حديث قالت عائشة غفر الله لأبي عبد الرحمن إنه وهل إن الله تعالى يقول

أحاديث نبوية | مسند عمر | حديث عائشة أم المؤمنين

«قالت عائشةُ غفر اللهُ لأبي عبدِ الرحمنِ إنه وهَل إنَّ اللهَ تعالى يقول ( إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) إنما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يا فلانٌ يا فلانٌ واللهِ إنهم ليعلمون الآن أنَّ الذي كنتُ أقولُ لهم حقٌّ»

مسند عمر
عائشة أم المؤمنين
ابن جرير الطبري
صحيح

مسند عمر - رقم الحديث أو الصفحة: 2/517 -

شرح حديث قالت عائشة غفر الله لأبي عبد الرحمن إنه وهل إن الله تعالى


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

ذُكِرَ عِنْدَ عائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أنَّ ابْنَ عُمَرَ رَفَعَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ في قَبْرِهِ ببُكاءِ أهْلِهِ، فقالَتْ: وَهَلَ؛ إنَّما قالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّه لَيُعَذَّبُ بخَطِيئَتِهِ وذَنْبِهِ، وإنَّ أهْلَهُ لَيَبْكُونَ عليه الآنَ، قالَتْ: وذاكَ مِثْلُ قَوْلِهِ: إنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قامَ علَى القَلِيبِ وفيهِ قَتْلَى بَدْرٍ مِنَ المُشْرِكِينَ، فقالَ لهمْ ما قالَ: إنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ ما أقُولُ، إنَّما قالَ: إنَّهُمُ الآنَ لَيَعْلَمُونَ أنَّ ما كُنْتُ أقُولُ لهمْ حَقٌّ، ثُمَّ قَرَأَتْ { إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى } [ النمل: 80 { وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ } [ فاطر: 22 ]، يقولُ: حِينَ تَبَوَّؤُوا مَقاعِدَهُمْ مِنَ النَّارِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3978 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 3978، 3979 )، ومسلم ( 932 )



قال اللهُ تعالَى: { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } [ الأنعام: 164 ]، فلا يَحمِلُ العَبدُ إلَّا وِزْرَه، وما عَمِلَتْه يَدُه، وهذا مِن عَدْلِه تعالَى، وهو أصلٌ مُهمٌّ مِن أُصولِ الإسْلامِ.
وفي هذا الحَديثِ يَحْكي التَّابِعيُّ عُرْوةُ بنُ الزُّبَيرِ، أنَّه لَمَّا سمِعَتْ أمُّ المؤمِنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما يَرفَعُ حَديثًا، ويَنسُبُه إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّه قال فيه: «إنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ في قَبرِه ببُكاءِ أهْلِه»، قالت عنه: «وَهَلَ» -بفتْحِ الهاءِ- ابنُ عُمَرَ، أي: نَسِيَ، ويُرْوى بكسْرِ الهاءِ، بمعنى: أخطَأَ، وإنَّما قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن أحَدِ الأمْواتِ: «إنَّه لَيُعَذَّبُ بخَطِيئَتِه وذَنْبِه» في قَبرِه، «وإنَّ أهْلَه لَيَبْكُونَ عليه الآنَ»، أي: إنَّ أهْلَه يَبْكُونَ عليه وهو يُعذَّبُ بخَطيئتِه، فالسَّببُ في تَعذيبِه ليس بُكاءَ أهْلِه عليه، وإنَّما ذُنوبُه وخَطاياهُ.
لكنْ قدْ صَحَّ ما نقَلَه ابنُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيضًا، وهو مَحمُولٌ على ما إذا أوْصى الميِّتُ أهْلَه بالنُّواحِ عليه، وهو المَقْصودُ بالبُكاءِ، فإنْ لم يُوصِ؛ فإنَّه لا يُعذَّبُ بنُواحِهم عليه.
ثمَّ ذكَرَتْ أمُّ المؤمِنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها مِثالًا آخَرَ رَأتْ أنَّ ابنَ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما نَسِيَ -أو أخْطَأ- فيه، ونقَل خِلافَ ما قالَهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وذلك عندَما قام النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على القَليبِ، وهو البِئرُ الَّتي أُلْقِيَ فيها قَتْلى المُشرِكينَ يومَ بَدرٍ، وقد كلَّمَهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقال لهم: هلْ وجَدْتُم ما وعَدَ ربُّكم حقًّا؟ فنقَل ابنُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه قال: «إنَّهم لَيَسْمَعونَ ما أقولُ»، فتَقولُ أمُّ المؤمِنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها: إنَّه أخْطأَ في نَقلِه هذا، وإنَّ صَوابَه: «إنَّهم لَيَعْلَمونَ ما أقولُ»، فنَفَت عنهمُ السَّماعَ حالَ كَوْنِهم أمْواتًا في قُبورِهم، ثمَّ استَدَلَّت رَضيَ اللهُ عنها على ذلك بقَولِه تعالَى: { إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى } [ النمل: 80 { وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ } [ فاطر: 22 ]، حينَ تَبَوَّؤوا مَقاعِدَهم منَ النَّارِ، أي: حينَ أخَذوا مَقاعِدَهم في النَّارِ، وقيلَ في ذلك: إنَّ عِلمَهم لا يَمنَعُ مِن سَماعِهم، ولم تَستنِدْ أمُّ المؤمِنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها في ذلك إلى حَديثٍ سَمِعَتْه مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ بلِ استَنبَطَت ذلك مِن الآيَتَينِ الكَريمَتَينِ، وفي الاستِدْلالِ بهما نظَرٌ، وأُجيبَ عنِ الآيةِ: بأنَّ الَّذي يُسمِعُهم هو اللهُ تعالَى، والمَعنى: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يُسمِعُهم، ولكنَّ اللهَ أحْياهُم حتَّى سَمِعوا؛ لأنَّ إسْماعَهم بعْدَ مَوتِهم خَرقٌ للعادةِ، واللهُ عزَّ وجلَّ هو مَن بيَدِه خَرقُ العاداتِ، قال تعالَى: { إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ } [ فاطر: 22 ].
وفي الحَديثِ: أدَبُ أمِّ المؤمِنينَ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها، وحُسنُ تَعامُلِها معَ مَن تَختَلِفُ معَه.
وفيه: أنَّ رَأيَ الصَّحابيِّ إذا خالَفَ النَّصَّ، فلا اعْتِدادَ به.
وفيه: دَليلٌ على حِرصِ الصَّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهم على صحَّةِ نَقلِ السُّنَّةِ النَّبويَّةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند عمرقد عفوت عن صدقة الخيل والرقيق ولكن هاتوا صدقة الأموال ربع العشر
مسند عمرليس في الخيل ولا في الرقيق زكاة
مسند عمرليس في الخيل وفي الرقيق زكاة إلا أن في الرقيق زكاة الفطر
تهذيب السننأن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بشاهد ويمين
تهذيب السننأن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بشاهد ويمين
شرح معاني الآثاراستسقى حذيفة بالمدائن فأتاه دهقان بإناء من فضة فرمى به ثم قال إني
شرح معاني الآثارمن لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ولو دخل الجنة يلبسه
شرح معاني الآثارجلس رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خاتم من ذهب
شرح معاني الآثارعن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول أعتقت وليدة على عهد
شرح معاني الآثاراستأذن حسان النبي صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين قال فكيف بنسبي
شرح معاني الآثارعن شريح قال قلت لعائشة رضي الله عنها أكان النبي صلى الله عليه
شرح معاني الآثارأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن خاتم الذهب


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب