شرح حديث قد أذن أن تخرجن في حاجتكن قال هشام يعني البراز
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
هذا الحديثُ خاصٌّ بحِجابِ أمَّهاتِ المؤمِنينَ زَوجاتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنَّهُنَّ كُنَّ يَخْرُجْنَ لقَضاءِ حاجتِهنَّ، وكان عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه يُراجِعُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حِجابِهنَّ ومَنْعِهنَّ مِن الخروجِ مِن بُيوتِهنَّ، وسَببُ هذا الحديثِ -كما أورَدَه البُخاريُّ ومُسلمٌ- أنَّ سَودةَ بِنتَ زَمْعةَ زَوجَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَت لِحاجتِها بعْدَ ما ضُرِبَ الحِجابُ، ويُقصَدُ بالحِجابِ هنا تَغطيةُ الرَّأسِ والوجْهِ، «وكانتْ عَظيمةَ الجِسمِ فَرآها عمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه فقال: يا سَودةُ، أمَا واللهِ ما تَخْفَينَ عَلَينا، فانْظُري كيف تَخرُجينَ؟ فرَجَعَت فشَكَت ذلك للنبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ وهو يَتعشَّى، فأُوحِيَ إليه، فقال: إنَّه قد أُذِنَ لكنَّ أنْ تَخرُجْنَ لِحاجتِكنَّ»، والمَقصودُ بها في الحديثِ -كما فسَّره هِشامُ بنُ عُروةَ أحدُ رُواةِ هذا الحَديثِ-: البَرَازُ، أي: قَضاءُ الحاجةِ، والبَرَازُ هي الأرضُ الواسعةُ التي كانوا يَقْضُونَ فيها حاجتَهم، فأُطلِقَ وأُرِيدَ به قَضاءُ الحاجةِ، وخُروجُهنَّ لِحاجتِهنَّ يَشمَلُ كلَّ حاجةٍ لهنَّ، ولا يَقتصِرُ على قَضاءِ حاجةِ الإنسانِ مِن التَّبوُّلِ والتَّبرُّزِ فقطْ؛ لأنَّ اللهَ أَذِنَ لهنَّ في الخروجِ إلى البَرَازِ بعدَ نُزولِ الحِجابِ، وقبْلَ اتِّخاذِ الكُنفِ والحمَّاماتِ في البيوتِ، فلمَّا جازَ لهنَّ ذلك جاز لهنَّ الخروجُ إلى غيرِه مِن مَصالحِهنَّ، أو صِلةِ أرحامِهنَّ التي أوجَبَها اللهُ عليهنَّ، وقد أمَرَ الرسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ النِّساءَ بالخروجِ إلى العِيدينِ، فدَلَّ ذلك على أنَّ المرادَ كلُّ حاجةٍ اقتضَتْ خُروجَ النِّساءِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم