حديث عن ابن عمر أنه قرأ وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه

أحاديث نبوية | تفسير القرآن العظيم | حديث سالم بن عبدالله بن عمر

«عن ابنِ عمرَ أنَّهُ قرأ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فدمَعت عيناهُ فبلغ صَنيعُه ابنَ عبَّاسٍ فقال يَرحَمُ اللهُ أبا عبدِ الرَّحمنِ لقد صنَعَ كما صنعَ أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ حين أُنْزِلَتْ نسخَتْها الآيةُ الَّتي بعدَها لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا»

تفسير القرآن العظيم
سالم بن عبدالله بن عمر
ابن كثير
صحيح

تفسير القرآن العظيم - رقم الحديث أو الصفحة: 1/503 -

شرح حديث عن ابن عمر أنه قرأ وإن تبدوا ما في أنفسكم أو


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

عَنْ رَجُلٍ مِن أصْحَابِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -قَالَ: أحْسِبُهُ ابْنَ عُمَرَ-: { إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ } [ البقرة: 284 ]، قَالَ: نَسَخَتْهَا الآيَةُ الَّتي بَعْدَهَا.
الراوي : مروان الأصفر | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4546 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



مِن رَحمةِ اللهِ عَزَّ وجلَّ وفَضلِهِ على عِبادِه: أنَّه لا يُؤاخِذُ على الوَساوِسِ والخَطراتِ الَّتي تَأتي في نَفْسِ المُسلِمِ، ولا تَتحوَّلُ إلى عَملٍ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبر التابعيُّ مروانُ الأصفَرُ عن عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، أنَّ قولَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: { وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ } [ البقرة: 284 أي: إن تُظهروا ما في داخِلِ نُفوسِكم وتُعلِنوهُ، أوْ تُخفوهُ؛ فإنَّكم مُحاسَبونَ به، قال: هذه الآيةُ نَسختْها الآيَةُ الَّتي بعْدَها، وهيَ قَولُه تَعالى: { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [ البقرة: 286 أي: لا يأمُرُ اللهُ عزَّ وجَلَّ العَبدَ إلَّا بما يدخُلُ في طاقَتِه وقُدرتِه، ولا يَشُقُّ عليه مشقَّةً غيرَ مُعتادةٍ لا يَستطيعُها، وإذا كانت بعضُ التكاليفِ التي كَلَّفنا اللهُ بها فيها مشَقَّةٌ، فإنَّ هذه المشَقَّةَ محتَمِلةٌ، وفي وُسعِ الإنسانِ وقُدرتِه وطاقتِه، وكلُّ نفسٍ ستُجازى بما عَمِلَت، فلها وحْدَها ثوابُ ما كسَبَت مِن حَسَناتٍ بسبَبِ أعمالِها الصَّالحةِ، وعليها وحْدَها عِقابُ ما اكتسبت من سَيِّئاتٍ بسَبَبِ أعمالِها القبيحةِ.
ثم ختم سُبحانَه الآيةَ بتلك الدَّعَواتِ الجامِعاتِ للسَّعادةِ حتى يُكثِرَ المؤمنون من التضَرُّعِ بها، وأوَّلُها: نتضَرَّعُ إليك رَبَّنا ألا تعاقِبَنا إن نَسِينا أمْرَك ونَهْيَك أو أخطَأْنا، ففعَلْنا خلافَ الصَّوابِ جَهلًا مِنَّا بوَجْهِه الشَّرعيِّ.
وثانيها: ألَّا يُلقِيَ تكاليفَ وأعباءً شديدةً يَثقُلُ عليهم حَملُها ويَعجِزون عن أدائها، كما كان الحالُ مع الذين سبقوهم.
وثالثُها: ألَّا تُحَمِّلَنا ما فوقَ طاقتِنا وقدرتِنا من المصائِبِ والعقوباتِ وغيرِ ذلك من الأمورِ التي لا نستطيعُها.
ورابعُها وخامِسُها وسادِسُها: نسألُك يا رَبَّنا أن تعفوَ عَنَّا بأن تمحوَ عَنَّا ما ألمَمْنا به من ذنوبٍ وتتجاوَزَ عنها، وأن تغفِرَ لنا سيِّئاتِنا بأن تستُرَها ولا تَفْضَحنا بإظهارِها؛ فأنت وَحْدَك الغَفَّارُ السِّتِّيُر، وأن ترحَمَنا برحمتِك السَّابقةِ التي شمِلَت كُلَّ شَيءٍ.
أنت مولانا وناصِرُنا وحافِظُنا ومُعينُنا وممِدُّنا بالخيرِ والهُدى، فانصُرْنا يا رَبَّنا على القَومِ الكافِرينَ.

فَرُفِعَتِ المُؤاخذَةُ على ما في النُّفوسِ، الثابتةُ بقَولِه تعالى: { أوْ تُخْفوهُ }؛ فَما كانَ مِنْ وَساوِسِ الصُّدورِ فَهوَ مَعفوٌّ عنه ما لَمْ يَتكلَّمِ المُسلمُ أوْ يَعمَلْ به كَما في الصَّحيحينِ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «إنَّ اللهَ تَجاوَزَ عَنْ أُمَّتي ما حَدَّثَتْ به أنْفُسَها ما لَمْ تَتَكلَّمْ أوْ تَعْمَلْ بِه».
وفي الحديثِ: بَيانُ أنَّ النَّسخَ واقِعٌ في بعضِ آياتِ كِتابِ اللهِ عزَّ وجَلَّ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تفسير القرآن العظيمإن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تكلم
صحيح الترغيبما حملك على هذا قال والذي بعثك بالحق إنه لطعام
صحيح الترغيبما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام و التأمين
التمهيدالحياء كله خير
السلسلة الصحيحةولد الزنا شر الثلاثة
مسند أحمد تحقيق شاكرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجره
شرح معاني الآثارأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في بيع العرايا في خمسة
مسند أحمد تحقيق شاكرأنه كان يسلم عن يمينه وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم
إرواء الغليللما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه وقيل
إرواء الغليلفي العيدين والجمعة وإذا اجتمع العيدان في يوم قرأ بهما فيهما سبح
إرواء الغليللا توطأ حامل حتى تضع أتسقي زرع غيرك
إرواء الغليلكنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصيب من آنية المشركين


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب