شرح حديث يا أمتاه كيف كان يصلي الركعتين
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَقومُ مِن اللَّيلِ حتَّى تتَورَّمَ قدَماه؛ حتَّى يُوفِّيَ شُكرَ اللهِ على نِعمَتِه وفضلِه عليه، ما استطاعَ إلى ذلك سبيلًا.
وهذا المتنُ جُزءٌ مِن روايةٍ تامَّةٍ تُخبِرُ فيها أمُّ المؤمنين عائشةُ رَضِي اللهُ عنها "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان يُوتِرُ بتِسْعِ ركَعاتٍ"، أي: يُصلِّي تسْعَ ركعاتٍ مُتتالياتٍ في قيامِ اللَّيلِ، وكان ذلك في أوَّلِ أمرِه، كما بيَّنَت روايةٌ أخرى وكان يسوِّي بينَهنَّ في القراءةِ والطُّولِ، "ثمَّ أوتَر بسَبعِ ركَعاتٍ"، أي: مُتتالِياتٍ، وذلك لَمَّا ثَقُل جِسمُه كما بيَّنَت الرِّواياتُ الأخرى، "وركَع ركعَتَين وهو جالِسٌ بعدَ الوترِ يقرَأُ فيهِما".
وهنا في هذِه الرِّوايةِ قال عَلْقمةُ بنُ وقَّاصٍ: "يا أمَتَاه"، وذلك مِن التَّوقيرِ والأدبِ الَّذي كان عِندَ التَّابِعين مع أمِّ المؤمِنين عائِشةَ رضي اللهُ عنها، "كيف كان يُصلِّي الرَّكعتَين؟"، أي: كيف كانتْ صِفةُ صلاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لتِلك الرَّكعتَين وهو جالسٌ؟ فقالت عائشةُ رضِي اللهُ عنها- كما جاء في الرِّوايةِ الأخرى-: "فإذا أراد أن يركَعَ قام فركَع، ثمَّ سجَد"، أي: إنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يظَلُّ جالِسًا فترةَ قراءتِه، فإذا حضَر الرُّكوعُ أتى به على الوجهِ الأتمِّ له ولم يركَعْ وهو جالسٌ، ثمَّ يَسجُدُ مُتمِّمًا لرَكعتِه، وذلك في كلِّ ركعةٍ مِن الرَّكعتين.
قيل: إنَّ ركعَتَيه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعدَ الوترِ قد تُرِكَتا، وإنَّ الَّذي عليه الأمرُ في صلاةِ اللَّيلِ أنْ تُختَمَ بالوترِ؛ لقولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "اجعَلوا آخِرَ صَلاتِكم باللَّيلِ وترًا"، وقيل: إنَّ قولَه: "اجعَلوا آخِرَ صَلاتِكم وِترًا" مَحمولٌ على الاختِيارِ؛ لأنَّ الصَّلاةَ مشروعةٌ في سائرِ الأوقاتِ، إلَّا في الأوقاتِ الَّتي نهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن الصَّلاةِ فيها، وهي وقتُ طُلوعِ الشَّمسِ، ووقتُ الزَّوالِ، ووقتُ غروبِ الشَّمسِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم