حديث اشربوا ما حل

أحاديث نبوية | صحيح أبي داود | حديث عبدالله بن عمرو

«ذَكَرَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الأوعيةَ ؛ الدُّبَّاءَ ، والحَنتمَ ، والمزفَّتَ ، والنَّقيرَ. فقالَ أعرابيٌّ : إنَّهُ لا ظروفَ لَنا. فقالَ : اشرَبوا ما حلَّ»

صحيح أبي داود
عبدالله بن عمرو
الألباني
صحيح

صحيح أبي داود - رقم الحديث أو الصفحة: 3700 - أخرجه أبو داود (3700) واللفظ له، وأحمد (6979)

شرح حديث ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأوعية الدباء والحنتم


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَيْنَا هو يَسيرُ، إذْ حَلَّ بقومٍ، فسمِعَ لهم لَغَطًا، فقال: ما هذا الصَّوتُ؟ قالوا: يا نبيَّ اللهِ، لهم شرابٌ يَشرَبونَه؛ فبعَثَ إلى القومِ فدعاهُمْ، فقال: في أيِّ شيءٍ تنتبِذونَ؟ قالوا: ننتبِذُ في النَّقيرِ، والدُّبَّاءِ، وليس لنا ظُروفٌ، فقال: لا تشرَبوا إلَّا فيما أَوْكَيْتُمْ عليه، قال: فلَبِثَ بذلك ما شاءَ اللهُ أنْ يَلْبَثَ، ثمَّ رجَعَ عليهم، فإذا هُمْ قد أصابَهم وَباءٌ واصفرُّوا، قال: ما لي أراكُمْ قد هلَكْتُم؟ قالوا: يا نبيَّ اللهِ، أرضُنا وَبِيئَةٌ، وحرَّمْتَ علينا إلَّا ما أَوْكَيْنا عليه، قال: اشرَبوا، وكلُّ مُسكِرٍ حرامٌ.
الراوي : بريدة بن الحصيب الأسلمي | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 5671 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح



الخمرُ أمُّ الخبائثِ، وضَررُها أكثرُ مِن نفْعِها، ويَنبغي للمُسلمِ ألَّا يَشرَبَها بحالٍ، حتى وإنْ كان على سَبيلِ الدَّواءِ؛ فما أسكَر كثيرُه فقليلُه حرامٌ، وكلُّ مُسكِرٍ خمرٌ.
وفي هذا الحديثِ يُخبرُ بُريدةُ بنُ الحُصَيبِ الأسلَميُّ: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "بَيْنَا هو يَسيرُ"، أي: في سفَرٍ، "إذْ حلَّ"، أي: نزَل، "بقومٍ"، وقَبيلةٍ مِن القبائلِ، "فسَمِع لهم"، أي: سَمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لهؤلاءِ القومِ، "لَغَطًا"، وهو الجَلَبةُ والصِّياحُ، والأصواتُ المختلِفةُ المبهَمةُ الَّتي لا تُفهَمُ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لأصحابِه مُستَفهِمًا: "ما هذا الصَّوتُ؟"، أي: صوتُ اللَّغَطِ والصَّخَبِ الَّذي أسمَعَه، فقالَ صحابةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم الحاضِرون معَه: يا نبيَّ اللهِ، "لهم"، أي: لهؤلاءِ القومِ الَّذين نزَلتَ فيهم، "شَرابٌ يَشرَبونه"، أي: هو السَّببُ في اللَّغَطِ الَّذي تَسمَعُه، "فبَعَث"، أي: أرسَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم رجلًا، "إلى القومِ" الَّذين نزَل عليهم، "فدَعاهم"؛ لِيَأتوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فجاؤوا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "فقال"، أي: رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "في أيِّ شيءٍ تَنتبِذون؟"، أي: أين تَصنَعون النَّبيذَ؟ والانتباذُ أن يُوضَعَ الزَّبيبُ أو التَّمرُ في الماءِ، ويُشرَبَ نَقيعُه قبلَ أن يَختمِرَ ويُصبِحَ مُسكِرًا، فقال هؤلاء القومُ مُجيبينَ عن سُؤالِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "نَنتبِذُ"، أي: نَصنَعُ النَّبيذَ "في النَّقيرِ"، وهو جِذْعُ النَّخلةِ، يُنقَرُ ويُجوَّفُ وسَطُه، فيُتَّخَذُ منه وعاءٌ، "والدُّبَّاءِ"، وهو اليَقطينُ إذا يَبِسَ اتُّخِذ وِعاءً، "وليس لنا"، أي: لا يُوجَدُ معَنا، "ظُروفٌ"، وهي جمعُ ظَرفٍ، وهو الوعاءُ مِن الجلودِ يَبْقى فيها النَّبيذُ دونَ إسكارٍ.
فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لا تَشرَبوا إلَّا فيما أَوْكيتُم عليه"، أي: في الأوعيةِ الَّتي تَربِطون أفواهَها فلا يُسرِعُ فيها الإسكارُ والتَّغيُّرُ، قال بُريدةُ بنُ الحُصَيبِ رَضِي اللهُ عَنه: "فلَبِثَ بذلك ما شاء اللهُ أن يَلبَثَ"، أي: مكَث رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم زمَنًا، "ثمَّ رجَع عليهم"، أي: على هؤلاء القومِ، "فإذا هم قد أصابَهم وَباءٌ"، أي: أصابَهم المرضُ، "واصفَرُّوا"، أي: اصفَرَّت أجسامُهم مِن أجْلِ المرَضِ الَّذي حلَّ بهم، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ما لي أَراكم قد هلَكتُم"، أي: قارَبتُم على الهلاكِ، وتغيَّرَت أجسادُكم؟ قالوا: يا نبيَّ اللهِ، "أرضُنا وَبِيئةٌ"، أي: الأرضُ الَّتي نَعيشُ فيها كَثيرةُ الأمراضِ والوباءِ، "وحَرَّمْتَ علينا"، أي: منَعَتْنا مِن الشَّرابِ، "إلَّا ما أَوْكينا عليه"، أي: إلَّا ما رَبَطْنا عليه في الأوعيةِ، فلم نَجِدْ شَرابًا يُلائِمُ أجسامَنا، فأصابَنا المرَضُ وحصَل لنا الضَّررُ بذلك، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "اشرَبوا"، أي: جميعَ أنواعِ الشَّرابِ الَّذي تَصنَعونه في أيِّ وِعاءٍ بشَرْطِ ألَّا يُسكِرَ؛ "كلُّ مُسكِرٍ حرامٌ"، أي: قليلُه وكَثيرُه حرامٌ لا يَحِلُّ لمسلِمٍ أن يَشرَبَ مِنه، وإن كان ذلك للدَّواءِ.
وفي الحديثِ: عَدمُ شُربِ المسكِرِ بحالٍ.
وفيه: رحمةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وشفَقتُه بأمَّتِه.
وفيه: تَعاهُدُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لأصحابِه .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح أبي داودأنه كان لواؤه يوم دخل مكة أبيض
صحيح أبي داودإذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه فإن في أحد جناحيه داء
صحيح أبي داودلا يقولن أحدكم عبدي وأمتي ولا يقولن المملوك ربي وربتي وليقل المالك فتاي
صحيح أبي داودطلقت خالتي ثلاثا فخرجت تجد نخلا لها فلقيها رجل فنهاها
صحيح أبي داودلا يمنعن من سحوركم أذان بلال ولا بياض الأفق الذي هكذا حتى يستطير
صحيح أبي داودفسكت عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتمزتها
صحيح أبي داودعن سمرة بن جندب قال صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم
صحيح أبي داودثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة رجل منع ابن السبيل فضل ماء
صحيح ابن ماجهثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب
صحيح ابن ماجهثلاثة لا يكلمهم الله عز وجل يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم
صحيح أبي داودمن أعتق رقبة مؤمنة كانت فدءاه من النار
صحيح أبي داودعن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصماء


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب