حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فركب راحلته قال بإصبعه

أحاديث نبوية | سنن الترمذي | حديث أبو هريرة

«كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا سافرَ فركبَ راحلتهُ قال بإصبعهِ ومدَّ شعبةَ إصبعهُ قال اللهم أنتَ الصاحبُ في السفرِ والخليفةُ في الأهلِ اللهم اصحبنَا بنُصحكَ واقلبْنا بذمّةٍ اللهم ازْوِ لنا الأرضَ وهوِّنْ علينا السفرَ اللهم إني أعوذُ بكَ من وَعْثاءِ السفرِ وَكآبةِ المُنقلبِ»

سنن الترمذي
أبو هريرة
الترمذي
حسن غريب

سنن الترمذي - رقم الحديث أو الصفحة: 3438 - أخرجه أبو داود (2598)، والترمذي (3438) واللفظ له، والنسائي (5501)، وأحمد (9205)

شرح حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فركب راحلته قال


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اسْتَوَى علَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إلى سَفَرٍ، كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قالَ: سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هذا، وَما كُنَّا له مُقْرِنِينَ، وإنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ العَمَلِ ما تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هذا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ في الأهْلِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ المَنْظَرِ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المَالِ وَالأهْلِ، وإذَا رَجَعَ قالَهُنَّ، وَزَادَ فِيهِنَّ: آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1342 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : من أفراد مسلم على البخاري



السَّفَرُ فيه المَشقَّةُ والعَناءُ، ومِن رَحمةِ اللهِ سُبحانَه أنْ خلَقَ لعِبادِه وممَّا وفَّقَهم لصُنعِه: ما يَركَبونَه في البَحرِ مِنَ السُّفُنِ، وفي البَرِّ مِنَ الإبلِ والخيلِ والسَّيَّاراتِ، وفي الجَوِّ مِنَ الطَّائراتِ، فتَحمِلُهم على ظُهورِها للوُصولِ إلى غاياتِهم بلا عَناءٍ ومَشَقَّةٍ، فإذا استَقَرُّوا عليها تَذكَّروا نِعمةَ اللهِ تعالَى عليهم بتَيسيرِه وتَذليلِه لهم تلك المراكِبَ.
وفي هَذا الحَديثِ يُعلِّمُ عبْدُ اللهِ بنُ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهُما بعضَ أَصْحابِه دُعاءَ السَّفرِ؛ فأخبَرَهم أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا رَكِبَ واستَقرَّ عَلى ظَهرِ بَعيرِه -وهو الجمَلُ، ويدخُلُ فيه كلُّ أنْواعِ الدوابِّ الَّتي تُركَبُ والوَسائلُ الحَديثةُ- خارجًا مِنَ المَدينةِ إِلى سَفرٍ ما، يذكُرُ اللهَ ويَقولُ: «اللهُ أَكبرُ»، ثَلاثَ مرَّاتٍ، وتَكبيرُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عندَ الاسْتِواءِ والارْتفاعِ فوقَ الدابَّةِ استِشْعارٌ لكِبرياءِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وأنَّه أكبَرُ من كلِّ شيءٍ، فيُكبِّرُه ليَشكُرَ له ذلك، فيَزيدَه من فَضلِه.
ثُمَّ يَقولُ: «سُبحانَ الَّذي سخَّر لَنا هَذا» فَجَعلَه مُنقادًا لَنا، والإشارةُ إلى المركوبِ، «وَما كنَّا له مُقْرِنينَ»، فَما كنَّا نُطيقُ قَهرَه واستِعمالَه لوْلا تَسخيرُ اللهِ سُبحانَه وتعالَى إيَّاه لَنا، «وَإنَّا إِلى ربِّنا لَمُنقلِبونَ»، أي: وإنَّا إلى رَبِّنا من بعدِ مماتِنا لصائرونَ إليه راجِعونَ، فإنَّ الإنْسانَ لَمَّا رَكِبَ مُسافرًا عَلى ما ذَلَّلَه اللهُ له، كأنَّه يَتذكَّرُ السَّفرَ الأَخيرَ مِن هَذه الدُّنيا، وَهوَ سَفرُ الإنْسانِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ إذا ماتَ، وحَمَلتْه النَّاسُ على أَعناقِهم.
ثُمَّ بَعدَ ذَلك أَثنَى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَلى اللهِ ودَعاهُ؛ فقالَ: «اللَّهمَّ إِنَّا نَسْألُكَ في سَفرِنا هَذا البِرَّ والتَّقْوى»، والبِرُّ: هو الْتِزامُ الطَّاعةِ، والتَّقْوى: البُعدُ عنِ المَعصيةِ، فيَمْتثِلُ الأَوامرَ ويَجتنِبُ النَّواهيَ، ثُمَّ سَألَ ربَّه أنْ يَرزُقَه مِنَ العَملِ ما يَرضَى بِه عنْهُ، ثُمَّ سأَلَه تَهوينَ السَّفرِ وهوَ تَيسيرُه، وأنْ يُقرِّبَ لَه مَسافةَ ذَلك السَّفرِ.
ثُمَّ أتْبَعَ دُعاءَه بقولِه: «اللَّهُمَّ أَنتَ الصَّاحبُ في السَّفرِ»، يَعني تَصحَبُني في سَفَري، فتُيسِّرُه وتُسهِّلُه عليَّ، «والخَليفةُ في الأَهلِ» مِن بَعْدي، فتَحوطُهم بِرعايتِكَ وعِنايتِكَ؛ فهوَ جلَّ وعَلا معَ الإِنسانِ في سَفرِه، وخَليفتُه في أَهلِه؛ لأنَّه جلَّ وعَلا بكُلِّ شَيءٍ مُحيطٌ.

ثُمَّ استَعاذَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن بعضِ ما يُصيبُ الإِنسانَ في السَّفرِ، وَمِنها «وَعْثاءُ السَّفرِ»، وهيَ شِدَّتُه ومَشقَّتُه وتَعَبُه، «وكآبةُ المَنظَرِ»، وهيَ تَغيُّرُ الوجهِ كأنَّه مَرضٌ، والنَّفسِ بالانْكسارِ ممَّا يَعرِضُ لها فيما يُحِبُّه ممَّا يُورِثُ الهَمَّ والحُزنَ، وقيلَ: المُرادُ مِنه الاستِعاذةُ مِن كلِّ مَنظرٍ يَعقُبُ الكآبةَ عندَ النَّظرِ إِليهِ، «وسُوءُ المُنقلَبِ»؛ وَذلكَ أنْ يَرجِعَ فَيَرى في أَهلِه وَمالِه ما يَسوؤُه.
وفي حَديثِ عبدِ اللهِ بنِ سَرجِسَ رَضيَ اللهُ عنه -في صَحيحِ مُسلمٍ ومُسنَدِ أحمَدَ- أنَّه كان يَبدأُ بالأهْلِ إذا رجَعَ فيقولُ: «وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ»، بدَلَ «الْمَالِ والْأَهْلِ».
وفيه أيضًا: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استَعاذَ مِنَ الحَوْرِ بعدَ الكَوْرِ، يَعني: مِنَ النُّقصانِ بعدَ الزِّيادةِ وتَغيُّرِ الحالِ مِنَ الطَّاعةِ إلى المَعصيةِ، وتَعوَّذَ أيضًا مِن دَعوةِ المَظلومِ، أي: أَعوذُ بكَ مِنَ الظُّلمِ؛ فإنَّه يَترتَّبُ عَليه دُعاءُ المَظلومِ؛ فإنَّه ليس بينَه وبينَ اللهِ حِجابٌ، كما في الصَّحيحَينِ.
وَكان إذا رجَعَ قالَ تلكَ الجُمَلَ المَذكورةَ، وقالَ بعدَهنَّ: «آيِبونَ»، أي: نحنُ راجِعونَ مِنَ السَّفرِ بالسَّلامةِ، «تائِبونَ» مِنَ المَعصيةِ إلى الطَّاعةِ، «عابِدونَ، لربِّنا حامِدونَ»، أي: مُثْنونَ عليه تعالَى بصِفاتِ كَمالِه وجَلالِه، وشاكِرونَ له على نِعَمِه وأفْضالِه.
والمَعْنى: أنَّنا في طَريقِ عَودَتِنا إلى بَلَدِنا ومَوْطِنِنا وأهْلِنا، وقدْ عَقَدْنا العَزْمَ على العَوْدةِ إلى اللهِ، والتَّوْبةِ الصَّادِقةِ المُقْتَرِنةِ بالأعْمالِ الصَّالحةِ؛ مِنَ الشُّكرِ للهِ، والمواظَبةِ على عِبادتِه، والتَّقرُّبِ إليه بالصَّلاةِ، وكَثرةِ السُّجودِ.
فهوَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في كُلِّ حالِه يَتذكَّرُ العِبادةَ، وأنَّه عبْدٌ للهِ سُبحانَه وتعالَى.
وفي الحَديثِ: التَّرغيبُ في ذِكرِ اللهِ تعالى عندَ السَّفرِ والرُّجوعِ منه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
سنن الترمذيمن أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول
سنن الترمذيإن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر
سنن الترمذيأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أبي بن كعب فقال
سنن الترمذيالدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة
سنن الترمذيالخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الخيل ثلاثة هي
سنن الترمذيمن أوى إلى فراشه طاهرا يذكر الله حتى يدركه النعاس لم ينقلب
سنن الترمذيألا أدلك على سيد الاستغفار اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني
سنن الترمذيالدين النصيحة ثلاث مرار قالوا يا رسول الله لمن
سنن الترمذيأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا ذا الأذنين
شرح مشكل الآثارمن قتل في عميا ورميا يكون بينهم بحجر أو بسوط أو بعصا فعقله
شرح مشكل الآثارليس للأب مع الثيب أمر والبكر تستأمر وإذنها صماتها
شرح مشكل الآثاراليمين على المدعى عليه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب