شرح حديث قال ابن عباس أتدري ما سعة جهنم قلت لا
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
مِن أصولِ الإيمانِ والعَقيدةِ الصَّحيحةِ في الإسلامِ: الإيمانُ بالغيبِ الذي أخبَرنا عنه
اللهُ عزَّ وجلَّ وحدَّثَنا عنه رسولُه صلَّى
اللهُ علَيْه وسلَّم مِن أمورِ يومِ القيامةِ وما يَحدُثُ فيها، مِن الأهوالِ والمشاهدِ الَّتي تَظهَرُ فيها قُدرتُه وعظَمتُه.
وفي هذا الحديثِ أنَّ ابنَ عبَّاسٍ رضِيَ
اللهُ عنهما قال لتلميذِه مُجاهِدِ بنِ جبرٍ: "أتَدْري"،
أي: أتَعرِفُ "ما سَعةُ جَهنَّمَ؟"،
أي: وُسْعُ ومِساحةُ النَّارِ طولُها وعَرضُها؟ قال مُجاهدٌ: "لا"،
أي: إنَّه لا يَعلَمُ حَجمَها ووُسعَها، فقال ابنُ عبَّاسٍ: "أجَلْ، و
اللهِ ما تَدْري"،
أي: نعَم، صدَقتَ؛ فإنَّك لا تَعرِفُ لأنَّ مِثلَ تلك الغَيبيَّاتِ لا تُعلَم إلَّا بما أخبَر
اللهُ تعالى في كِتابِه أو بما صحَّ عن النَّبيِّ صلَّى
اللهُ علَيْه وسلَّم.
قال ابنُ عبَّاسٍ رَضِي
اللهُ عَنْهما: حدَّثَتني عائشةُ أنَّها سألَتْ رسولَ
اللهِ صلَّى
اللهُ علَيْه وسلَّم عن قولِه تعالى:
{ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } [
الزمر: 67 ]،
أي: إنَّ
اللهَ سُبحانَه وتَعالى يَقبِضُ الأرَضينَ السَّبعَ بكلِّ أجزائِها وطبَقاتِها، وكذلك السَّمواتِ في قَبضةِ يدِه اليُمْنى وكِلْتا يَدَيْه يَمينٌ سُبحانَه وتَعالى، ولهما صِفةُ الكَمالِ على ما يَليقُ بالربِّ الجليلِ سُبحانَه، ولا تُشبَّهُ صِفاتُه بصِفاتِ خَلْقِه؛ فليسَ كمِثلِه شيءٌ، ولا يَعلمُ كيفيتَها إلَّا هو سبحانَه.
فتتَعجَّبُ عائشةُ رَضِي
اللهُ عَنْها، فسأَلت النَّبيَّ صلَّى
اللهُ علَيْه وسلَّم: "فأين النَّاسُ يومَئذٍ يا رسولَ
اللهِ؟" فقال النَّبيُّ صلَّى
اللهُ علَيْه وسلَّم: "على جَسْرِ"، وهُو الصِّراطُ الذي يُنصَبُ على ظَهرِ "جهَنَّمَ"، والمعنى: يَكونون واقِفين على الصِّراطِ، وهذا بَيانٌ لِمَدى سَعةِ النَّارِ حيثُ اجتمَعَتْ تِلكَ الخلائقُ كلُّها على جَسرٍ مِنها.
وفي الحديثِ: إثباتُ صِفةِ اليدِ للهِ تَعالى.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم