شرح حديث فإني آخر الأنبياء وإنه آخر المساجد
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
فَضَّل
اللهُ سبحانه وتعالَى بَعضَ الأماكِنِ وبَعضَ الأزمِنَةِ، وكذلك ذَكَر النَّبيُّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم تَفضيلَ بعضِ الأماكِنِ في الأجرِ والثَّوابِ، ومِن ذلك: المسجِدُ الحرامُ، والمسجِدُ النَّبويُّ، والمسجدُ الأقصى.
وهذا المتنُ الَّذي هنا هو نهايةُ حديثٍ آخَرَ وفي أوَّلِه ذَكَر النَّبيُّ صلَّى
الله عليه وسلَّم فَضْلَ الصَّلاةِ في مَسجدِه، وأنَّها أفضلُ مِن ألفِ صلاةٍ فيما سِواه مِن المساجدِ إلَّا المسجِدَ الحرامَ، ثمَّ قال النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "فإنِّي آخِرُ الأنبياءِ، وإنَّه آخِرُ المساجدِ"، والمعنى: أنَّ صلاةً في مسجدِ رَسولِ
اللهِ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم أفضلُ ثوابًا مِن ثوابِ ألفِ صَلاةٍ فيما سِواه مِن المساجدِ، إلَّا المسجِدَ الحرامَ؛ فإنَّ الصَّلاةَ في المسجدِ الحرامِ أفضَلُ مِن الصَّلاةِ في مسجدِه صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم، ثمَّ علَّل النَّبيُّ صلَّى
الله عليه وسلَّم هذا التَّفضيلَ بقولِه: "فإنِّي آخِرُ الأنبياءِ"، كما قال
اللهُ تعالى:
{ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ } [
الأحزاب: 40 ]، وكما قال صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم -كما في الصَّحيحَينِ-: "مثَلي ومثَلُ الأنبياءِ، كمثَلِ رجُلٍ بَنى دارًا فأكمَلها وأحسَنها إلَّا موضِعَ لَبِنَةٍ، فكان مَن دخَلها، فنظَر إليها، قال: ما أحسَنَها إلَّا موضِعَ هذه اللَّبنةِ؛ فأنا مَوضِعُ اللَّبِنةِ، خُتِم بي الأنبياءُ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ".يقولُ [
أبو هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنه ]: «
صلاةٌ في مَسجدِ رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم أفضلُ مِن ألفِ صَلاةٍ فيما سِواه من المساجدِ إلَّا المسجدَ الحرامَ؛ فإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم آخرُ الأنبياءِ, ومَسجِدَه آخرُ المساجدِ»؛ قال أبو سلمة وأبو عبد
الله: لم نشكَّ أنَّ أبا هُريرَةَ كان يقولُ عن حديث رسولِ
الله صلَّى
الله عليه وسلَّم, فمُنِعْنا أن نَستثبِتَ أبا هُريرةَ في ذلك الحديثِ, حتى إذا تُوفِّي أبو هُريرَة ذَكَرْنا ذلك وتَلاوَمْنا أَّلا نكونَ كَلَّمْنا أبا هُرَيرةَ في ذلك حتى يُسنِدَه إلى رسولِ
اللهِ صلَّى
الله عليه وسلَّم إنْ كان سَمِعَه منه, فبينا نحنُ على ذلك جالَسْنا عبدَ
اللهِ بنَ إبراهيمَ بنِ قارظٍ, فذَكَرْنا ذلك الحديثَ, والذي فرَّطْنا فيه من نَصِّ أبي هُرَيرةَ، فقال لنا عبدُ
اللهِ بنُ
إبراهيم: أَشهَدُ أني سمعتُ أبا هُرَيرَة يقولُ: قال رسولُ
اللهِ صلَّى
الله عليه وسلَّم: «
فإني آخر الأنبياء , وإنه آخر المساجد» ...
"ومَسْجدي آخِرُ المساجِدِ"،
أي: آخِرُ المساجدِ للأنبياءِ، لا أنَّ مَسجِدَ المدينةِ آخِرُ مسجدٍ بُني في هذه الدُّنيا، وقيل: أيْ: آخِرُ المساجدِ الثَّلاثةِ المشهودِ لها بالفَضلِ، أو أنَّه يَبقى آخِرَ المساجدِ، ويتَأخَّرُ عن المساجدِ الأُخَرِ في الفَناءِ، والمعنى: أنَّه تعالى كما شرَّف آخِرَ الأنبياءِ، شرَّف كذلك مَسجِدَه الَّذي هو آخِرُ المساجدِ، بأنْ جعَل الصَّلاةَ فيه كألْفِ صلاةٍ فيما سِواه، إلَّا المسجِدَ الحرامَ.
وفي الحديثِ: بيانُ فَضلِ المسجدِ النَّبويِّ والصَّلاةِ فيه
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم