حديث تفتح يأجوج ومأجوج فيخرجون كما قال الله تعالى من كل حدب ينسلون

أحاديث نبوية | نهاية البداية والنهاية | حديث أبو سعيد الخدري

«تُفتَحُ يأجوجُ ومأجوجُ فيخرجُونَ كما قالَ اللَّهُ تعالى { مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} فَيُفِشُّ الناسُ وينحازونَ عنهم إلى مدائنِهِم وحصونِهم ويضمُّونَ إليهِم مواشيَهم فيضرِبونَ ويشربونَ مياهَ الأرضِ حتَّى إنَّ بعضَهم ليمرُّ بذلِك النَّهرِ فيقولُ قد كانَ هاهُنا ماءٌ مرَّةً حتَّى إذا لم يبقَ منَ النَّاسِ أحدٌ إلَّا أخذ في حصنٍ أو مدينةٍ قالَ قائلُهم هؤلاءِ أَهلُ الأرضِ قد فرَغنا منهُم بقِيَ أَهلُ السَّماءِ قالَ ثمَّ يَهزُّ أحدُهم حربتَه ثمَّ يرمي بِها إلى السَّماءِ فترجَعُ إليهم مخضَّبةً دمًا للبلاءِ والفتنةِ فبينما هُم على ذلِك إذ بَعثَ اللَّهُ عليهِم داءً في أعناقِهم كنَغفِ الجرادِ الَّذي يخرُجُ في أعناقِه فيصبحونَ موتَى لا يُسمعَ لَهم حسٌّ فيقولُ المسلمونَ ألا رجلٌ يشري لنا نفسَه فينظرُ ما فعلَ هذا العدوُّ قالَ فيتجرَّدُ رجلٌ منهم محتَسِبًا نفسَه قد أوطنَها على أنَّه مقتولٌ فينزِلُ فيجدُهُم موتى بعضُهم على بعضٍ فينادي يا معشرَ المسلمينَ ألا أبشِروا إنَّ اللَّهَ قد كفاكم عدوَّكم فيخرجونَ من مدائنِهم وحصونِهم ويُسرِّحون مواشيَهم فما يكونُ لها مرعي إلا لحومَهم فتشكَرَ عنهم كأحسَنِ ما شَكرَت عن شيءٍ مِنَ النَّباتِ أصابتْهُ»

نهاية البداية والنهاية
أبو سعيد الخدري
ابن كثير
إسناده جيد

نهاية البداية والنهاية - رقم الحديث أو الصفحة: 1/180 - أخرجه ابن ماجه (4079)، وأحمد (11749) باختلاف يسير.

شرح حديث تفتح يأجوج ومأجوج فيخرجون كما قال الله تعالى من كل حدب


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

تُفتَحُ يأجوجُ ومأجوجُ فيَخرجونَ كما قالَ اللَّهُ تعالى ( وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ) فيعُمُّونَ الأرضَ وينحازُ منهمُ المسلمونَ حتَّى تصيرَ بقيَّةُ المسلِمينَ في مدائنِهِم وحصونِهِم ويضمُّونَ إليهم مواشيَهُم حتَّى أنَّهم ليَمرُّونَ بالنَّهرِ فيَشربونَهُ حتَّى ما يذَرونَ فيهِ شيئًا فيمرُّ آخرُهُم علَى أثرِهِم فيقولُ قائلُهُم لقد كانَ بِهَذا المَكانِ مرَّةً ماءٌ ويَظهرونَ علَى الأرضِ فيقولُ قائلُهُم هؤلاءِ أهْلُ الأرضِ قد فرَغنا منهُم ولنُنازِلَنَّ أهْلَ السَّماءِ حتَّى إنَّ أحدَهُم ليَهُزُّ حربتَهُ إلى السَّماءِ فترجِعُ مخضَّبةً بالدَّمِ فيقولونَ قد قتَلنا أهْلَ السَّماءِ فبينَما هم كذلِكَ إذ بعَثَ اللَّهُ دوابَّ كنغَفِ الجرادِ فتأخُذُ بأعناقِهِم فيَموتونَ موتَ الجرادِ يركبُ بعضُهُم بعضًا فيُصبِحُ المسلِمونَ لا يسمعونَ لَهُم حِسًّا فيقولونَ مَن رجلٌ يَشري نفسَهُ وينظرُ ما فعلوا فينزلُ منهم رجلٌ قد وطَّنَ نفسَهُ علَى أن يقتُلوهُ فيجدُهُم مَوتى فيُناديهم ألا أبشِروا فقد هلَكَ عدوُّكم فيخرُجُ النَّاسُ ويُخلونَ سبيلَ مَواشيهم فما يَكونُ لَهُم رعيٌ إلَّا لحومُهُم فتَشكَرُ عليها كأحسَنِ ما شَكِرَت من نباتٍ أصابَتهُ قطُّ
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 3313 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح

التخريج : أخرجه ابن ماجه ( 4079 ) واللفظ له، وأحمد ( 11749 )



أخبَر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن خُروجِ يأجوجَ ومأجوجَ في آخِرِ الزَّمانِ، وعن إفسادِهم وشَرِّهم في الأرضِ، وكيف يكونُ هَلاكُهم.

وفي هذا الحَديثِ يقولُ أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "تُفتَحُ يَأجُوجُ ومَأجوجُ"، أي: يُفتَحُ له السَّدُّ الَّذي بَناه ذو القَرنَينِ علَيهم، كما في قولِه تعالى: { قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا } [ الكهف: 94 - 97 ]، قال صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "فيَخرُجون كما قال اللهُ تعالى: { وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } [ الأنبياء: 96 ]"، أي: يَنتشِرون مِن كلِّ ناحيةٍ، أو أنَّهم يَأتون مِن كلِّ مكانٍ، "فيَعُمُّون الأرضَ"، أي: يَملؤون الأرضَ، "ويَنْحازُ مِنهم المسلِمون"، أي: يتَحصَّنون مِنهم، "حتَّى تَصيرَ بقيَّةُ المسلِمين في مَدائنِهم وحُصونِهم، ويَضُمُّون إليهم مَواشِيَهم"، أي: يجمَعُ المسلِمون حَيَواناتِهم في الحُصونِ معَهم؛ لحِمايَتِها مِن يأجوجَ ومأجوجَ، "حتَّى إنَّهم لَيَمُرُّون بالنَّهرِ فيَشرَبونه، حتَّى ما يذَرون فيه شيئًا"، أي: يَشرَبُ يأجوجُ ومأجوجُ ماءَ الأنهارِ ولا يُبْقون منها شيئًا؛ وذلك لكثرَةِ عدَدِهم وعِظَمِ خَلْقِهم، "فيمُرُّ آخِرُهم على أثَرِهم فيَقولُ قائلُهم"، أي: أحَدُ هؤلاءِ المتأخِّرين: "لقد كان بهذا المكانِ مرَّةً ماءٌ"، وهذا مِن المبالَغةِ في إظهارِ أعدادِهم وكَثرتِها، "ويَظهَرون على الأرضِ"، أي: يَغلِبون أهلَ الأرضِ، "فيَقولُ قائِلُهم: هؤلاءِ أهلُ الأرضِ قد فرَغْنا مِنهم، ولَنُنازِلَنَّ أهلَ السَّماءِ، حتَّى إنَّ أحَدَهم لَيَهُزُّ حَرْبتَه إلى السَّماءِ، فتَرجِعُ مُخضَبةً بالدَّمِ"، أي: يُصوِّبُ الرَّجلُ مِن يَأجوجَ ومأجوجَ بسِهامِه إلى السَّماءِ، فتَرجِعُ وتَعودُ السِّهامُ مَصبوغةً بالدِّماءِ؛ فِتنةً مِن اللهِ وبَلاءً لهم، "فيَقولون: قد قتَلْنا أهلَ السَّماءِ"، أي: يَقولون ذلك افتِخارًا وتَكبُّرًا، "فبَيْنما هم كذَلك إذْ بعَثَ اللهُ دَوابَّ كنَغَفِ الجَرادِ"، وهو نوعٌ مِن الحشَراتِ والدِّيدانِ، يُسمَّى النَّغَفَ، "فتَأخُذُ بأعناقِهم".
وفي روايةٍ: "في أقفائِهم"، أي: يَكونُ هذا الدُّودُ مِن وَراءِ أعناقِهم ورُؤوسِهم، "فيَموتون موتَ الجرادِ"، أي: يَموتون مَوتًا بأعدادٍ كثيرةٍ، "يَركَبُ بَعضُهم بعضًا"، أي: مِن كَثرةِ القَتْلى يَركَبُ بعضُهم على بعضٍ، "فيُصبِحُ المسلِمون لا يَسمَعون لهم حِسًّا"، أي: صوتًا، "فيَقولون"، أي: المسلِمون وهم في حُصونِهم: "مَن رجُلٌ يَشْري نفْسَه"، أي: يَبيعُ نفْسَه، "ويَنظُرُ ما فعَلوا؟"، أي: يَستطلِعُ أخبارَ يأجوجَ ومأجوجَ؟ "فيَنزِلُ مِنهم رجلٌ قد وطَّن نفْسَه"، أي: قد هيَّأ نفسَه "على أن يَقتُلوه؛ فيَجِدُهم مَوتى، فيُناديهم"، أي: يُنادي على المسلِمين بالحُصونِ: "ألَا أبشِروا؛ فقد هلَك عَدوُّكم، فيَخرُجُ النَّاسُ، ويُخَلُّون سَبيلَ مَواشيهم، فما يَكونُ لهم رَعْيٌ إلَّا لُحومُهم، فتَشْكَرُ عليها كأحسَنِ ما شَكِرَتْ مِن نَباتٍ أصابَتْه قطُّ".
وفي روايةٍ: "فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: فوَالَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه"، أي: والَّذي حَياةُ وأمرُ محمَّدٍ بيدِه، "إنَّ دَوابَّ الأرضِ"، وهي ما يَدِبُّ على الأرضِ مِن السِّباعِ والهَوامِّ والحشَراتِ، "لتَسمَنُ"، أي: تَزدادُ وتَصيرُ سَمينةً، "وتَشكَرُ شَكَرًا مِن لُحومِهم"، أي: تَمتلِئُ بُطونُهم شِبَعًا مِن الأكلِ مِن لحمِهم.

وفي الحديثِ: بيانُ دَلائلِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
وفيه: بَيانُ شدَّةِ فِتنةِ يأجوجَ ومأجوجَ، وكَثرةِ عَددِهم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
حديث شريف
التعليقات الرضيةيودى المكاتب بحصة ما أدى دية الحر وما بقي دية العبد
السلسلة الصحيحةلولا أن تدافنوا لدعوت الله عز وجل أن يسمعكم من عذاب
صحيح الموارديا فاطمة أخبرت أنك جئت فهل كانت لك حاجة
مختصر الشمائلاقرأ علي فقلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل
التمهيدإذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن كان مفطرا فليأكل وإن كان صائما
تخريج الإحياء للعراقيقيل يا رسول الله من خير الناس فقال كل مؤمن
صحيح الترغيبخصلتان أو خلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة
صحيح الأدب المفردرسول الرجل إلى الرجل إذنه
السلسلة الصحيحةإن الدنيا خضرة حلوة فمن أخذها بحقها بورك له فيها و
صحيح الترغيبلما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم
صحيح الترغيبلا تحلفوا بآبائكم من حلف فليصدق ومن حلف له بالله فليرض ومن لم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, November 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب