حديث من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فإذا شهد أمرا فليتكلم بخير أو ليسكت

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث أبو هريرة

«مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، فَإِذَا شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بخَيْرٍ، أَوْ لِيَسْكُتْ، وَاسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ، فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أَعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا.»

صحيح مسلم
أبو هريرة
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 1468 - أخرجه البخاري (3331)، ومسلم (1468).

شرح حديث من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فإذا شهد أمرا فليتكلم بخير أو


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أرشَدَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى التَّحَلِّي بِالآدابِ والأخْلاقِ الَّتي تَزيدُ الأُلفةَ والمَوَدَّةَ بينَ المُسلِمينَ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ «مَن كانَ يُؤمِنُ باللهِ» الَّذي خَلَقَه إيمانًا كامِلًا، اعتِقادًا وعَملًا، وذلك بأنْ يَشهَدَ أنَّه لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ، ويَلتزمَ بأركانِ الإيمانِ ومَجموعِ خِصالِه مِنَ القَولِ والعَملِ.
ويُؤمِنُ «باليَومِ الآخِرِ» وهو يومُ القِيامةِ، الَّذي إليه مَعادُه، وفيه مُجازاتُه بعَمَلِه، وخصَّ الإيمانَ باللهِ واليَومِ الآخِرِ مِن بَينِ سائرِ ما يجِبُ الإيمانُ به؛ للإشارةِ إلى المَبْدأِ والمَعادِ، يَعني: إذا آمَنَ باللهِ الَّذي خلَقَه، وأنَّه يُجازيهِ يومَ القِيامةِ بالخَيرِ والشَّرِّ، فلْيَقُلْ خَيرًا أو ليَصمُتْ، والمقصودُ بهذه الصِّيغةِ: الحثُّ والإغْراءُ على التزامِ الأمْرِ أو النَّهيِ الآتِي في الحَديثِ.
«إذا شهِدَ أمرًا» على الإطْلاقِ، سواءٌ كانَ أمرًا بينَ اثنَينِ أو جَماعةٍ ونحوَه، واقْتَضى الحالُ أنْ يتكلَّمَ في ذلك الأمْرِ، فلْيَنظُرْ، فإنْ كانَ في كَلامِه خيرٌ، فلْيتكلَّمْ، وإلَّا فلْيَسكُتْ.
وكانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُوصِي الرِّجالَ بمُعاشَرةِ زَوْجاتِهم بالمعْروفِ مِمَّا أمَرَ به الإسْلامُ، ولَمَّا كانَ في النِّساءِ عِوَجًا بأَصْلِ خِلقَتِهنَّ، نبَّهَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على ذلك، فقال: «استَوْصُوا بالنِّساءِ»، وزادَ في رِوايةِ البُخاريِّ: «خَيرًا»، يَعني: تَواصَوْا فيما بيْنَكم بالإحْسانِ إليهِنَّ؛ «فإنَّ المرأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ»، والضِّلَعُ أحدُ عِظامِ الصَّدرِ، والمَعنى: أنَّ في خَلقِهنَّ عِوَجًا مِن أصْلِ الخِلْقةِ، «وإنَّ أعوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاه»، فوصَفَها بذلك للمُبالَغةِ في وصْفِ الاعْوِجاجِ، وللتَّأْكيدِ على مَعنى الكَسرِ؛ لأنَّ تَعذُّرَ الإقامةِ في الجِهةِ العُلْيا أمْرُه أظهَرُ، وقيلَ: يَحتمِلُ أنْ يكونَ ذلك مَثَلًا لأعْلى المرْأةِ؛ لأنَّ أعْلاها رأْسُها، وفيه لِسانُها، وهو الَّذي يَنشأُ منه الاعْوِجاجُ، وقيلَ: إنَّ صِيغةَ «أَعوَج» هاهنا مِن بابِ الصِّفةِ، لا مِن بابِ اسْمِ التَّفْضيلِ؛ لأنَّ أفعَلَ التَّفْضيلِ لا يُصاغُ منَ الألْوانِ والعُيوبِ، فإذا أرَدْتَ أنْ تُقيمَ الضِّلَعَ وتَجعَلَه مُستَقيمًا؛ فإنَّه يَنكَسِرُ، وكذلك المرْأةُ إنْ أَردْتَ منها الاسْتقامةَ التَّامَّةَ في الخُلُقِ أدَّى الأمرُ إلى كَسْرِها وهو طَلاقُها، كما في رِوايةِ مُسلِمٍ.
«وإنْ تَركْتَه لم يَزلْ أعْوجَ» على حالِه الَّتي خُلِقَ عليها، فلا يَقبَلُ الإقامةَ، وهذا ضرْبُ مَثَلٍ لِما في أخْلاقِ النِّساءِ مِنَ الِاعْوجاجِ، فإنْ أُرِيدَ مِنهنَّ الاسْتقامةُ ربَّما أفْضَى ذلك إلى الطَّلاقِ، ثُمَّ قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «فاستَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا»،  يَعني: أنَّه لا سَبيلَ إلَّا بالصَّبرِ على هذا الاعْوِجاجِ، فيَجِبُ الصَّبرُ عليه والإحْسانُ إليهنَّ، وحُسنُ مُعاشَرتِهنَّ معَ ذلك.
أو كأنَّ فيه رمْزًا إلى التَّقْويمِ برِفقٍ، بحيثُ لا يُبالِغُ فيه فيُكسَرُ، ولا يَترُكُه فيَستمِرُّ على عوَجِه، والحاصلُ أنَّه لا يَترُكُها على الاعْوجاجِ إذا تَعدَّتْ ما طُبِعَتْ عليه مِنَ النَّقصِ إلى تَعاطي المَعْصيةِ بمُباشَرتِها، أو تَركِ الواجبِ، وإنَّما المرادُ أنْ يَترُكَها على اعْوجاجِها في الأُمورِ المُباحةِ.
وفي الحَديثِ: إرْشادٌ إلى مُراعاةِ اللِّسانِ وحِفظِه منَ اللَّغوِ.
وفيه: المُداراةُ لاسْتِمالةِ النُّفوسِ وتَألُّفِ القُلوبِ.
وفيه: سِياسةُ النِّساءِ بأخْذِ العفْوِ عنهنَّ والصَّبرِ على عِوَجِهنَّ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمسيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم
صحيح مسلمأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج وأما أبو شهاب ففي روايته
صحيح مسلمسمعت عثمان بن عفان وهو بفناء المسجد فجاءه المؤذن عند العصر فدعا بوضوء
صحيح البخاريسمع عثمان بن عفان خطبنا على منبر النبي صلى الله عليه وسلم
صحيح مسلملما اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال دخلت المسجد فإذا
صحيح مسلمأنه رقد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستيقظ فتسوك وتوضأ وهو
صحيح البخاريكتب أبو بكرة إلى ابنه وكان بسجستان بأن لا تقضي بين اثنين وأنت
صحيح أبي داودلا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة
صحيح الترمذيلا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة
سنن الترمذيلا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة
صحيح أبي داودفما الإسلام قال إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت
صحيح أبي داودأتيت أبي بن كعب فقلت له وقع في نفسي شيء من


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب