حديث إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال أسأل الله

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث أبي بن كعب

«أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كانَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، قالَ: فأتَاهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ القُرْآنَ علَى حَرْفٍ، فَقالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتي لا تُطِيقُ ذلكَ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ القُرْآنَ علَى حَرْفَيْنِ، فَقالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتي لا تُطِيقُ ذلكَ، ثُمَّ جَاءَهُ الثَّالِثَةَ، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ القُرْآنَ علَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ، فَقالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ مُعَافَاتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وإنَّ أُمَّتي لا تُطِيقُ ذلكَ، ثُمَّ جَاءَهُ الرَّابِعَةَ، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ القُرْآنَ علَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فأيُّما حَرْفٍ قَرَؤُوا عليه فقَدْ أَصَابُوا.»

صحيح مسلم
أبي بن كعب
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 821 -

شرح حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار قال


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

القرآنُ الكريمُ كَلامُ اللهِ سُبحانه المُنزَّلُ على نَبيِّه محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وقدْ يسَّر اللهُ قِراءتَه على النَّاسِ ليَتدبَّروا آياتِه، ومِن صُوَرِ هذا التَّيسيرِ والتَّوسيعِ أنَّه أجاز قِراءتَه على سَبعةِ أحرُفٍ، وعلى قِراءاتٍ علَّمَها لنَبيِّه، وعلَّمَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لأصحابِه رَضِي اللهُ عنهم، الَّذين نَقَلوا هذه القراءاتِ إلى مَن بعْدَهم.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أُبَيُّ بنُ كَعبٍ رَضِي اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كانَ عِندَ «أَضاةِ بَني غِفارٍ»، وَالأضاةُ: المَاءُ المُستنقَعُ، قيل: هي مَكانٌ في مكَّةَ؛ لأنَّ غِفارَ قَبيلةٌ مِن كِنانةَ، ومَوضعُهم قَريبٌ مِن مكَّةَ، وقيل: مَوضعٌ بالمدينةِ النَّبويَّةِ يُنسَبُ إلى بَني غِفارٍ؛ لأنَّهم نَزَلوا عنده.
فجاءه جِبريلُ عليه السَّلامُ -وهو الملَكُ الموكَّلُ بالوَحيِ- فقال: »إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَأمُرُك أنْ تُقرِئَ أُمَّتَك القُرآنَ» والمرادُ بها أُمَّةُ الإجابةِ، »على حَرفٍ»، أي: عَلى وَجهٍ واحدٍ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: »أسْألُ اللهَ مُعافاتَه ومَغفرَتَه»، أي: أسألُ اللهَ تَعالَى تَسهيلَه وتَيسيرَه وغُفرانَه لهم، وسُؤالُه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم المغفرةَ لمخافةِ وُقوعِ التَّقصيرِ منهم فيما يَلزَمُهم في القراءةِ، ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: »وإنَّ أُمَّتي لا تُطيقُ ذَلكَ»، أي: لا تُطيقُ أنْ يَتَّفِقوا عَلى حَرفٍ واحدٍ لِاختِلافِ لَهجاتِهم، فَجَمْعُهُم عَلى لَهجةٍ واحِدةٍ فيه مَشقَّةٌ عليهم، وفيه ثِقَلٌ على لِسانِهم، ثُمَّ جاءه جِبريلُ عليه السَّلامُ في المرَّةِ الثَّانيةِ، وأخبَرَه أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَأمُرُه أنْ يَقرَأَ أُمَّتُه القُرْآنَ علَى حَرْفَيْنِ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مِثلَ ما قال في المرَّةِ الأُولى، ثمَّ جاءه جِبريلُ في المرَّةِ الثَّالثةِ وأخبَرَه أنَّ اللهَ يَأمُرُه أنْ تَقرَأَ أُمَّةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على ثَلاثةِ أحرفٍ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مِثلَ ما قال في المرَّتينِ السَّابقتينِ، ثُمَّ جاءَهُ جِبريلُ عليه السَّلامُ في المرَّةِ الرَّابعةِ، فقال: «إنَّ اللهَ يَأمُرُك أنْ تَقرَأَ أُمَّتُك القُرآنَ عَلى سَبعةِ أحرُفٍ»، فَيَقرأُ كُلٌّ بما يُناسِبُه ويَسهُلُ عليه؛ «فأيُّما حَرفٍ قَرَؤوا عليه فَقدْ أصابوا» ووافَقُوا الصَّوابَ وكَفاهم وأجْزَأَهم، وقولُه: «سَبعةِ أحرفٍ»، أي: نزَلَ بسَبعةِ أوجُهٍ، أو سَبْعِ لَهَجاتٍ، والمرادُ منها التَّسهيلُ والتَّيسيرُ، وقيل: أُنزِلَ القرآنُ أوَّلًا بلِسانِ قُريشٍ ومَن جاورَهم مِن العربِ الفُصحاءِ، ثُمَّ أُبيحَ للعربِ أنْ يَقرؤوه بلُغاتِهم الَّتي جرَتْ عادتُهم باستعمالِها على اختِلافِهم في الألفاظِ والإعرابِ، ولم يُكلَّفْ أحدٌ منهم الانتقالَ مِن لُغتِه إلى لُغةٍ أُخرى للمَشقَّةِ، ولِمَا كان فيهم مِن الحَمِيَّةِ، ولطلَبِ تَسهيلِ فَهْمِ المرادِ، وهذه الإباحةُ المذكورةُ لم تقَعْ بالتَّشهِّي بحيثُ يُغيِّرُ كلُّ أحدٍ الكلمةَ بمُرادفِها في لُغتِه، بلِ المُراعَى في ذلك السَّماعُ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.
وفي الحَديثِ: حِرصُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَلى التَّخفيفِ وَالتَّيسيرِ عَلى أُمَّتِه.
وفيه: رَحمَةُ اللهِ تَعالى بعِبادِه بأنْ خَفَّف عنهم، وأنزَلَ القُرآنَ عَلى سَبعَةِ أحرُفٍ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر بالمخمص فقال إن هذه
صحيح مسلمثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن
صحيح مسلمسألت أنس بن مالك عن التطوع بعد العصر فقال كان عمر يضرب الأيدي
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائما ثم يجلس ثم
صحيح مسلمعن كعب بن عجرة قال دخل المسجد وعبد الرحمن ابن أم الحكم يخطب
صحيح مسلمكنت أصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات فكانت صلاته قصدا وخطبته
صحيح مسلمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته
صحيح مسلمأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قوما يكونون في أمته يخرجون في
صحيح مسلمكان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج
صحيح مسلمسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يلبي بالحج والعمرة جميعا قال بكر فحدثت
صحيح مسلمكنت عند جابر بن عبد الله فأتاه آت فقال إن ابن عباس وابن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, July 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب