حديث إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن إلى قوله ولا هم

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

«لَمَّا كَاتَبَ سُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو يَومَئذٍ كانَ فِيما اشْتَرَطَ سُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو علَى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّه لا يَأْتِيكَ مِنَّا أحَدٌ وإنْ كانَ علَى دِينِكَ، إلَّا رَدَدْتَهُ إلَيْنَا وخَلَّيْتَ بيْنَنَا وبيْنَهُ، فَكَرِهَ المُؤْمِنُونَ ذلكَ وامْتَعَضُوا منه، وأَبَى سُهَيْلٌ إلَّا ذلكَ، فَكَاتَبَهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى ذلكَ، فَرَدَّ يَومَئذٍ أبَا جَنْدَلٍ إلى أبِيهِ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو، ولَمْ يَأْتِهِ أحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ إلَّا رَدَّهُ في تِلكَ المُدَّةِ وإنْ كانَ مُسْلِمًا، وجَاءَتِ المُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ، وكَانَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بنْتُ عُقْبَةَ بنِ أبِي مُعَيْطٍ مِمَّنْ خَرَجَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَئذٍ، وهي عَاتِقٌ، فَجَاءَ أهْلُهَا يَسْأَلُونَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَرْجِعَهَا إليهِم، فَلَمْ يَرْجِعْهَا إليهِم، لِما أنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ: {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ} إلى قَوْلِهِ: {وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ} (الممتحنة: 10). قالَ عُرْوَةُ: فأخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَمْتَحِنُهُنَّ بهذِه الآيَةِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ} إلى {غَفُورٌ رَحِيمٌ} (الممتحنة: 10 - 12). قالَ عُرْوَةُ: قالَتْ عَائِشَةُ: فمَن أقَرَّ بهذا الشَّرْطِ منهنَّ، قالَ لَهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قدْ بَايَعْتُكِ، كَلامًا يُكَلِّمُهَا به، واللَّهِ ما مَسَّتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ في المُبَايَعَةِ، وما بَايَعَهُنَّ إلَّا بقَوْلِهِ.»

صحيح البخاري
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 2711 -

شرح حديث لما كاتب سهيل بن عمرو يومئذ كان فيما اشترط سهيل بن عمرو


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَوْفَى النَّاسِ بعَهْدٍ عاهَدَهُ أو عَقْدٍ عَقَدَه؛ حتَّى لو كان هذا العَقْدُ مع المشركينَ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أصحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا كاتَبَ سُهَيْلَ بنَ عَمْرٍو -وهو أحدُ أشرافِ قُرَيْشٍ وخَطِيبُهم، وهو مِن الذين أسلموا عام فتح مكة، وكان مندوب كفار قريش يومَ صُلح الحُدَيْبِيَةِ، في السنة السادسة من الهجرة- كان فيما اشتَرَط سُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أنَّه لا يَأتِيك مِنَّا أحدٌ»، مِن قُرَيْشٍ «وإنْ كان على دِينِكَ، إلَّا رَدَدْتَه إلينا وخَلَّيْتَ بيْننا وبيْنه»، أي: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَلتَزِمُ بِرَدِّ مَن جاءه مِن قُرَيشٍ مُؤمِنًا، ويَترُكُ أمْرَه إليهم؛ إنْ شاؤوا قَتَلوه، أو فعَلوا معه ما يُريدون، فكَرِه المؤمِنون ذلك وامتَعَضوا منه، أي: أَنِفُوا منه، وشَقَّ عليهم وعَظُم، خاصَّةً وأنَّ المسلمينَ في مَوقفِ قُوَّةٍ، يَحِقُّ لهم -فيما هو ظاهرٌ- أنْ يَرْفُضوا هذا الشَّرطَ، وأبَى سُهَيْلٌ إلَّا أنْ يُكتَبَ ذلكَ الشَّرْطُ، فكاتَبَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على ذلكَ، وممَّن رَدَّهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَئِذٍ بهذا الشَّرطِ أبو جَنْدَلٍ، وهو ابنُ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو، وذلك حينَ حَضَر مِن مَكَّةَ إلى الحُدَيْبِيَةِ، ولم يَأتِه أحدٌ مِن الرِّجالِ إلَّا رَدَّه إلى قُرَيْشٍ في تلك المُدَّةِ وإنْ كان مُسلِمًا؛ وَفاءً بالشَّرْطِ، وجاء بَعضُ المؤمِناتِ مُهاجِراتٍ، وكانت أُمُّ كُلْثُومٍ بِنتُ عُقْبَةَ بنِ أَبِي مُعَيْطٍ مِمَّنْ خرَجْنَ إلى رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَئذٍ وهي عَاتِقٌ، أي: وهي شابَّةٌ أوَّلَ بُلوغِها الحُلُمَ، فجاء أهلُها يَسأَلون النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَرْجِعَها إليهم، فلم يَرْجِعْها إليهم؛ لأنَّ اللهَ سُبحانه أنزَلَ في المهاجِراتِ قولَه تعالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ } [ الممتحنة: 10 ]، واختِبارُهُنَّ يكونُ بالحَلِفِ والنَّظَرِ في العَلاماتِ؛ لِيَغْلِبَ على الظَّنِّ صِدْقُ إيمانِهِنَّ.
وقِيل: معْنى امتِحانِهِنَّ: أنْ يُسْتَحلَفْنَ ما خَرَجْنَ مِن بُغضِ زَوْجٍ، وما خَرَجْنَ عن أرضٍ إلى أرضٍ، وما خَرَجْنَ الْتِماسًا لِدُنيا، وما خرَجْنَ إلَّا حُبًّا للهِ عزَّ وجلَّ ولرَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وأَخبَرَتْ أُمُّ المُؤمِنين عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَمتَحِنُهنَّ بهذه الآياتِ، ومنها قولُ اللهِ تعالَى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ * يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [ الممتحنة: 10 - 12 ]، وهي المُبايَعَةُ على عدَمِ الإشراكِ باللهِ سُبحانه وتعالَى، وعدَمِ السَّرِقَةِ والزِّنَى، وألَّا يَأتِينَ بِبُهتانٍ يَفتَرِينَه بيْن أيدِيهِنَّ وأرجُلِهِنَّ، أي: لا يَأتِينَ بوَلَدٍ ليس مِن أزواجِهِنَّ فيَنسُبْنَه إليهم، وقِيل: { بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ }: أَلْسِنتِهُنَّ، { وَأَرْجُلِهِنَّ }: فُرُوجِهُنَّ.
وألَّا يَعصِينَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَعروفٍ؛ قِيلَ: هذا في النَّوْحِ، وقِيلَ: لا يَخْلُونَ بغَيرِ ذي مَحْرَمٍ، وقِيلَ: في كلِّ حَقٍّ مَعروفٍ للهِ تعالَى.
ثُمَّ تُخبِر عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ مَن أقرَّتْ بهذه الشُّروطِ، بايَعَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقولِه: «قدْ بايَعتُكِ»، وتُقسِمُ أُمُّ المُؤمِنين أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما مسَّتْ يَدُه يَدَ امرأةٍ قَطُّ في المُبايَعَةِ، وما بايَعَهُنَّ إلَّا بالكلامِ؛ وذلك لأنَّ المبايَعةَ باليدِ تَختَصُّ بالرِّجالِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريقال عروة فأخبرتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحنهن
صحيح البخاريأنه لما كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم سهيل بن عمرو يوم
صحيح البخاريكانت المؤمنات إذا هاجرن إلى النبي صلى الله عليه وسلم يمتحنهن بقول الله
صحيح المواردأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن عسب الفحل
صحيح الترمذينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل
صحيح النسائينهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل
صحيح أبي داودنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل
صحيح النسائينهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل
صحيح البخارينهى النبي صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل
صحيح ابن حباندخلت على أم حبيبة حين توفي أبوها أبو سفيان بن حرب فدعت أم
سنن أبي داودلا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث
سنن أبي داودلا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, December 21, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب