حديث قال عمر إني إن لا أستخلف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم

أحاديث نبوية | صحيح أبي داود | حديث عبدالله بن عمر

«قالَ عمرُ إنِّي إن لا أستخلِفْ فإنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ لم يستخلِف وإن أستخلِفْ فإنَّ أبا بَكرٍ قدِ استخلَفَ قالَ فواللَّهِ ما هوَ إلَّا أن ذَكرَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وأبا بَكرٍ فعلِمتُ أنَّهُ لا يعدِلُ برسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ أحدًا وأنَّهُ غيرُ مستخلِفٍ»

صحيح أبي داود
عبدالله بن عمر
الألباني
صحيح

صحيح أبي داود - رقم الحديث أو الصفحة: 2939 -

شرح حديث قال عمر إني إن لا أستخلف فإن رسول الله صلى الله عليه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

دَخَلْتُ علَى حَفْصَةَ، فَقالَتْ: أَعَلِمْتَ أنَّ أَبَاكَ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ؟ قالَ: قُلتُ: ما كانَ لِيَفْعَلَ، قالَتْ: إنَّه فَاعِلٌ، قالَ: فَحَلَفْتُ أَنِّي أُكَلِّمُهُ في ذلكَ، فَسَكَتُّ حتَّى غَدَوْتُ وَلَمْ أُكَلِّمْهُ، قالَ: فَكُنْتُ كَأنَّما أَحْمِلُ بيَمِينِي جَبَلًا حتَّى رَجَعْتُ فَدَخَلْتُ عليه، فَسَأَلَنِي عن حَالِ النَّاسِ وَأَنَا أُخْبِرُهُ، قالَ: ثُمَّ قُلتُ له: إنِّي سَمِعْتُ النَّاسَ يقولونَ مَقالَةً، فَآلَيْتُ أَنْ أَقُولَهَا لَكَ؛ زَعَمُوا أنَّكَ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ، وإنَّه لو كانَ لكَ رَاعِي إبِلٍ -أَوْ رَاعِي غَنَمٍ- ثُمَّ جَاءَكَ وَتَرَكَهَا، رَأَيْتَ أَنْ قدْ ضَيَّعَ، فَرِعَايَةُ النَّاسِ أَشَدُّ، قالَ: فَوَافَقَهُ قَوْلِي، فَوَضَعَ رَأْسَهُ سَاعَةً، ثُمَّ رَفَعَهُ إلَيَّ، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَحْفَظُ دِينَهُ، وإنِّي لَئِنْ لا أَسْتَخْلِفْ، فإنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَمْ يَسْتَخْلِفْ، وإنْ أَسْتَخْلِفْ فإنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدِ اسْتَخْلَفَ.
قالَ: فَوَاللَّهِ، ما هو إلَّا أَنْ ذَكَرَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ، فَعَلِمْتُ أنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَعْدِلَ برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَحَدًا، وَأنَّهُ غَيْرُ مُسْتَخْلِفٍ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1823 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



الولايةُ العامَّةُ على المسْلِمين أمرُها عَظيمٌ؛ فبِها يَعتدِلُ أمرُ النَّاسِ في دِينِهم ودُنياهم، وتَصلُحُ أحوالُهم بدَفْعِ الأعداءِ، ونشْرِ الدِّينِ، وإصلاحِ الدَّولةِ، ورِعايةِ النَّاسِ.
وفي هذا الأثرِ يَرْوي عبدُ الله بنُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه دَخلَ على أُخْتِهِ أُمِّ المؤمنينَ حَفْصَةَ رَضيَ اللهُ عنها، وكان ذلك بعدَما طُعِن عمرُ رَضيَ اللهُ عنه، وهي الطَّعنةُ الَّتي كانت فيها مَوتُه، وكان خَليفةً للمسْلِمين حينئذٍ، فَقالتْ حَفْصةُ لِأخيها عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما: «أعَلِمْتَ أنَّ أباكَ غَيرُ مُسْتَخْلِفٍ»، أي: لنْ يُعيِّنَ خَليفَةً يَعْقُبُهُ وَيَتْلُوهُ في الحُكمِ؟ فَأجابَها: ما كانَ لِيَفْعَلَ ويَترُكَ الاستخلافَ، فأكَّدَت عليه ما قالت، فحَلَفَ لها أنَّه سيُكَلِّمُهُ في ذلكَ، ويُراجِعُه في أمرِه هذا، ولكنَّه سَكَت عن تَكليمِه في هذا اليومِ، حتَّى كان في اليومِ التَّالي ولكنَّه لم يُكلِّمْه أيضًا هَيبةً منه، ومِن ثِقَلِ هذه المُهِمَّةِ قال ابنُ عُمَرَ عن نفسِه: «فكُنْتُ كأنَّما أحمِلُ بيميني جَبَلًا» مِن الهمِّ والخوفِ، فكان يَشُقُّ عليه أنْ يَتكلَّمَ عند أبيهِ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنه في هذا الأمرِ، ولم يَزَلِ ابنُ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما على تلكَ الحالِ، حتَّى رَجَع إليه ثانيًا، فَدخل عليه، فَسَأله عمر رَضيَ اللهُ عنه عنْ حالِ النَّاسِ، فأجابَه، ثُمَّ قال عبدُ اللهِ لأبيهِ عُمرَ: «إنِّي سَمِعتُ النَّاسَ يَقولونَ مَقَالَةً» يَتحدَّثون بها فيما بيْنهم، «فآلَيْتُ» أي: حَلَفْتُ أنْ أقولَها لك وأنْ أسْأَلُكَ عنها؛ وذلك أنَّهم ظَنُّوا أنَّكَ لنْ تُحدِّدَ شَخصًا يقومُ بأُمورِ النَّاسِ بعْدَكَ ويكونُ خَليفةً لهم، وأنا أقولُ لكَ يا أبي: «إنَّهُ لو كان لكَ راعي إبِلٍ -أو راعي غَنمٍ- ثُمَّ جاءَكَ وتَركَها» دوانَ راعٍ بعْدَه «رَأيتَ أنْ قدْ ضيَّعَ الأمانةَ»؛ لأنَّه ترَكَ تلكَ المواشي ضائعةً يَأكُلُها السِّباعُ ويَأخُذُها مَن شاءَ، والمرادُ: هلْ تُؤاخِذُ الرَّاعي بأنَّه ضَيَّع المواشيَ بتَركِها بلا راعٍ، فـكذلكَ «رِعايةُ النَّاسِ» وإصلاحُ أُمورِهم «أشدُّ» وأهمُّ مِن رِعايةِ المواشي، فكيْف تَترُكُ النَّاسَ فَوضى بلا خليفةٍ مِن بعْدِكَ يقومُ بسِياستِهم وتَدبيِر شُؤونِهم؟ فلمَّا سَمِع عُمرُ قوْلَ ابنِه، وافَقَهُ عليه، وأعْجبَهُ، ثمَّ بَدَأ يُفكِّرُ فيه، فَوضَعَ رَأسَهُ وقتًا قليلًا ليُفكِّرَ ويَرُدَّ عليه بالجوابِ، ثُمَّ رفَعَ رأْسَه، وفقال له: «إنَّ الله عزَّ وجلَّ يَحْفَظُ دِينَهُ» فلا يُضيِّعُه، وهذا يَعني أنَّ الفرْقَ بيْن ما ذكَرْتَ مِن قَضيَّةِ الرَّاعي وبيْن قَضيَّتِنا: أنَّ صاحبَ الغنَمِ لا يَقدِرُ على حِفظِها إذا تَرَكها الرَّاعي لِغَيبتِه عنها، ولكنَّ اللهَ سُبحانه يَحفَظُ دِينَه، وإنِّي تَركْتُ الاستخلافَ لِما وَعَد به مِن ذلكَ في قولِه تعالَى: { لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ } [ التوبة: 33 ]، كما أنَّ لي في عدَمِ الاستخلافِ أكبَرَ أُسوةٍ وأعظَمَ احتجاجٍ؛ وهو فِعلُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولذلكَ قال عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه: «وإنِّي لَئِنْ لا أسْتَخْلِفْ فإنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لمْ يَسْتَخْلِفْ» فلي أُسوةٌ حَسنةٌ في ذلكَ، «وإنْ أسْتَخْلِفْ فإنَّ أبا بَكْرٍ قَدِ اسْتخلَفَ» ولِي فيه قُدوةٌ أيضًا، فحَلَف ابنُ عُمَرَ أنَّه لَمَّا سَمِعه ذَكَرَ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأبا بَكْرٍ، عَلِم مِن ذِكرِه لهما «أنَّه لمْ يَكُنْ لِيَعْدِلَ بِرسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحدًا»؛ لأنَّه عِندَه أعظمُ مِن كلِّ عَظيمٍ، وعَلِم مِن كَلامِه أنَّه غيرُ مُسْتَخْلِفٍ، وسَلَك عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه طَريقًا بيْن الطَّريقتينِ جَمَعت له الاقتداءَ بهما؛ فاقْتَدى برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أنَّه لم يَنُصَّ على واحدٍ بعَينِه، فصَدَق عليه أنَّه غيرُ مُستخلِفٍ، واقتَدى بأبي بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه مِن حيثُ إنَّه لم يَترُكْ أمرَ المسْلِمين مُهْملًا؛ فإنَّه جَعَل الأمرَ شُورى في سِتَّةٍ مِن الصَّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهم ممَّن يَصلُحُ للخلافةِ، وفوَّضَ التَّعيينَ لاختيارِهم، فاتَّفَقوا على عُثمانَ رَضيَ اللهُ عنه.
وفي الحَديثِ: فَضيلةُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه.
وفيه: بَيانُ حِكْمَةِ ابنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما وحُسنِ أُسْلوبِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح أبي داودعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إنا لليلة جمعة في
صحيح أبي داودإذا تدارأتم في طريق فاجعلوه سبعة أذرع
صحيح أبي داودجاء رجل من حضرموت ورجل من كندة إلى رسول الله صلى الله عليه
صحيح أبي داودجاء رجل من حضرموت ورجل من كندة إلى رسول الله صلى
صحيح أبي داودلا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تمثال وقال
صحيح أبي داودعن النبي صلى الله عليه وسلم بقصة جيش الخسف قلت يا رسول الله
صحيح أبي داودإذا كره الاثنان اليمين أو استحباها فليستهما عليها قال سلمة قال أخبرنا معمر
صحيح أبي داودفي دابة وليس لهما بينة فأمرهما رسول الله صلى الله عليه
صحيح أبي داوداستهما على اليمين ما كان أحبا ذلك أو كرها
صحيح أبي داودأن النبي صلى الله عليه وسلم قضى باليمين مع الشاهد
صحيح أبي داودأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع السنين ووضع الجوائح
صحيح ابن ماجهنهى عن بيع السنين


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب