حديث إني أرى هذا خبر جاءه من السماء فذاك الذي أدخله ثم خرج

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث أبو هريرة

«احْشُدُوا؛ فإنِّي سَأَقْرَأُ علَيْكُم ثُلُثَ القُرْآنِ، فَحَشَدَ مَن حَشَدَ، ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، ثُمَّ دَخَلَ، فقالَ بَعْضُنا لِبَعْضٍ: إنِّي أُرَى هذا خَبَرٌ جاءَهُ مِنَ السَّماءِ، فَذاكَ الذي أدْخَلَهُ، ثُمَّ خَرَجَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: إنِّي قُلتُ لَكُمْ سَأَقْرَأُ علَيْكُم ثُلُثَ القُرْآنِ، ألَا إنَّها تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ.»

صحيح مسلم
أبو هريرة
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 812 -

شرح حديث احشدوا فإني سأقرأ عليكم ثلث القرآن فحشد من حشد ثم خرج نبي


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

سُورةُ الإخْلاصِ سُورةٌ عَظيمةٌ على قِلَّةِ عدَدِ كَلِماتِها؛ فهي تَحْتوي على مَعانٍ عَظيمةٍ وجَليلةٍ، ففيها تَمْحيصُ مَعنى التَّوْحيدِ للهِ، وإفرادِه بالعبادةِ واللُّجوءِ إليه، ونَفْيِ الوَلَدِ والوَالِدِ عنه سُبحانَه وتَعالى، وهذا أحدُ المَحاوِرِ الرَّئيسةِ الَّتي يَدْعو إليها القُرآنُ.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لأصْحابِه: «احَشُدُوا»، أي: اجْتَمِعوا، وهذا الأمرُ يَدُلُّ على أنَّه سيُخبِرُهم بأمْرٍ عَظيمٍ؛ وهو أنَّه سيَقرأُ عليهم مِنَ القُرآنِ ثُلُثَه حَقيقةً، أو ما يُعادِلُ ثُلُثَه في المَعنى والأجْرِ، فاجْتَمعَ مَنِ اجتَمَعَ منَ النَّاسِ، ثُمَّ خرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقَرأَ عليهم سُورةَ الإخْلاصِ فقطْ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }، ثمَّ دخَلَ إلى حُجرتِه، فلمَّا رأَوْا أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يَقرَأْ سِوى هذه السُّورةِ، ولم يَقرَأْ ثُلُثَ القرآنِ في الكَمِّ وعددِ الآياتِ، ظنُّوا أنَّه دخَلَ؛ لأنَّ الوَحيَ يَنزِلُ عليه، وأنَّه سيَخرُجُ بعدَ ذلك ويُسمِعُهم باقيَ ثُلُثِ القرآنِ، ثمَّ خرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علِمَ بما يَدورُ في أذْهانِ النَّاسِ، وأنَّهم يَنتظِرونَ أنْ يَسمَعوا منه بقيَّةَ ثُلُثِ القرآنِ، فأخْبَرَهم أنَّ سورةَ الإخْلاصِ تَعدِلُ وتُساوي ثُلُثَ القُرآنِ في الأجْرِ والثَّوابِ، فَيَحصُلُ لقارئِها ثوابُ قراءةِ ثُلُثِ القرآنِ، وهي تُساوِي ثُلُثَ القرآنِ بِاعتِبارِ مَعَانِيهِ؛ فإنَّ القرآنَ فيه أحْكامٌ، وأخْبارٌ، وتَوحيدٌ، والتَّوحيدُ يَدخُلُ فيه مَعرفةُ أسْماءِ اللهِ تعالى وصِفاتِه، وَقَدِ اشتَمَلَتْ هي على القِسْمِ الثَّالثِ ( التَّوْحيدِ )؛ فكانتْ ثُلُثًا بهذا الاعْتبارِ، وفي روايةٍ في صَحيحِ مُسلِمٍ: «إنَّ اللهَ جَزَّأَ القرآنَ ثلاثةَ أجزاءٍ، فجَعَلَ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } جُزءًا من أجزاءِ القرآنِ»؛ وذلك لأنَّها اشتمَلَتْ على اسمَينِ من أسْماءِ اللهِ تعالى، مُتضَمِّنَينِ كُلَّ أوْصافِ الكَمالِ، ولم يُوجَدَا في غيرِها من سُوَرِ القُرآنِ، وهما: الأَحَدُ، والصَّمَدُ؛ فإنَّهما يَدُلَّانِ على ذَاتِ اللهِ المَوْصوفةِ بجَميعِ أوْصافِ الكَمالِ، وبيانُ ذلك: أنَّ الأحَدَ يُشعِرُ بِوُجودِهِ الخاصِّ، الَّذي لا يُشارِكُهُ فيه أحَدٌ غيرُهُ، والصَّمَدَ يُشعِرُ بجَميعِ أوْصافِ الكَمالِ؛ لأنَّهُ الَّذي بلَغَ سُؤْدُدُه إلى مُنتهَى الرِّفْعةِ والكَمالِ، والَّذي يَحْتاجُ إليه جميعُ الخَلائقِ، وهو لا يَحتاجُ إلى أحَدٍ سُبحانَه.
وفي الحَديثِ: حُسنُ تَعليمِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصْحابِه، وأَدبُ الصَّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهم مَعَه.
وفيه: بَيانُ فَضلِ سُورةِ الإخْلاصِ، وأنَّها تَعدِلُ ثُلُثَ القرآنِ في الأجْرِ والجَزاءِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمقلب الشيخ شاب على حب اثنتين طول الحياة وحب المال
صحيح مسلمثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة المنان الذي لا يعطي شيئا إلا منه
صحيح مسلمإن بعدي من أمتي أو سيكون بعدي من أمتي قوم يقرؤون القرآن لا
صحيح مسلمثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم قال أبو معاوية ولا ينظر
صحيح مسلمسألت عائشة قلت بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا
صحيح ابن حبانالماء من الماء
صحيح الجامعإنما الماء من الماء
صحيح مسلمإنما الماء من الماء
صحيح الجامعتوضؤوا مما مست النار
صحيح ابن حبانخرج النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية في بضع عشر مئة من
صحيح البخاريصالح النبي صلى الله عليه وسلم المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء على
صحيح مسلمكنت عند سعيد بن جبير فقال أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة قلت


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, July 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب