عن علي حين قتل أهل النهروان قال التمسوا المخدج فطلبوه في القتلى فقالوا

قال عليٌّ عليه السلام : اطلبوا المُخدَجَ .
.
.
.
.
.
فذكر الحديثَ ، فاستخرجوهُ من تحتِ القتلَى في طينٍ .
قال أبو الوَضيءِ : فكأنِّي أنظرُ إليه ، حبشيٌّ عليه قُرَيطِقٌ ، له إحدَى يدينِ مثل ثدي المرأةِ عليها شُعيراتٌ مثل شعيراتِ التي تكونُ على ذنَبِ اليربوعِ
الراوي : أبو الوضيء | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 4769 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود ( 4769 ) واللفظ له، وعبدالله بن أحمد ( 1179 )

ابتُلِيَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنه في خِلافتِه بفتنةِ الخوارجِ، وهُمُ الذين يُكفِّرونَ المسلمين ويَستحِلُّونَ دِماءَهم، فاستعان باللهِ وقاتَلَهم وهزَمَهم، وفي إحْدى معاركِه معهم تحقَّقَتْ نُبوءةٌ أخبَرَ بها الصَّادقُ المصدوقُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حيثُ أخْبَرَ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن الخوارجِ وأنَّ فِيهم رجلًا مُخْدَجَ اليدِ- أو مُودَنَ اليدِ أو مَثْدونَ اليدِ، وبأنَّ آيةَ ذلك أنَّ فيهم رجُلًا له عَضُدٌ، وليس له ذِراعٌ، على رأسِ عَضُدِه مِثلُ حَلَمةِ الثَّدْى، عليه شعرات بيض، وهي التي جاءَ ذِكرُها في هذا الحَديثِ.
فبَعدَ أنْ قَتَل عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنه جُموعَ الخوارجِ، قال لجُندِه: اطلبوا المُخْدَجَ، والمُخْدَجُ: ناقِصُ الخَلْقِ، والمرادُ هُنا: رجُلٌ أسودُ مِن الخوارجِ ناقِصُ اليَدِ، وإحْدَى عَضُدَيْه مِثْلُ ثَدْيِ المرأةِ، فبحَثَ عنه أصحابُ عليِّ بنِ أبي طالبٍ فوجدوه تحتَ القَتْلى في الطِّينِ، أي: مقتولًا، فقال أبو الوَضِيءِ عبَّادُ بنُ نُسَيْبٍ من جُندِ عليٍّ: فكأنِّي أنظُرُ إليه، حَبَشِيٌّ عليه قُرَيْطِقٌ، أي: إنَّ أبا الوَضِيءِ رآه مقتولًا ولونُه أسودُ كالحَبشيِّ عليه قُرَيْطِقٌ، وهو ثِيابٌ تُسمَّى القَباءَ، له إحدى يدَيْنِ مِثْلُ ثَدْيِ المرأةِ في تَدويرِها وامتلائِها.
ووُصِفَ في رِوايةٍ أُخْرى أنَّ له عَضُدًا وليس له ذِراعٌ، والعَضُدُ ما بين المِرْفَقِ إلى الكَتِفِ، وهذه اليدُ النَّاقصةُ عليها شُعَيْرَاتٌ مِثْلُ الشُّعيراتِ التي تكون على ذَنَبِ اليَّرْبوعِ، واليربوعُ حيوانٌ يُشبِه الفأرَ، فكان الرَّجُلُ المُخْدَجُ على إحدى يدَيْه شُعيراتٌ صغيرةٌ بيضاءُ مِثْلُ الشُّعيراتِ التي تكون على ذَيْلِ اليربوعِ.
وفي الحَديثِ: علامةٌ من علاماتِ نُبوَّةِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.