أتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فجعلوا يثنون عليَّ ويذكروني فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أنا أعلمُكم" – يعني به - قلتُ : صدقتَ بأبي أنتَ وأمِّي, كنتُ شَريكي فنعم الشَّريكُ ، كنتُ لا تُداري ، ولا تُماري.
الراوي : السائب بن أبي السائب | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4836 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه أبو داود ( 4836 )
هذا الحَديثُ يُوضِّحُ جانبًا من حَياةِ النبيِّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم قبلَ البَعثةِ؛ حيثُ كان يُتاجِرُ في بعضِ الأموالِ، وكان يشاركُ الناسَ في تِجاراتِهمْ، ولكنَّه صلَّى
الله عليه وسلَّم كان يَنتقي الناسَ الذين يَتعاملُ مَعهم؛ لِيَكونوا أكثرَ مناسبةً لأخلاقِه الكريمةِ،
وفيه يقولُ السائبُ بنُ أَبي السائبِ: "أتيتُ النبيَّ"،
أي: ذَهبتُ إليهِ بعدَ الهجرةِ إلى المدينةِ، "فجَعلوا يُثنونَ عليَّ ويَذكُروني"،
أي: فبدأَ الناسُ يَذكرونَ محاسِنهَ للنبيِّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم ويذْكرونَه بالخيرِ؛ ظنًّا مِنهم أنَّ النَّبيَّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم لا يعرِفُه، فقالَ رسولُ
اللهِ: "أنَا أعْلَمُكم- يعني به-"،
أي: عِندي عِلمٌ ومَعرفةٌ بهِ سابقةٌ؛ نظرًا لِمَا كانَ بَينهم مِن بَيعٍ وشِراءٍ، فقالَ السائبُ للنبيِّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم: "صدقْتَ بأبي أنتَ وأُمِّي"!
أي: فِداكَ أَبي وأُمِّي؛ "كنتَ شَريكي فنِعمَ الشَّريكُ"،
أي: كنتَ شَريكي في تِجارتي قبلَ ذلكَ ونعلمُ من خِصالِ بعضِنا ما يُغني عن التعريفِ، وقدْ كنتَ "نِعمَ الشَّريكُ"، وهذا مَدحٌ لأخلاقِه؛ "كنتَ لا تُدارِي"،
أي: لا تخالِفُ ولا تُمانِعُ في معاملاتكَ مَعي، "ولا تُماري"،
أي: لا تجادِلُ ولا تماطلُ، وهذا مِن حُسنِ الخلقِ وحُسنِ مُعاملةِ الناس.
وهذه الصِّفاتُ المذكورةُ اختُلِفَ في قائلِها وفي صاحبِها الموصوفِ بها؛ فقد ذَكرُ بعضُ العلماءِ أنَّ النبيَّ صلَّى
الله عليه وسلَّم هو الذي يذكرُ صِفاتِ شَريكِه، وقال آخرونَ: إنَّ الرجُلَ هوَ الذي يذكُر صِفاتِ النبيِّ صلَّى
الله عليه وسلَّم معَه في شراكتِه.
وفي الحديثِ: مَشروعِيَّةُ اتخاذِ شريكٍ في التِّجارةِ ونحوِها.
وفيه: أنَّ من صفات التاجرِ الحميدةِ: حُسنَ المعاملةِ، وعدمَ المجادلةِ والمخالفةِ معَ الشركاءِ.
( )
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم