شرح حديث واستأجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رجلا من بني
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
وَاسْتَأْجَرَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِن بَنِي الدِّيلِ، ثُمَّ مِن بَنِي عبدِ بنِ عَدِيٍّ هَادِيًا خِرِّيتًا -الخِرِّيتُ: المَاهِرُ بالهِدَايَةِ- قدْ غَمَسَ يَمِينَ حِلْفٍ في آلِ العَاصِ بنِ وائِلٍ، وهو علَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فأمِنَاهُ، فَدَفَعَا إلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا، ووَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، فأتَاهُما برَاحِلَتَيْهِما صَبِيحَةَ لَيَالٍ ثَلَاثٍ، فَارْتَحَلَا وانْطَلَقَ معهُما عَامِرُ بنُ فُهَيْرَةَ، والدَّلِيلُ الدِّيلِيُّ، فأخَذَ بهِمْ أسْفَلَ مَكَّةَ، وهو طَرِيقُ السَّاحِلِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2263 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]
التخريج : أخرجه البخاري ( 2263 )
مع ما اتَّصفَ به المُجتمعُ الجاهلِيُّ مِن الكثيرِ مِن الصِّفاتِ والعاداتِ المَذمومَةِ، فإنَّه تَمَيَّزَ بالكثيرِ منَ الصِّفاتِ الحَميدةِ الَّتي أَقَرَّها الإسلامُ، وأَهَمُّ هذه الصِّفاتِ هي المُروءةُ والوَفاءُ بالعُهودِ؛ فهاتانِ صِفتانِ جُبِلَ عليها العَرَبُ في شِبهِ الجزيرةِ.
وفي هذا الحديثِ بَيانُ ما كان عليه أحدُ رِجالِ العَرَبِ -وهو عَبدُ
اللهِ بنُ أُرَيْقِطٍ- حِينما كان على الكُفرِ؛ فتُخبِرُ عائشَةُ رَضيَ
اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ وأبا بكرٍ رَضيَ
اللهُ عنه لَمَّا عَزَما على الهِجرةِ إلى المدينةِ، استأجَرَا رَجلًا مِن بَني الدِّيلِ ثُمَّ، هو مِن بَنِي عَبدِ بنِ عَدِيٍّ، وهو عبدُ
اللهِ بنُ أُرَيْقِط، هاديًا خِرِّيتًا؛ لِيَكونَ لهُمْ مُرشِدًا إلى الطَّريقِ إلى المدينةِ، والخِرِّيتُ: الماهِرُ في إرشادِه العارِفُ بالطُّرُقِ الخَفيَّةِ ومَضايقِها، والجِهاتِ كلِّها، وكان عبدُ
اللهِ بنُ أُرَيْقِطٍ قد غَمَسَ يَمينَ حِلْفٍ في آلِ العاصِ بنِ وائلٍ، يَعنِي دَخَلَ معهم في حِلفٍ، وكانوا إذا أرادوا الحِلْفَ غَمَسوا أَيدِيَهم في دَمٍ أو شَيءٍ يكونُ فيه تَلويثٌ؛ دَليلًا على تَأكيدِ الحِلْفِ، فأَمِنَ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ وأبو بَكرٍ الصِّدِّيقُ رَضيَ
اللهُ عنه ابنَ أُرَيْقِطٍ؛ لِمَا عَلِمَا فيه من مُروءةٍ وحِفظٍ للسِّرِّ، فاسْتأمَنَاه على سِرِّهما في الخُروجِ مِن مكَّةَ، وعلى النَّاقتينِ اللَّتينِ دَفَعَاهما إليه ليُوافِيَهما بهما بعْدَ ثَلاثٍ ليالٍ في غارِ ثَوْرٍ، وهو جبَلٌ بأسفَل مكَّةَ، وقد وَفَّى ابنُ أُرَيْقِط بما عُهِدَ إليه وأَتَى بالنَّاقتينِ في الموعدِ المُحدَّدِ في غارِ ثَورٍ، فانطلَقَ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ وأبو بَكرٍ ومعهما عامِرُ بنُ فُهَيْرةَ، والدَّليلُ عبد
الله بن أريقط، فمَشَوا مِن طَرِيقٍ أسفَلَ مَكَّةَ إلى المدينةِ، على طَريقِ ساحلِ البحْرِ الأحمرِ.
وكان عامرُ بنُ فُهَيرةَ مَولى أبي بَكرٍ يَرْعى الغَنَمَ، ثمَّ يَذهَبُ بها إليهم حِين تَذهَبُ ساعةٌ مِن العِشاءِ، فيَشربانِ مِن لَبَنِها، يَفعَلُ ذلك في كلِّ لَيلةٍ مِن تلك اللَّيالي الثَّلاثِ.
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ استئجارِ المسلمِ الكافرَ.
وفيه: مَشروعيَّةُ استئجارِ الرَّجُلينِ للواحدِ على عمَلٍ واحدٍ لهما.
وفيه: مَشروعيَّةُ استئجارِ الرجُلِ على أنْ يَدخُلَ في العملِ بعْدَ أيَّامٍ مَعلومةٍ، فيَصِحُّ عقْدُهما قبْلَ العملِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم