حديث كيف أنت يا أبا ذر وموتا يصيب الناس حتى يقوم البيت بالوصيف يعني

أحاديث نبوية | صحيح ابن ماجه | حديث أبو ذر الغفاري

«كيف أنت يا أبا ذرٍّ وموتًا يصيب الناسَ حتى يقوم البيتُ بالوصيفِ يعني القبرَ قلتُ ما خار اللهُ لي ورسولُه أو قال اللهُ ورسولُه أعلمُ قال تصبرُ قال كيف أنت وجوعًا يصيب الناسَ حتى تأتي مسجدَك فلا تستطيع أن ترجع إلى فراشِك ولا تستطيع أن تقومَ من فراشك إلى مسجدِك قال قلتُ اللهُ ورسولُه أعلمُ أو ما خار اللهُ لي ورسولُه قال عليك بالِعفَّةِ ثم قال كيف أنت وقتلًا يصيب الناسَ حتى تغرق حجارةُ الزيتِ بالدمِ قلتُ ما خار اللهُ لي ورسولُه قال الْحقْ بمن أنت منهُ قال قلتُ يا رسولَ اللهِ أفلا آخذُ بسيفي فأضربُ به من فعل ذلك قال شاركتَ القومَ إذا ولكنِ ادخلْ بيتَك قلتُ يا رسولَ اللهِ فإن دخل بيتي قال إن خشيتَ أن يبهركَ شعاعُ السيفِ فألقِ طرفَ ردائكَ على وجهكَ فيبوءُ بإثمهِ وإثِمك فيكونُ من أصحابِ النارِ»

صحيح ابن ماجه
أبو ذر الغفاري
الألباني
صحيح

صحيح ابن ماجه - رقم الحديث أو الصفحة: 3212 - أخرجه أبو داود (4261)، وابن ماجه (3958) واللفظ له، وأحمد (21325).

شرح حديث كيف أنت يا أبا ذر وموتا يصيب الناس حتى يقوم البيت بالوصيف


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أرشَد النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أُمَّتَه إلى سُبلِ الهُدى والرَّشادِ، وعلَّمَها الصَّبرَ على الشَّدائدِ، وحذَّرها مِن الوُقوعِ والانسِياقِ وَراءَ الفِتَنِ، وشدَّد على حُرمةِ الدَّمِ المعصومِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ الصَّحابيُّ الجليلُ أبو ذَرٍّ الغِفاريُّ عمَّا علَّمَه إيَّاه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، حيثُ قال له: "كيف أنتَ يا أبا ذَرٍّ ومَوتًا يُصيبُ النَّاسَ؟"، أي: كيف يَكونُ حالُك وماذا ستَفعَلُ في أيَّامٍ يَكثُرُ فيها الموتُ، "حتَّى يُقوَّمَ"، مِن التَّقويمِ، "البيتُ بالوصيفِ؟"، أي: حتَّى تَصيرَ قيمةُ البيتِ بثمَنِ العبدِ، قيل: المرادُ بالبيتِ القبرُ، أي: يُباعُ مَوضِعُ القبرِ بعَبدٍ وَصيفٍ؛ كِنايةً عن ارتفاعِ مَواضِعِ القُبورِ مِن الأمواتِ، أو لِتَبلُغَ أجرةُ الحفَّارِ قِيمةَ العبدِ؛ لِكَثرةِ الموتى وقِلَّةِ الحفَّارِين، واشتِغالِهم بالمعيشةِ.
وقيل: المرادُ بالبيتِ البيتُ المُتعارَفُ، والمعنى: أنَّ البيوتَ تَصيرُ رَخيصةً؛ لكثرةِ الموتِ وقلَّةِ مَن يَسكُنُها، فيُباعُ البيتُ بعَبدٍ، مع أنَّ البيتَ عادةً يكونُ أكثرَ قيمةً، قال أبو ذَرٍّ رضِيَ اللهُ عنه: "قلتُ: ما خار اللهُ لي ورسولُه، أو قال: اللهُ ورسولُه أعلَمُ"، أي: أفعَلُ ما يَأمُرُني به اللهُ ورسولُه في مثلِ هذه الحالِ، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "تَصبَّرْ"، أي: اطلُبِ الصَّبرَ وتَكلَّفْه على هذه الحالةِ.
ثمَّ قال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "كيف أنت وجُوعًا يُصيبُ النَّاسَ"، أي: يصيبُ النَّاسَ جوعٌ شديدٌ، وشِدَّةٌ في العيشِ وقِلَّةٌ في الطَّعامِ، "حتَّى تأتِيَ مسجِدَك فلا تَستطيعَ أن تَرجِعَ إلى فِراشِك، ولا تَستطيعَ أن تَقومَ مِن فِراشِك إلى مَسجِدِك؟"، أي: تَضعُفُ قُوَّتُك وجسَدُك بسبَبِ قِلَّةِ الطَّعامِ، وهذا كِنايةٌ عن شِدَّةِ الجوعِ الَّذي لا يَقدِرُ الإنسانُ أن يَبلُغَ به حاجَتَه؟ قال أبو ذَرٍّ: "قلتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، أو: ما خارَ اللهُ لي ورسولُه، قال: عليك بالعِفَّةِ"، أي: الْزَمِ التَّعفُّفَ، فلا تَطلُبْ حَرامًا ولا تَسأَلِ النَّاسَ.
ثم قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لأبي ذرٍّ رضِيَ اللهُ عنه: "كيف أنتَ وقَتلًا يُصيبُ النَّاسَ حتَّى تُغرَقَ حِجارةُ الزَّيتِ؟"، وهو موضِعٌ بالمدينةِ في الحَرَّةِ؛ سُمِّي بها لِسَوادِ الحِجارةِ هُناك، حتَّى كأنَّها طُلِيَت بالزَّيتِ، والمعنى: أنَّ الدَّمَ يَعْلو حِجارةَ الزَّيتِ ويَستُرُها؛ لِكثرَةِ القَتْلى، وهذا إشارةٌ إلى وَقْعةِ الحَرَّةِ الَّتي كانت زمَنَ يَزيدَ، فقال أبو ذرٍّ: "ما خار اللهُ لي ورسولُه"، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "الْحَقْ بمَن أنتَ مِنه"، أي: الْزَمْ أهلَك وبيتَك، ولا تُشارِكْ بما سيَحدُثُ مِن فِتَنٍ، فقال أبو ذرٍّ رَضِي اللهُ عَنه: "يا رسولَ اللهِ، أفلا آخُذُ بسَيْفي فأضرِبُ به مَن فعَلَ ذلك؟"، أي: ألَا تَأمُرُني أن أمنَعَ حالةَ القَتلِ وأَقتَصَّ مِمَّن قتَل، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "شارَكتَ القومَ إذنْ"، أي: شارَكتَهم في الفِتنةِ، وتَحمَّلتَ مِن آثامِهم إذا أنتَ فعَلْتَ ذلك! "ولكنِ ادخُلْ بيتَك"، أي: مُؤكِّدًا عليه لُزومَه لبيتِه دونَ أدْنى مُشارَكةٍ منه، قال أبو ذَرٍّ: "قلتُ: يا رسولَ اللهِ، فإنْ دُخِلَ بَيتي؟"، أيْ: إنْ دَخَل علَيَّ مَن يُريدُ قَتْلي وأنا في بَيتي؟ فقال: "إنْ خَشِيتَ أن يَبهَرَك شُعاعُ السَّيفِ"، أي: إذا كان الخوفُ مِن السَّيفِ سيَحمِلُك على أنْ تَدفَعَه، وشُعاعُ السَّيفِ: بَريقُه ولَمَعانُه، "فأَلْقِ طرَفَ رِدائِك على وَجْهِك"، والمعنى: لا تُحارِبْهم وإنْ حارَبوك، بل استَسلِمْ للقتلِ؛ لأنَّ أولئِك مِن أهلِ الإسلامِ، ويَجوزُ معَهم عدَمُ المحاربةِ والاستسلامُ، كما أشار إليه بقولِه: "لِيَبوءَ"، أي: لِيَرجِعَ القاتلُ "بإثمِك"، أي: بإثمِ قَتلِك، "وإثمِه"، أي: وبسائرِ إثمِه؛ "فيَكونَ مِن أصحابِ النَّارِ"، وهذا الكلامُ زجرٌ مِنه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن السَّعيِ في كَثرةِ إراقةِ الدِّماءِ، وإلَّا فمِن المعلومِ مِن أصلِ الشَّرعِ: أنَّ دفْعَ الخَصْمِ واجبٌ.
قيل: أخبَر بهذه الوقائعِ على احتِمالِ أنَّ أبا ذَرٍّ لَعلَّه يُدرِكُها، وإلَّا فأبو ذَرٍّ مات قبلَ وقْعةِ الحرَّةِ؛ فإنَّه مات في خِلافةِ عُثمانَ رَضِي اللهُ عَنه، أو يكون تعليمًا لِمَن يُدرِكُها، وأمَّا وُقوع الجوعِ والموتِ بالمدينةِ فيَحتمِلُ أنَّ أبا ذَرٍّ أدرَكها؛ لأنَّه وقَع قَحْطٌ وموتٌ بها في عامِ الرَّمادةِ وغيرِه.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن في الفِتَنِ.
وفيه: الحثُّ على البُعدِ عن إراقةِ الدِّماءِ، وأنَّ العبدَ خَيرٌ له أن يُقتَلَ مَظلومًا، ولا يَسفِكَ دَمًا مَعصومًا.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح ابن ماجهمن مس فرجه فليتوضأ
صحيح ابن ماجهقدم على عمر بن الخطاب من مصر فقال منذ كم لم تنزع خفيك
صحيح ابن ماجهأنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يدنو من امرأته فلا
صحيح ابن ماجهسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجنب هل ينام أو يأكل أو
صحيح ابن ماجهلئن بقيت إلى قابل لأصومن اليوم التاسع قال أبو علي رواه أحمد بن
صحيح ابن ماجهعن ابن عباس قال كان الرجل يقوت أهله قوتا فيه سعة وكان
صحيح ابن ماجهرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسم غنما في آذانها ورأيته متزرا
صحيح ابن ماجهكان أحدنا إذا استغنى عن أرضه أعطاها بالثلث والربع والنصف ويشترط ثلاث جداول
صحيح ابن ماجهما من نفس تموت تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله
صحيح ابن ماجهاللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة
صحيح ابن ماجهخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة فسمعته يقول
صحيح ابن ماجهأقيموا حدود الله في القريب والبعيد ولا تأخذكم في الله لومة لائم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, July 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب