حديث ما صلى هذه الساعة أحد غيركم لا يدري أي الكلمتين قال قال

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث أبو موسى الأشعري

«كُنْتُ أنَا وأَصْحَابِي الَّذِينَ قَدِمُوا مَعِي في السَّفِينَةِ نُزُولًا في بَقِيعِ بُطْحَانَ، والنبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالمَدِينَةِ، فَكانَ يَتَنَاوَبُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عِنْدَ صَلَاةِ العِشَاءِ كُلَّ لَيْلَةٍ نَفَرٌ منهمْ، فَوَافَقْنَا النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَا وأَصْحَابِي، وله بَعْضُ الشُّغْلِ في بَعْضِ أمْرِهِ، فأعْتَمَ بالصَّلَاةِ حتَّى ابْهَارَّ اللَّيْلُ، ثُمَّ خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَصَلَّى بهِمْ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ، قالَ لِمَن حَضَرَهُ: علَى رِسْلِكُمْ، أبْشِرُوا، إنَّ مِن نِعْمَةِ اللَّهِ علَيْكُم، أنَّه ليسَ أحَدٌ مِنَ النَّاسِ يُصَلِّي هذِه السَّاعَةَ غَيْرُكُمْ أوْ قالَ: ما صَلَّى هذِه السَّاعَةَ أحَدٌ غَيْرُكُمْ لا يَدْرِي أيَّ الكَلِمَتَيْنِ قالَ، قالَ أبو مُوسَى فَرَجَعْنَا، فَفَرِحْنَا بما سَمِعْنَا مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.»

صحيح البخاري
أبو موسى الأشعري
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 567 -

شرح حديث كنت أنا وأصحابي الذين قدموا معي في السفينة نزولا في بقيع بطحان


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

تَبشيرُ المسلمِ بما يَسُرُّه مِن الأعمالِ الَّتي يُحِبُّها اللهُ تعالَى؛ لأنَّ فيه إدخالَ السُّرورِ على قلْبِ المؤمنِ، وتثبيتًا له على الحقِّ، وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو موسى الأشعَريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه كان هو وأصحابُه ضِمْنَ مجموعةٍ مِنَ المسافِرينَ بالسَّفينةِ، وهم «مُهاجِرةُ البحرِ» كما عِندَ ابنِ ماجَهْ، وهُمُ المهاجِرون إلى الحبَشةِ، وهم أهلُ السَّفينةِ الَّذين رَكِبوا البَحرَ لِلوُصولِ إلى الحبَشةِ، ثمَّ رجَعوا إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعْدَ هِجرتِه إلى المدينةِ، وكان رُجوعُهم في السَّنةِ السابِعةِ مِن الهِجرةِ، وكان أبو موسى خرَجَ مِنَ اليمَنِ لزيارةِ النبيِّ الكريمِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، فنازَعَتْهُ الرِّيحُ حتَّى ألْقَتْهُ في الحبَشةِ، فسَكَن بها سبْعَ سِنينَ، ثُمَّ قَدِمَ مع جعفرٍ رَضيَ اللهُ عنه، وذلك لَمَّا وصَل كتابُ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى النَّجاشيِّ بعْدَ الحُدَيْبيَةِ، فقَدِمَ مُهاجِرو الحبَشةِ إلى المدينةِ في سفينَتَينِ، فكان أبو موسى وأصحابُه في سفينةٍ، ووصَلوا إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقد افتَتَح خَيْبرَ، وقيل: كان عدَدُهم سبعينَ نفْسًا، ونزَلوا بوادٍ في المدينة يُسمَّى بَقِيعَ بُطْحَانَ، و«البَقيعُ»: المكانُ المتَّسِعُ الَّذي فيه شجرٌ مِن ضُرُوبٍ شتَّى، فكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ كلِّ صَلاةِ عِشاءٍ يَتناوَبُه كُلَّ لَيلةٍ نَفَرٌ مِن أصحابِ السَّفينةِ، و«التَّناوُبُ»: التَّبادُلُ، و«النَّفَرُ»: مِن ثلاثةٍ إلى عشَرةٍ، حتَّى إذا حانَ وقتُ جلوسِ أبي موسى وأصحابِه مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وافَقوه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في شُغلٍ له، قيل: إنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان في تجهيزِ جَيشٍ، وقوله: «فأَعْتَمَ بالصَّلاةِ حتَّى ابْهارَّ اللَّيْلُ»، يعني: انتصَف، وقيل: كثُرتْ ظُلْمتُه، والمرادُ أنَّه أخَّر صَلاةَ العِشاءِ عن أوَّلِ وَقتِها إلى عَتَمةِ اللَّيلِ، فخرَج النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فصلَّى بهم العِشاءَ، فلمَّا قضَى صَلاتَه قال لِمَنْ حضَرَه وصلَّى معه: تأنُّوا وانتظِروا، وقال لهم: «أَبْشِروا»، فافرَحُوا وسُرُّوا بخبَرٍ مُتعلِّقٍ بكم، وفيه بِشارةٌ لكم بالأجرِ الجَزيلِ على صَلاتِكم، وكانتِ البُشْرَى: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لهم: «إنَّ مِن نِعْمةِ اللهِ عليكُم أنَّه ليس أحَدٌ مِنَ النَّاسِ يُصَلِّي هذه السَّاعةَ غَيْرُكم»، أو قال: «ما صَلَّى هذه السَّاعةَ أحَدٌ غَيْرُكم»، والمعنى واحدٌ، وهو أنَّ مِن نعمةِ الله عليكم انفرادَكم بهذه العبادةِ في هذا الوقتِ دُونَ غَيرِكم، وقولُه: «لا يَدْري أيَّ الكَلِمتَينِ قال»، أي: لا يَدْري الرَّاوي بالتَّحديدِ أيُّهما كان قولَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا سمِع أبو موسى ومَن معه رَضيَ اللهُ عنهم بُشرَى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لهم رَجَعوا إلى منازِلهم فَرِحِينَ بها، وسببُ فَرَحِهم هو عِلمُهم باختِصاصِهم بهذه العِبادةِ الَّتي هي نِعمةٌ عُظْمى مُستلزِمة للمَثوبةِ الحُسنى، مع ما أُضيفَ إلى ذلك مِن تَجميعِهم خلْفَ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومع كَونِه مَشغولًا بأمرِ الجَيشِ خرَج إلَيهم، وصلَّى بهم، فحصَل لهمُ الفرحُ بذلك، وازْدادوا فرَحًا ببِشارتِه بتلكَ النِّعمةِ العظيمةِ.
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ الحَديثِ بعْدَ صَلاةِ العِشاءِ.
وفيه: مشروعيَّةُ تأخيرِ العِشاءِ إذا علِم أنَّ بِالقَومِ قُوَّةً على انتِظارِها؛ لِيَحصُلَ لهم فضْلُ الانتِظارِ؛ لأنَّ المنتظِرَ لِلصَّلاةِ في صَلاةٍ.
وفيه: التَّبشيرُ بما يَسُرُّ؛ وبيانُ ما فيه مِن إدخالِ السُّرورِ في قلْبِ المؤمِنِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريقيل لعمر ألا تستخلف قال إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني
صحيح البخاريأن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طريق المدينة وهو جنب
صحيح البخاريكان ابن عمر رضي الله عنهما يجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة قال سالم
صحيح البخاريأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتكئ في حجري وأنا حائض ثم
صحيح البخاريعن سهل بن سعد قال أنزلت وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض
صحيح مسلمما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه أكثر
صحيح البخاريتوفي عبد الله بن عمرو بن حرام وعليه دين فاستعنت النبي صلى الله
صحيح البخاريخرج النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة النهار لا يكلمني ولا أكلمه
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد وهو ابن أربع
صحيح البخاريعن ابن عباس رضي الله عنهما قال رخص للحائض أن تنفر إذا أفاضت قال
صحيح البخاريعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ليس التحصيب بشيء إنما هو منزل
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عشية بعد الصلاة فتشهد وأثنى


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, July 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب