حديث كان لي على النبي صلى الله عليه وسلم دين فقضاني وزادني

أحاديث نبوية | سنن أبي داود | حديث جابر بن عبدالله

«كان لي على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَيْنٌ، فقضاني وزادني.»

سنن أبي داود
جابر بن عبدالله
أبو داود
سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]

سنن أبي داود - رقم الحديث أو الصفحة: 3347 - أخرجه مطولاً البخاري (443)، ومسلم (715) واللفظ له

شرح حديث كان لي على النبي صلى الله عليه وسلم دين فقضاني وزادني


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كُنْتُ مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فَكُنْتُ علَى جَمَلٍ ثَفَالٍ إنَّما هو في آخِرِ القَوْمِ، فَمَرَّ بي النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: مَن هذا؟ قُلتُ: جَابِرُ بنُ عبدِ اللَّهِ، قالَ: ما لَكَ؟ قُلتُ: إنِّي علَى جَمَلٍ ثَفَالٍ، قالَ: أَمعكَ قَضِيبٌ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: أَعْطِنِيهِ، فأعْطَيْتُهُ، فَضَرَبَهُ، فَزَجَرَهُ، فَكانَ مِن ذلكَ المَكَانِ مِن أَوَّلِ القَوْمِ، قالَ: بِعْنِيهِ، فَقُلتُ: بَلْ هو لكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: بَلْ بِعْنِيهِ، قدْ أَخَذْتُهُ بأَرْبَعَةِ دَنَانِيرَ، ولَكَ ظَهْرُهُ إلى المَدِينَةِ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ المَدِينَةِ أَخَذْتُ أَرْتَحِلُ، قالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قُلتُ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً قدْ خَلَا منها، قالَ: فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وتُلَاعِبُكَ، قُلتُ: إنَّ أَبِي تُوُفِّيَ وتَرَكَ بَنَاتٍ، فأرَدْتُ أَنْ أَنْكِحَ امْرَأَةً قدْ جَرَّبَتْ خَلَا منها، قالَ: فَذلكَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ، قالَ: يا بلَالُ، اقْضِهِ وزِدْهُ، فأعْطَاهُ أَرْبَعَةَ دَنَانِيرَ، وزَادَهُ قِيرَاطًا.
قالَ جَابِرٌ: لا تُفَارِقُنِي زِيَادَةُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
فَلَمْ يَكُنِ القِيرَاطُ يُفَارِقُ جِرَابَ جَابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2309 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 2309 )، ومسلم ( 715 )



كان مِن أخلاقِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في السَّفَرِ أنْ يَتأخَّرَ عن الرَّكْبِ حتَّى يَرْفُقَ بمَن معه، ويَحمِلَ الضَّعيفَ، ويَحُثَّ المُتأخِّرَ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضِي اللهُ عَنْهما أنَّه كان مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، قيل: كان ذَلَك في فَتْحِ مكَّةَ، وإنَّهم كانوا راجِعينَ منها إلى المدينةِ، وكان يَركَبُ على جَمَلٍ ثَفالٍ، أي: ثَقِيلٍ بَطيءِ السَّيرِ، وكان مُتأخِّرًا عن الرَّكبِ بسَببِ ذلك الجَمَلِ، فمَرَّ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في هذه الحالِ، فسَأَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن هذا المُتأخِّرُ عن الرَّكْبِ؟ فأخبَرَه أنَّه جابرُ بنُ عبدِ الله، فسَأَلَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما سَببُ تَأخُّرِكَ في المَسيرِ؟ فأخْبَرَه أنَّه يَركَبُ على جَملٍ ثَقيلٍ لا يَنبعِثُ إلَّا كَرْهًا، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أَمَعكَ قَضِيبٌ؟» أي: عَصًا أو سَوطٌ، فأجابَه جابرٌ رَضيَ اللهُ عنه بنَعَمْ، فأمَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُعطِيَه إيَّاهُ، فأَعْطى جابرٌ تِلك العَصا التي كانت معه للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فضَرَبَ بها ذلك الجَمَلَ البَطِيءَ يَزجُرُه ويَحُثُّه على السَّيرِ، فأَسْرَعَ الجَمَلُ مِن المَوضِعِ الَّذي ضَرَبه وزَجَره فيه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَصْبَح في أوَّلِ الرَّكْبِ بَعْدَ أنْ كان في آخِرِهم، وذلك ببَركةِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فطَلَبَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن جابرٍ شِراءَ هذا الجَملِ الَّذي يَركَبُه، فقال جابرٌ: «بَلْ هو لكَ يا رَسولَ اللهِ» مِن غَيرِ بَيعٍ، فلم يَقْبَلْه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منه إلَّا بَيعًا، فاشْتَراه منه بأربعةِ دَنانيرَ على أنْ يَبقَى راكبًا عليه ومُنتفِعًا به إلى أنْ يَأتِيَ المدينةَ، فيَقْبِضَه منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
فلمَّا اقتَرَبوا مِن المدينةِ أخَذَ جابرٌ في الانفصالِ عن القومِ مُتوجِّهًا إلى مَنْزلِه مُسرِعًا، فسَأَلَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن وِجهَتِه، فقال للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّه كان قدْ تَزوَّجَ امرأةً ماتَ عنها زَوجُها، إشارةً إلى أنَّها ثَيِّبٌ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «فهَلَّا جاريةً تُلاعِبُها وتُلاعِبُكَ» أي: بِكْرًا، والمرادُ بها التي لم يَسبِقْ لها الزَّواجُ؛ فإنَّ الثَّيِّبَ قدْ تكونُ مُتعلِّقةَ القَلْبِ، بخِلافِ الصَّغيرةِ التي لم يَسْبِقْ لها الزَّواجُ؛ فإنَّ قَلْبَها غالبًا ما يَتعلَّقُ بأوَّلِ زَوْجٍ لها، فتَنْشَطُ له وتَسْعى في سَعادتِه، وغيرِ ذلك مِن المواصَفاتِ التي تُعرَفُ بها البِكْرُ، وتَتَقدَّمُ بها على الثَّيِّبِ، فأخْبَرَه جابرٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ السَّببَ في تَزوُّجِه ثَيِّبًا ما له مِن عُذْرٍ؛ وهُنَّ الأخواتُ الصِّغارُ اللَّائي مات أبوهُ وتَرَكَهنَّ له، ويَحْتجْنَ إلى الرِّعايةِ والتَّربيةِ، والتي لا تَقدِرُ البنتُ البِكْرُ على تَحمُّلِ ذلك، ولا تَعرِفُه؛ ولذلك فقدْ تَزوَّجَ امرأةً سَبَق لها مِن التَّجارِبِ التي تَقْوَى بها على رِعايتِهنَّ وتَربيتِهنَّ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «فذلك»، أي: يُبارِكُ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على زَواجِه، وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّ مَن أرادَ الزَّواجَ يَحسُنُ به أنْ يَجعَلَ اختيارَه في المرأةِ التي تَصلُحُ فيه وفي أهْلِه.
فلمَّا رَجَعوا إلى المدينةِ دَفَعَ جابرٌ بالجَملِ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليُسلِّمَه له، فأَمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِلالًا أنْ يَدْفَعَ له ثَمَنَ الجَمَلِ الَّذي اشْتَراه مِنْه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأنْ يَزيدَه، فأَعْطى بِلالٌ لجابرٍ أربعةَ دَنانيرَ، وزادَهُ قِيراطًا؛ وذلك لأنَّ بلالًا كان يَتولَّى نَفَقاتِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والقِيراطُ: نَصْفُ عُشْرِ الدِّينارِ، وقيل غيرُ ذلك، قال جابرٌ: «لا تُفارِقني زِيادةُ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ»، فاحْتَفَظَ بالقِيراطِ ولم يَصْرِفْهُ.
قال عَطاءُ بنُ أَبِي رَباحٍ: «فلم يَكُن القِيراطُ يُفارِقُ جِرابَ جابرِ بنِ عبدِ الله»، والجِرابُ: ما يُحمَلُ فيه مِن مَتاعٍ.
وفي الحديثِ: بَيانٌ لجانبٍ مِن تَواضُعِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحُسنِ عِشرتِه لأصحابِه، وتَفقُّدِه لأحوالِهم، ورِعايتِه لمَصالحِهم.
وفيه: تَفضيلُ زَواجِ البِكرِ على الثَّيِّبِ.
وفيه: فَضيلةٌ لجابرٍ رَضيَ اللهُ عنه، وشَفقتُه على أخواتِه، وإيثارُه مَصلحتَهنَّ على حَظِّ نفْسِه.
وفيه: خِدمةُ المرأةِ لأهلِ زَوجِها، ورِعايتُها لأَخواتِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمعن علي بن ربيعة قال أول من نيح عليه بالكوفة قرظة بن كعب
صحيح الجامعهو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد
صحيح النسائيقالت عائشة إن الالتفات في الصلاة اختلاس يختلسه الشيطان من الصلاة
صحيح النسائيسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال اختلاس
صحيح ابن حبانسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال
صحيح الترمذيسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة قال
صحيح أبي داودعن عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحيح البخاريسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال هو
صحيح البخاريسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في الصلاة فقال هو
صحيح الجامعمن أدركه ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح
صحيح الجامعإذا أدرك أحدكم سجدة من صلاة العصر قبل أن تغرب الشمس فليتم صلاته
صحيح أبي داودمن أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب