شرح حديث خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم موافين لهلال ذي الحجة
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
لقدْ بيَّن النبيُّ صلَّى
الله عليه وسلَّم مَناسِكَ الحجِّ وآدابَه بقولِه وفِعلِه، ونقَلَها الصَّحابةُ رضِيَ
اللهُ عنهم كما تَعلَّموها مِن النَّبيِّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم ورَأَوْه.
وفي هذا الحَديثِ تَقولُ أمُّ المؤمِنينَ عائشةُ رَضِي
اللهُ عَنها: "خرَجْنا مع رَسولِ
اللهِ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم مُوافِينَ لِهِلالِ ذي الحَجَّةِ"،
أي: مُقارِبين لِطُلوعِه، وحَدَّدَت في روايةٍ أخرى عند البخاريِّ والنسائي أيضًا، فقالت: "لِخَمسٍ بَقِين مِن ذي القَعْدةِ"، "فقال رسولُ
اللهِ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم: مَن شاء أن يُهِلَّ بحَجٍّ فَلْيُهِلَّ"،
أي: مَن أراد أن يَرفَعَ صوتَه بالتَّلبيةِ لِيُحرِمَ بالحجِّ مُفرِدًا، "ومَن شاء أن يُهِلَّ بعُمرةٍ فليُهِلَّ بعُمرةٍ"،
أي: يَرفَعْ صوتَه بالتَّلبيةِ لِيُحرِمَ بالعُمْرةِ؛ فالمرادُ: أنَّهم يُلَبُّون بنَوعِ النُّسكِ الَّذي سيَفْعَلونه ثمَّ بَعدَها يَقولون: لبَّيك اللَّهمَّ لبَّيك، لبَّيك لا شَريكَ لك لبَّيك، إنَّ الحمدَ والنِّعمةَ لك والمُلْكَ، لا شَريكَ لك، ومَعْناها: إجابَتي لك يا ربِّ، وقيل: إنَّها تَعْني إجابةً لك بعدَ إجابةٍ؛ وذلك أنَّ
اللهَ تعالى قال:
{ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى } [
الأعراف: 172 ]، فهذه إجابةٌ واحدةٌ، والثَّانيةُ: إجابةُ قولِه تعالى:
{ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ } [
الحج: 27 ]، وقيل: المعنى لازَمتُ الإقامةَ على طاعتِك، مِن ألَبَّ بالمكانِ إذا لَزِمه وأقامَ به.
وفي رِوايةٍ أخرى عند النَّسائيِّ أيضًا عن عائشةَ رضِيَ
اللهُ عنها، قالتْ: "فمِنَّا مَن أهَلَّ بالحجِّ، ومِنَّا مَن أهلَّ بعُمرةٍ".
وفي رِوايةٍ للبخاريِّ: "فمِنَّا مَن أهَلَّ بعُمرةٍ، ومِنَّا مَن أهلَّ بحجٍّ وعمرةٍ، ومنَّا مَن أهَلَّ بالحجِّ"، والجمعُ بينَ هذه المعاني: أنْ يُحمَلَ على أنَّها ذَكَرَت ما كانوا يَعْهَدونه مِن ترْكِ الاعتِمارِ في أشهُرِ الحجِّ، فخرَجوا لا يَعرِفون إلَّا الحجَّ، ثمَّ بيَّن لهم النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم وُجوهَ الإحرامِ، وجوَّز لهم الاعتمارَ في أشهُرِ الحجِّ".
وفي الحديثِ: الإفرادُ بالحجِّ.
وفيه: الإحرامُ بعُمرةٍ في أشهُرِ الحجِّ .
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم