شرح حديث هل بها وثن أو عيد من أعياد الجاهلية قال لا
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَريصًا على سَدِّ كلِّ ذَريعةٍ تَمسُّ جَنابَ التَّوحيدِ أو تُخِلُّ به؛ إذ توحيدُ اللهِ تعالى وإفرادُه بالعُبوديَّةِ أوَّلُ مَطلوبٍ وأعظمُه.
وهذا الحَديثُ مُخْتَصَرٌ مِنْ روايةٍ أُخْرى، فيها: أنَّ رَجُلًا جاء إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي نَذَرتُ إنْ وُلِدَ لي وَلَدٌ ذَكَرٌ أنْ أَنْحَرَ"، أي: أَذْبَحَ، "على رأسِ بُوانَةَ"، وهي هَضَبةٌ أَسْفَلَ مَكَّةَ، "عِدَّةً مِنَ الغَنَمِ"، أي: مَجْموعةً مِنَ الأغنامِ الضَّأنِ أو الماعِزِ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "هل بها وَثَنٌ"، أي: هل بها أصنامٌ؟ "أو عيدٌ مِنْ أعيادِ الجاهِليَّةِ"، أي: هل بها أشياءُ مِنَ الَّتي كنتُمْ تُقَدِّسونها في الجاهليَّةِ؟ فقال الرَّجُلُ: لا، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أَوفِ بنَذْرِكَ"، أي: افْعَلْ ما نَذَرْتَ واذْبَحِ الغَنَمَ.
وفي الرِّوايةِ الكامِلةِ لهذا الحديثِ: "فجَمَع الرَّجُلُ الأغنامَ فجَعَل يَذْبَحُها، فانْفَلَتَتْ منها شاةٌ، فطَلَبَها وهو يقولُ: اللهُمَّ أَوْفِ عَنِّي نَذْري، فظَفِرَها فذَبَحَها"، ثُمَّ قال الرَّجُلُ: "إنَّ أُمِّي هذه عليها نَذْرٌ، ومَشْيٌ"، أي: إنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أنْ تَمْشيَ، "أفأقْضيهِ عنها"، أي: هل أُوفي بنَذْرِها وأَفْعَلُه مكانَها؟
وربما قال ابنُ بَشَّارٍ- أحدُ الرُّواةِ-: "أَنَقْضيهِ عنها" بصيغةِ الجَمْعِ؛ كنايةً عَنْ أولادِها كُلِّهم، أي: هل نَقْضي- نحن أولادَها- عَنْ أُمِّنا نَذْرَها؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "نَعَمْ"، أي: اقْضوا عَنْ أُمِّكم نَذْرَها.
وفي الحَديثِ: تَحرِّي العالِمِ والمُفتي عن الأمورِ عِنْدَ الرِّيبةِ مِنْ فِعْلٍ خطأٍ ما، أو ليِتبيَّنَ وجْهَ الجوابِ، كما استفسرَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم قَبلَ جوابِه.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم