حديث فذكروا لابن عباس التوبة فتلا هذه الآية ومن يقتل

أحاديث نبوية | صحيح النسائي | حديث عبدالله بن عباس

«يجيئُ المقتولُ بالقاتلِ يومَ القيامةِ ناصيتُهُ ، ورأسُهُ في يدِهِ ، وأوداجُهُ تشخُبُ دمًا يقولُ : يا ربِّ قتلَني ، حتَّى يُدنيهِ من العرشِ ، قال : فذكروا لابنِ عبَّاسٍ التَّوبةَ ؟ فتَلا هذه الآيةَ : { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا } ، قال : ما نُسِختْ منذ نزلَتْ ، وأنَّى له التَّوبةُ ؟ !»

صحيح النسائي
عبدالله بن عباس
الألباني
صحيح

صحيح النسائي - رقم الحديث أو الصفحة: 4016 - أخرجه الترمذي (3029)، والنسائي (4005) واللفظ له.

شرح حديث يجيئ المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه في يده وأوداجه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

حرَّمَ اللهُ سُبحانَه سفْكَ الدِّماءِ المعصومةِ بغيرِ حَقٍّ، وتوعَّدَ مَن سفَكَها عمْدًا بالعذابِ الأليمِ، والخُلودِ في دارِ الجَحيمِ، والله عزَّ وجلَّ حَكَمٌ عدَلٌ لا تَضيعُ عِندَه الحقوقُ، بل يُوفِّيها لأصحابِها يومَ القِيامةِ، ومِن ذلك تَوفيةُ حقِّ مَن قُتِلَ ظُلمًا ممَّن ظَلَمَه.
وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه قال: "يَجِيءُ المقتولُ بالقاتلِ يومَ القِيامةِ ناصيتُه"، أي: أعلى مُقدِّمِ رأْسِه، "ورأْسُه"، أي: وباقي رأْسِه، "في يَدِه"، أي: مُمسِكٌ المقتولُ برأْسِ القاتلِ، "وأوداجُه" جمعُ ودَجٍ، وهي ما أحاط بالعُنقِ من العُروقِ الَّتي يقطَعُها الذَّابحُ، وهما: عِرْقانِ على جانبيِ العُنقِ، والضَّميرُ يعودُ على المقتولِ، "تَشخُبُ دَمًا"، أي: يَسيلُ منها الدَّمُ، "يقولُ: يا رَبِّ قَتَلني، حتَّى يُدْنِيَه"، أي: يُقرِّبَه، "من العرشِ"، وفي روايةٍ: "رَبِّ، سَلْ هذا: لِمَ قَتَلني؟"، وهذا تأكيدٌ لمُحاسبةِ القاتلِ، وأنَّه يأتي بين يَدَيِ اللهِ يومَ القِيامةِ.
قال عمرُو بنُ دِينارٍ: "فذَكَروا لابنِ عبَّاسٍ التَّوبةَ"، أي: سأَلُوه عن تَوبةِ القاتلِ: هلْ تنفَعُه يَومئذٍ؟ فتلَا ابنُ عبَّاسٍ هذه الآيةَ: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } [ النساء: 93 ]، ثُمَّ قال ابنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: ما نُسِخَت منذُ نُزِلَت، وأنَّى له التَّوبةُ؟!"، وظاهرُ كلامِ ابنِ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: أنَّه لا تَوبةَ لقاتلِ النَّفسِ المُؤمنةِ عمْدًا.
وقيل: إنَّ قولَ ابنِ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما بعدَمِ النَّسخِ في تلك الآيةِ، هذا تَغليظٌ منه، كيف والمُشرِكُ تُقبَلُ تَوبتُه؟ وقد قال تعالى فيه: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [ النساء: 48 ]، وكان يتمسَّكُ بظاهرِ قولِه تعالى: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا } [ النساء: 93 ] الآيةَ، ويُجيبُ عن قولِه: { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ } [ الفرقان: 68 ] تارةً بالنَّسخِ، وتارةً بأنَّ ذاك إذا قتَلَ وهو كافرٌ، ثمَّ أسلَمَ، لكنْ قال العُلماءُ: إنَّ قولَه تعالى: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا } مُقيَّدٌ بالموتِ بلا تَوبةٍ، ويُؤوِّلونَ ذلك بأنَّ المُرادَ بالخُلودِ طُولُ المُكْثِ، وبأنَّ هذا بيانُ ما يَستحِقُّه بعمَلِه، كما يُشيرُ إليه قولُه: { فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ }، ثمَّ أمْرُه إلى اللهِ تعالى؛ إنْ شاء عذَّبَه، وإنْ شاءَ عَفا عنه.
وفي الحديثِ: عِظَمُ أمْرِ الدَّمِ والقتْلِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح النسائيإذا توضأ العبد المؤمن فتمضمض خرجت الخطايا من فيه فإذا استنثر
صحيح النسائيأربعة يبغضهم الله عز وجل البياع الحلاف والفقير المختال والشيخ الزاني والإمام الجائر
صحيح النسائيأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى فيمن أعمر عمرى له ولعقبه
صحيح النسائيأن فاطمة بنت أبي حبيش كانت تستحاض فقال لها رسول الله صلى الله
صحيح النسائيأنه أمر بقتل الحيات وقال من خاف ثأرهن فليس منا
صحيح النسائيأنه دعا بوضوء فتمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى ففعل هذا ثلاثا
صحيح النسائيأنههما كانا مع عبد الله في بيته فقال أصلى هؤلاء قلنا
صحيح النسائيخسفت الشمس في حياة رسول الله فقام فكبر وصف الناس وراءه فاقترأ رسول
صحيح النسائيكنا نؤمر إذا قمنا من الليل أن نشوص أفواهنا بالسواك
صحيح النسائيكنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وكنت على جمل
صحيح النسائيلا تحل النهبى ولا يحل من السباع كل ذي ناب ولا
صحيح النسائيلا تقدموا الشهر حتى تكملوا العدة أو تروا الهلال ثم صوموا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 24, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب