حديث فما لبثنا إلا يسيرا حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم إن

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث أبو سعيد الخدري

«سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ بالمَدِينَةِ، قالَ: يا أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُعَرِّضُ بالخَمْرِ، وَلَعَلَّ اللَّهَ سَيُنْزِلُ فِيهَا أَمْرًا، فمَن كانَ عِنْدَهُ منها شَيءٌ، فَلْيَبِعْهُ، وَلْيَنْتَفِعْ به، قالَ: فَما لَبِثْنَا إلَّا يَسِيرًا حتَّى قالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَرَّمَ الخَمْرَ، فمَن أَدْرَكَتْهُ هذِه الآيَةُ وَعِنْدَهُ منها شَيءٌ، فلا يَشْرَبْ، وَلَا يَبِعْ. قالَ: فَاسْتَقْبَلَ النَّاسُ بما كانَ عِنْدَهُ منها في طَرِيقِ المَدِينَةِ فَسَفَكُوهَا.»

صحيح مسلم
أبو سعيد الخدري
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 1578 -

شرح حديث سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بالمدينة قال يا أيها


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

النَّصيحةُ لازمةٌ للعامَّةِ في أمرِ دِينِها ودُنياها، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أحرَصَ النَّاسِ على أنْ يَنصَحَ لأُمَّتِه في أُمورِ دِينِها ودُنياها.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ رَضِي اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لَمَّا شَعَرَ أنَّه ستُحرَّمُ الخمرُ -وقد كانت حلالًا في أوَّلِ الأمرِ- نَصَحَهم بتَعجيلِ الانتفاعِ بها؛ فخَطَبَ أصحابَه رِضوانُ اللهِ عليهم بالمدينةِ قائلًا: «يا أيُّها النَّاسُ، إنَّ اللهَ تَعالَى يُعَرِّضُ بِالْخَمْرِ»، أي: يَذكُرُها دونَ نهْيٍ أو تَحريمٍ، وهو قولُ اللهِ تعالى: { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا } [ البقرة: 219 ]، وفي قولِه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ } [ النساء: 43 ]، ففي الآيتينِ إشارةٌ وتَلميحٌ إلى أنَّ الخمرَ سيَأْتي يوْمٌ وتُحرَّمُ، فأمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أصحابَهُ ناصِحًا لهمْ أنَّهُ مَن كان عنده شَيءٌ مِنَ الخمرِ، فَلْيَبِعْهُ، أَوْ يَنْتَفِعْ به قبْلَ أنْ يَأتيَ فيها تَحريمٌ لا يَجوزُ مَعَه بَيْعٌ ولا انتفاعٌ؛ وذلك أنَّ بعضَهم كان ممَّن يَعمَلُ ويُتاجِرُ في الخمرِ، وبعضَهم يَحفَظُها ويَخزُنُها، فأراد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنْ يَحفَظَ عليهم أموالَهم، فما مرَّ على نَصيحةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إلَّا وقْتٌ يَسيرٌ حتَّى أنزَلَ اللهُ في كتابِه تَحريمَ الخَمْرِ: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ المائدة: 90 ]، فلمَّا نزَلَت أخبَرَهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ مَن بلَغَتْه هذه الآيةُ، «فَلَا يَشْرَبْ وَلَا يَبِعْ»، فكان كلُّ مَن كان عِندَهُ شَيءٌ مِنَ الخَمرِ أَراقَها في طُرُقِ المدينةِ.
وقد فَهِم الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عنهم مِن نَهيِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عن الشُّربِ والبيعِ أنَّها لا يُنتفَعُ بها بوَجهٍ مِن الوجوهِ، ولذلك بادَروا إلى إراقتِها وإتلافِها، ولو كان فيها مَنفعةٌ مِن المنافعِ الجائزةِ لَنبَّهَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إليها.
وفي الحَديثِ: رِعايةُ وَليِّ الأمْرِ لمَصالحِ أُمَّتِه، والتَّمهيدُ لهم والتَّدرُّجُ في إصدارِ الأحكام، وخاصَّةً فيما يَتعلَّقُ بالأمورِ المتجذِّرةِ في المجتمَعِ.
وفيه: بَيانُ أنَّ المؤمنَ الحقَّ يُسرِعُ الاستجابةَ لأمْرِ اللهِ سُبحانَه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فمطرنا فقال ليصل
صحيح مسلمصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جميعا بالمدينة في غير
صحيح مسلمالطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن أو
صحيح مسلمكان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وسنتين
صحيح مسلمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذننا إذا كان في يوم للمرأة
صحيح مسلمطلقت خالتي فأرادت أن تجد نخلها فزجرها رجل أن تخرج فأتت النبي صلى
صحيح مسلمسألت أنس بن مالك وأنا أرى أن عنده منه علما فقال إن هلال
صحيح مسلمأن سعد بن عبادة الأنصاري قال يا رسول الله أرأيت الرجل يجد مع
صحيح مسلمعن النبي صلى الله عليه وسلم قال في المملوك بين الرجلين فيعتق أحدهما
صحيح مسلمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا
صحيح مسلملما رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة ونحر نسكه وحلق ناول
صحيح البخاريأتى النبي صلى الله عليه وسلم عين من المشركين وهو في سفر فجلس


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, July 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب