حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من

أحاديث نبوية | مسند عمر | حديث زيد بن أرقم

«كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من العجزِ والكسلِ والجُبنِ والبُخلِ والهمِّ وعذابِ القبرِ وفتنةِ الدجَّالِ اللهم آتِ نفسي تقواها أنت خيرُ مَن زكَّاها أنت وليُّها ومولاها أعوذُ بك من قلبٍ لا يخشعُ وعلمٍ لا ينفعُ ودُعاءٍ لا يُسمعُ أو قال دعوةٍ لا يُستجابُ لها»

مسند عمر
زيد بن أرقم
ابن جرير الطبري
إسناده صحيح

مسند عمر - رقم الحديث أو الصفحة: 2/586 -

شرح حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لَا أَقُولُ لَكُمْ إلَّا كما كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ؛ كانَ يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا.
الراوي : زيد بن أرقم | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2722 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



العَبدُ عاجزٌ عَن الاستِقلالِ بجَلْبِ مَصالحِه ودَفعِ مَضارِّهِ، ولا مُعِينَ له على مَصالحِ دِينِه ودُنياهُ إلَّا اللهُ عزَّ وجلَّ؛ فمَن أعانَهُ اللهُ فهو المُعانُ، ومَن خذَلَهُ اللهُ فهو المَخْذولُ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي زَيدُ بنُ أرقَمَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يقولُ في دُعائِه: «اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ» وهو الالتِجاءُ إلى اللهِ، والاعتِصامُ، والتَّحصُّنُ والاحتِماءُ به سُبحانَه، «مِنَ العَجْزِ والكَسَلِ» والفَرقُ بيْنَهما: أنَّ الكسَلَ تَركُ الشَّيءِ معَ القُدرةِ على فِعلِه، والعَجزَ عدَمُ القُدرةِ عليه، كما استَعاذَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ «الجُبْنِ» الَّذي هو ضِدُّ الشَّجاعةِ، وهو عدَمُ الإقدامِ على ما يَنْبغي فِعلُه، «والبُخْلِ» وهو مَنْعُ ما يَجِبُ بَذْلُه مِن المالِ مع تَوفُّرِه والقُدرةِ عليه، والجُبْنُ والبُخْلُ هُما أَخَوانِ؛ لأنَّ بهما يُحبَسُ الخَيرُ عنِ العَبْدِ والنَّفْعُ لنَفْسِه ولِبَنِي جِنْسِه؛ لأنَّه إمَّا أنْ يكونَ مَنْعُ نَفْعِه بيَدِه -وهو الجُبْنُ- أو بمالِه -وهو البُخْلُ- ولهذا قَرَنَ في الأحاديثِ بيْنَ هاتَينِ الصِّفَتينِ.

واستَعاذَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ «الهَرَمِ» وهُوَ كِبَرُ السِّنِّ الَّذي يُؤَدِّي إلى ضَعفِ البَدنِ وذَهابِ القوَّةِ، وإِنَّما استَعاذَ مِنه لِكونِه مِنَ الداء الَّذي لا دَواءَ لَه؛ لِما فيه مِن الخَرَفِ واخْتِلالِ العَقلِ والحَواسِّ والضَّبطِ والفَهمِ.
ثُمَّ استَعاذَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن عَذابِ القَبْرِ، أي: مِن فِتنتِه والعُقوبةِ الَّتي تقَعُ على الميِّتِ بِداخلِه، ويَشمَلُ الاستِعاذةَ مِن الأسبابِ الَّتي تُؤدِّي إلى ذلِك، والقبرُ هوَ أوَّلُ مَنازلِ الآخِرةِ، وإذا سَلِمَ صاحبُه منه سلَّمَه اللهُ مِن عَذابِ جَهنَّمَ في الآخِرةِ.
واستِعاذَتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن هذه الأشياءِ؛ لِتَكْمُلَ صِفاتُه في كُلِّ أحْوالِه، وأيضًا لتَعليمِ أُمَّتِه؛ فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَعصومٌ مِن كلِّ ما يَشينُ، وقدْ غفَرَ اللهُ له ما تَقدَّمَ مِن ذَنْبِه وما تأخَّرَ.
وبَعدَ أنِ استَعاذَ بِما يَضُرُّ النَّفْسَ سَألَ اللهَ ما يُصلِحُ تِلك النَّفسَ، فَقالَ: «اللَّهمَّ آتِ نَفْسِي تَقواها»، أي: أَعْطِ نَفْسي مِن الخشيةِ ما يَصونُها عن المحرَّماتِ، ويَسِّرْها لفِعلِ الطَّاعاتِ وما يَقِيها العَذابَ «وزَكِّها»، أي: طَهِّرْها مِن الرَّذائلِ والأَخْلاقِ الدَّنيئَةِ، كقَوْلِه تَعالَى: { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا } [ الشمس: 9 ].
وقَولُهُ: «أَنتَ وَلِيُّها» يَعني: سُلْطانُها والمُتَصَرِّفُ فيها الَّذِي يَتَولَّاها بالنِّعمةِ في الدَّارَيْنِ، «وَمولاها» مُتَولِّي أُمورِها، ومالِكُها.

ثُمَّ استَعاذَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن عِلمٍ لا يَكونُ نافعًا في نَفْسِه، كَعِلْمِ النُّجومِ والكَهانَةِ وكُلِّ ما لا يَنْفَعُ في الآخِرَةِ، أو يَكونُ نافعًا لكنْ لا يَنتَفِعُ به صاحِبُه، فلا يَعمَلُ به، ولا يُعلِّمُه النَّاسَ، ولا يُهذِّبُ الأخلاقَ والأقوالَ والأفعالَ.
واستَعاذَ أيضًا منَ القَلْبِ الَّذي لا يَخْشَعُ فلا يَسكُنُ، ولا يَطمئنُّ بذِكرِ اللهِ تَعالَى ولا يَخشاهُ؛ لأنَّه يَكونُ قاسيًا لا تُؤَثِّرُ فيه مَوعظَةٌ ولا نَصيحةٌ.

واستَعاذَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ النَّفسِ الَّتي لا تَشْبَعُ بما آتاها اللهُ تَعالَى، ولا تَقنَعُ بما رَزَقَها اللهُ مِن الحلالِ الطَّيِّبِ؛ لأنَّها تَكونُ مُتكالِبَةً على حُطامِ الدُّنيا مُتَجَرِّئَةً على المالِ الحَرامِ، فلا تَزالُ في تَعَبِ الدُّنيا وعُقوبَةٍ في الآخِرَةِ.
واستَعاذَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الدَّعوةِ الَّتي لا يُستَجابُ لها ولا يُعتَدُّ بها، فكأنَّها غيرُ مَسموعةٍ؛ لكونِها مَعصيةً، أو ما لا يَرْضاهُ الحقُّ، أو المرادُ التَّعوُّذُ مِن عدَمِ استجابةِ الدُّعاءِ مُطلَقًا؛ لأنَّ الرَّبَّ سُبحانَه هُو الَّذي يُعطي ويَمنَعُ، القابضُ الباسطُ، فإذا تَوجَّهَ العَبْدُ إليه في دُعائِه ولم يَستَجِبْ دَعوتَه فَقدْ خابَ الدَّاعي وخَسِرَ؛ لأنَّه طُرِدَ منَ البابِ الَّذي لا يُستَجْلَبُ الخيرُ إلَّا منه، ولا يُستَدْفَعُ الضُّرُّ إلَّا به.
فهذا حَديثٌ عَظيمٌ مِن أعْمدةِ الدَّعواتِ النَّبويَّةِ؛ فقَدْ جَمَعَ فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ التَّعوُّذَ من أُصولِ الخِصالِ المُثَبِّطةِ عنِ العَمَلِ، وسَأَلَ فيه أُصولَ الخِصالِ المُحَفِّزةِ للعَمَلِ.
وفي الحديثِ: بَيانُ أنَّ السَّجعَ في الدُّعاءِ لا يُذَمُّ إذا حَصَل بلا تَكلُّفٍ، بلْ لكَمالِ فَصاحةِ الدَّاعي.
وفيه: دَليلٌ على أنَّ الأخلاقَ قدْ تَتبدَّلُ مِن خيرٍ إلى شَرٍّ، ومِن شَرٍّ إلى خَيرٍ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند عمرعن مسلم بن أبي بكرة قال سمعني أبي وأنا أقول اللهم إني أعوذ
مسند عمرألا إن أحدكم إذ مات يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي فإن كان من
مسند عمرعن مسلم بن أبي بكرة أنه كان يسمع والده يقول في دبر الصلاة
مسند عمرأن يهودية أتتها فقالت أجارك الله من عذاب القبر فقالت عائشة يا رسول
مسند عمرإن أحدكم إذا مات يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل
مسند عمرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك
تهذيب السننهذه عمرة استمتعنا بها فمن لم يكن عنده معه هدي فليحل الحل كله
تهذيب السننإذا أهل الرجل بالحج ثم قدم مكة فطاف وطاف بالبيت وبالصفا والمروة فقد
شرح معاني الآثارقلت لأبي عبيدة أكان عبد الله بن مسعود مع رسول الله صلى الله
إرواء الغليلكل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويسمى فيه ويحلق
إرواء الغليلأن النبي عق عن الحسن والحسين كبشا كبشا
إرواء الغليلكل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويسمى فيه ويحلق رأسه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, June 2, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب