّ ما تَحتمِلُه هذِه الكَلمَةُ مِن معنًى، وقولُه: «كَبيرًا» أي: حالةَ كَونِه مُتعاليًا عن صِفاتِ النَّقصِ والحُدوثِ، ويَحتمِلُ مَعناه: أُكبِّرُ اللهُ تَكبيرًا كَبيرًا، «والحَمْدُ للهِ كَثِيرًا» فهو المُستحِقُّ له دونَ مَن سِواهُ سُبحانَه، فله الشُّكرُ الكثيرُ على نِعَمِه الَّتي لا تُحْصى كَثرةً.
وقَولُه: «سبُحانَ اللهِ» تَنْزيهُ للهِ عَمَّا لا يَليقُ به سُبحانَه وتَعالَى مِنَ الشَّريكِ والوَلَدِ والصَّاحبَةِ والنَّقائصِ مُطلقًا.
وقوله: «لَا حَولَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللهِ العزيزِ الحكيمِ» كَلِمَةُ استِسْلَامٍ وتَفويضٍ إلى اللهِ تعالى، واعتِرافٍ بالإذعانِ له، وأنَّه لا صانِعَ غَيرُه، ولا رادَّ لأمْرِه، وأنَّ العَبْدَ لا يَملِكُ شيئًا منَ الأَمْرِ، ولَا حَوْلَ في دَفْعِ شَرٍّ، ولا قُوَّةَ في تَحصيلِ خَيرٍ إلَّا باللهِ، وقيلَ: لا حَولَ عنِ الوُقوعِ في الذَّنْبِ، ولا قُوَّةَ على الطَّاعةِ؛ إلَّا بإذنِ اللهِ وإرادَتِه سُبحانَه، وأنَّه لا مُعَقِّبَ لِحُكمِه، وأنَّ اللهَ مالِكُ عِبادِه، يَفعَلُ فيهم كُلَّ ما أرادَه.
فقال الأعرابيُّ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فهَؤلاءِ الكَلِماتُ لِرَبِّي، يَعني: أَنَّهُنَّ للثَّناءِ على اللهِ عَزَّ وجَلَّ وذِكْرِ صِفاتِه، فأَيُّ شيءٍ أَدْعو به مِمَّا يَعودُ لي بِنَفْعٍ دِينيٍّ أو دُنيويٍّ؟ فعَلَّمه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَيفَ يَسألُ اللهَ، فجَمَعَ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيرَ الدُّنيا والآخرَةِ في قَولِه: «اللَّهمَّ اغْفِرْ لي» بِمَحْوِ السَّيِّئاتِ، «وارْحَمْني» بِإيصالِ المَنافعِ والمَصالِحِ لي، فأَرادَ الرَّحمَةَ بعْدَ المغفِرَةِ لِيتكامَلَ التَّطهيرُ، فالمَغفِرَةُ سَتْرُ الذُّنوبِ وَمَحْوُها، والرَّحمَةُ إِيصالُ الخَيراتِ؛ فَفي الأَوَّلِ طَلَبُ الزَّحْزَحَةِ عنِ النَّارِ، وفي الثَّاني طَلَبُ إِدخالِ الجَنَّةِ، وهَذا هُوَ الفَوْزُ العَظيمُ، ثُمَّ عَلَّمَه طَلَبَ الهِدايَةِ: «واهْدِني» هِدايةَ إرشادٍ إلى سَبيلِ السَّلامَةِ، ومُتابعةِ أمْرِك للطَّاعاتِ، أو ثَبِّتْني على نَهْجِ الاستِقامَةِ وعلى دِينِكَ، «وارْزُقْني» يَعني: الرِّزْقَ الَّذي يَقومُ به البَدَنُ مِنَ الطَّعامِ والشَّرابِ واللِّباسِ والمَسكَنِ وغَيرِ ذَلكَ، والرِّزْقَ الَّذي يَقومُ بِه القَلْبُ وهو العِلْمُ النَّافعُ والعَمَلُ الصَّالحُ، فاجعَلْ لي ما يَكْفيني في الدُّنيا، وفي الآخرةِ ارزُقْني وأعطِني الدَّرجاتِ العُلْيا، «وعافِني» أي: في الدِّين والدُّنيا، مُعافاةً مِن المعاصي، وعافيةً في البدَنِ مِن كُلِّ مَرَضٍ، سَوَاءٌ كان مِنْ أَمْرَاضِ القُلوبِ أَو أَمْراضِ الأَبْدانِ.

وقولُه: «عافِنِي» ذُكِر على الشَّكِّ مِن الرَّاوي مُوسى بنِ عبدِ اللهِ الجُهَنيِّ، حيث إنَّه لا يَتأكَّدُ هلْ قالَها شَيخُه مُصعَبُ بنُ سَعدٍ في حَديثِه أمْ لا؟ وقدْ وَرَدت اللَّفظةُ في رِوايةٍ أُخرى لمسْلمٍ مِن حَديثِ طارقِ بنِ أشْيَمَ الأشجعيِّ رَضيَ اللهُ عنه.
وفي الحديثِ: تَعليمُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للنَّاسِ جَوامعَ الدُّعاءِ.
وفيه: بَيانُ حاجةِ العبدِ للتَّضرُّعِ لربِّه.
وفيه: الحَثُّ على أنْ يكونَ الدُّعاءُ شاملًا خَيْرَيِ الدُّنيا والآخرةِ.
وفيه: الحثُّ على طَلَبِ المغفرةِ والرَّحمةِ والرِّزقِ؛ فهي جِماعُ الخيرِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الترمذيأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجلسائه أيعجز أحدكم أن
صحيح مسلمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتبذ له في سقاء قال شعبة
صحيح مسلمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقع له الزبيب فيشربه اليوم والغد
صحيح مسلمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتبذ له أول الليل فيشربه إذا
صحيح مسلمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبذ له الزبيب في السقاء فيشربه
صحيح النسائيأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينقع له الزبيب فيشربه يومه
صحيح ابن حبانلقد سقيت بقدحي هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم اللبن والماء والعسل
صحيح ابن حبانلا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن
صحيح ابن حبانسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث لا
صحيح مسلمسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول لا
حديث شريف
صحيح مسلمسأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن عندي جارية لي وأنا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, November 16, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب