حديث أرى عبد الله رجلا صالحا

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث عبدالله بن عمر

«رَأَيْتُ في المَنَامِ كَأنَّ في يَدِي قِطْعَةَ إسْتَبْرَقٍ، وَليسَ مَكَانٌ أُرِيدُ مِنَ الجَنَّةِ إلَّا طَارَتْ إلَيْهِ، قالَ فَقَصَصْتُهُ علَى حَفْصَةَ، فَقَصَّتْهُ حَفْصَةُ علَى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَرَى عَبْدَ اللهِ رَجُلًا صَالِحًا.»

صحيح مسلم
عبدالله بن عمر
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 2478 - أخرجه البخاري (1156) باختلاف يسير

شرح حديث رأيت في المنام كأن في يدي قطعة إستبرق وليس مكان أريد من


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

رأَيْتُ علَى عَهْدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَأنَّ بيَدِي قِطْعَةَ إسْتَبْرَقٍ، فكأنِّي لا أُرِيدُ مَكانًا مِنَ الجَنَّةِ إلَّا طارَتْ إليْه، ورَأَيْتُ كأنَّ اثْنَيْنِ أَتَيانِي أَرادَا أَنْ يَذْهَبَا بي إلى النَّارِ، فَتَلَقَّاهُما مَلَكٌ، فَقالَ: لَمْ تُرَعْ، خَلِّيَا عنْه، فَقَصَّتْ حَفْصَةُ علَى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إحْدَى رُؤْيَايَ، فَقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نِعْمَ الرَّجُلُ عبدُ اللَّهِ لو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ.
فَكانَ عبدُ اللَّهِ رَضيَ اللهُ عنه يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ.
وكَانُوا لا يَزالُونَ يَقُصُّونَ علَى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرُّؤْيَا أنَّهَا في اللَّيْلَةِ السَّابِعَةِ مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ، فَقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَرَى رُؤْيَاكُمْ قدْ تَوَاطَأَتْ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، فمَن كانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1156 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه مسلم ( 2479 ) باختلاف يسير



الرُّؤيا الصَّالحةُ جَعَلها اللهُ تعالَى بُشْرى لِصاحبِها في الدُّنْيا والآخِرةِ، وهي عَلامةٌ على صَلاحِ العَبدِ.
وفي هذا الحَديثِ يَحكي عَبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه رَأى في مَنامِه على عهْدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه مُمسِكٌ قِطعةَ إستبرَقٍ، وهو السَّميكُ مِن الحريرِ، أو الحريرُ المنسوجُ بخُيوطِ الذَّهبِ.
قال: فكأنِّي لا أُريدُ مَكانًا مِن الجنَّةِ إلَّا طارَتْ بي وأوصَلَتْني إليه، ورَأيتُ كأنَّ اثنينِ -والمرادُ بهما مَلَكانِ، كما في رِوايةِ الصَّحيحَينِ- أتَيَانِي، وأرادَا أنْ يَذهَبا بي إلى النَّارِ، فلقِيَهما مَلَكٌ آخَرُ مِن الملائكةِ، فقال لي: لم تُرَعْ، يعني: لا خَوفَ عليك ولا ضَرَرَ، ثمَّ أمَرَهما الملَكُ وقال لهما: أَطلِقاه واتْرُكاه.
فحكَى عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنها رُؤياهُ لِأُختِه حَفصةَ أمِّ المؤمنينَ رَضيَ اللهُ عنها، وهذا مِن استِحيائِه مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يقُصَّها عليه بنفْسِه.
وقولُه: «إحْدى رُؤياي» مَحمولٌ على أنَّها قَصَّتْ رُؤيا القِطعةِ مِن الحَريرِ أوَّلًا، ثمَّ قَصَّتْ رُؤيا النارِ بعْدَ ذلك، وأنَّ التَّقديرَ: قَصَّت إحْدى رُؤياي أوَّلًا، فلا يكونُ لقولِه: «إحدى» مَفهومٌ.
وهذا التَّأويلُ للجمْعِ بيْن الرِّواياتِ المختلفةِ التي أفادتْ أنَّها قَصَّت على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رُؤيا القِطعةِ مِن الحريرِ، وأُخرى أفادتْ أنَّها قَصَّتْ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رُؤيا النارِ.
فعقَّبَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على تِلك الرُّؤيَا بقولِه: «نِعمَ الرَّجُلُ عبدُ اللهِ، لو كان يُصلِّي مِن اللَّيلِ»، فتَمنَّى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لعبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنْ يكونَ قِيامُ اللَّيلِ مِن تَتمَّةِ أعمالِه الصَّالحةِ.
وإنَّما فسَّرَ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذه الرُّؤيا بما هو مَمدوحٌ؛ لأنَّه عُرِضَ على النارِ ولم يَقَعْ فيها، بلْ عُوفِيَ منها، وقيل له: لا رَوعَ عليك؛ إنَّما ذُكِّرتَ بها فقطْ؛ وذلك لصَلاحِه، ثمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نظَرَ في أحوالِ عَبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنه، فلم يَرَ شَيئًا يَغفُلُ عنه مِن الفرائضِ فيُذكَّرَ بالنارِ، وعَلِمَ مَبيتَه في المسجدِ، وأنَّه لا يُقيمُ اللَّيلَ، فعَبَرَ الرُّؤيا بذلك، ونبَّهَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أنَّ قِيامَ اللَّيلِ ممَّا يَتَّقي به النارَ.
فلمَّا سَمِع عَبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما تَفسيرَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للرُّؤيا، كان يُصلِّي قَدْرًا مِن اللَّيلِ ولا يَدَعُه.
ثمَّ أخبَرَ أنَّ الصَّحابةَ كانوا لا يَزالون يَقصُّون ويَحكُون للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرُّؤى التي رَأَوها فيما يَتعلَّقُ بلَيلةِ القَدْرِ، وأنَّها تكونُ في اللَّيلةِ السَّابعةِ مِن العَشرِ الأواخِرِ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أرَى رُؤياكم قد تَواطأَتْ»، أي: توافَقَتْ في كَونِ لَيلةِ القدْرِ في العَشْرِ الأواخِرِ، فمَن كان طالبًا وباحثًا عن لَيلةِ القدْرِ، فلْيَتحَرَّها ويَقصِدْها ويَجتهِدْ في طَلبِها في العَشرِ الأواخِرِ مِن رَمَضانَ.
وفي الحَديثِ: فَضلُ ابنِ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما، وصَلاحُه، وحُسنُ سِيرتِه.
وفيه: التَّرغيبُ في صَلاةِ اللَّيلِ.
وفيه: أنَّ تَوافُقَ جَماعةٍ على رُؤيَا واحدةٍ دالٌّ على صِدقِها وصِحَّتِها، كما تُستفادُ قوَّةُ الخَبرِ مِن التَّوارُدِ على الإخبارِ به مِن جَماعةٍ.
وفيه: حِرصُ الصَّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهم على فَضائلِ الأعمالِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلملما أصيب عمر جعل صهيب يقول وا أخاه فقال له عمر يا صهيب
صحيح مسلملما طعن عمر أغمي عليه فصيح عليه فلما أفاق قال أما علمتم أن
صحيح مسلمتوفيت ابنة لعثمان بن عفان بمكة قال فجئنا لنشهدها قال فحضرها ابن عمر
صحيح مسلمكنت جالسا إلى جنب ابن عمر ونحن ننتظر جنازة أم أبان بنت عثمان
صحيح مسلمإن الميت يعذب ببكاء الحي
صحيح مسلمقام النبي صلى الله عليه وسلم لجنازة مرت به حتى توارت
صحيح مسلمقام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لجنازة يهودي حتى توارت
صحيح مسلممرت جنازة فقام لها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمنا معه فقلنا
صحيح مسلمأن قيس بن سعد وسهل بن حنيف كانا بالقادسية فمرت بهما جنازة فقاما
صحيح مسلمإذا رأى أحدكم الجنازة فليقم حين يراها حتى تخلفه إذا كان غير متبعها
صحيح مسلمإذا رأى أحدكم الجنازة فإن لم يكن ماشيا معها فليقم حتى تخلفه أو
صحيح مسلمإذا رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى تخلفكم أو توضع


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب