حديث ليهبطن الله عيسى بن مريم حكما عدلا وإماما مقسطا يكسر الصليب

أحاديث نبوية | تفسير الطبري | حديث أبو هريرة

«ليُهبطن اللهُ عيسى بنَ مريمَ حَكَمًا عَدْلًا وإمامًا مُقسطًا ، يكسِرُ الصليبَ ، ويقتُلُ الخِنزيرَ ، ويضعُ الجزيةَ ، ويَفيضُ المالُ ، حتى لا يجدُ مَنْ يأخذُه ، ولَيَسْلُكنَّ الرَّوْحاءَ حاجًّا أو معتمِرًا ، أو ليُثنِّينَّ بهما جميعًا»

تفسير الطبري
أبو هريرة
ابن جرير الطبري
متواتر

تفسير الطبري - رقم الحديث أو الصفحة: 3/2/373 - أخرجه البزار (8423)، والطبري في ((التفسير)) (7144) واللفظ له، والحاكم (4162)

شرح حديث ليهبطن الله عيسى بن مريم حكما عدلا وإماما مقسطا يكسر الصليب


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا.
ثُمَّ يقولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا } [ النساء: 159 ].
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3448 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 3448 )، ومسلم ( 155 )



لقدْ دلَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه على كلِّ خَيرٍ، وحَذَّرَهم مِن كلِّ شرٍّ، ومِن ذلك إخبارُه بعَلاماتِ السَّاعةِ التي تكونُ في آخِرِ الزَّمانِ؛ لأنَّ الإيمانَ بتَحقُّقَ صِدقِها مِن الإيمانِ بالغَيبِ، ومِن تَصديقِ اللهِ تعالَى ورَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولِيَقْوَى إيمانُ مَن يُشاهِدُها ويَثبُتَ، ويُحسِنَ التَّعامُلَ معها.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَلامةٍ مِن هذه العَلاماتِ الكُبرى الَّتي تدُلُّ على قُرْبِ قِيامِ السَّاعةِ؛ وهي: نُزولُ عِيسى ابنِ مريمَ عليه السَّلامُ آخِرَ الزَّمانِ في هذه الأُمَّةِ، فيُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ باللهِ الَّذي رُوحُه بيَدِه يُصَرِّفُها كيف يَشاءُ -وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَثيرًا ما يُقسِمُ بهذا القسَمِ- على أنَّه قدِ اقترَبَ نُزولُ عِيسى عليه السَّلامُ، ونُزولُه عليه السَّلامُ سَيَكونُ عندَ المنارةِ البيضاءِ شَرْقَي دِمَشقَ، واضعًا كَفَّيه على أجنحةِ مَلَكَينِ، كما في رِوايةِ مُسلمٍ في صَحيحِه.
فيَحكُمُ عليه السَّلامُ بيْن النَّاسِ بالعدْلِ، وسيَحكُمُ بأحكامِ الشَّريعةِ المحمَّديَّةِ لا نَبيًّا برِسالةٍ مُستقِلَّةٍ وشَريعةٍ ناسخةٍ، وأخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ عِيسى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَيكسِرُ الصَّليبَ الَّذي تُعظِّمُه النَّصارى، ويَزعُمون أنَّ نَبيَّ اللهِ عِيسى عليه السَّلامُ قد صُلِبَ عليه، وقد كذَّبَ اللهُ عزَّ وجلَّ اليهودَ في ادِّعائِهِم هذا، فقال تعالَى: { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } [ النساء: 157، 158 ]، وكَسْرُه عليه السَّلامُ الصَّليبَ إشارةٌ إلى بُطلانِ دِينِ النَّصارى.
وأخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ عِيسى عليه السَّلامُ يَقتُلُ الخِنزيرَ، أي: يَأمُرُ بإعدامِه؛ مُبالَغةً في تَحريمِ أكْلِه، ويَضَعُ الجِزيةَ، يعني: يَحمِلُ النَّاسَ كلَّهم على الدُّخولِ في الإسلامِ، فلا يَبْقَى أحدٌ يَدفَعُ الجِزيةَ، أو أنَّه لا يَأخُذُ جِزيةً؛ لِوفرةِ المال وانعدامِ الفُقراءِ.
وسيَفيضُ المالُ فلا يَقبَلُه أحدٌ؛ وذلك لكَثرتِه واستغناءِ كلِّ أحدٍ بما في يَدَيه بسَببِ نُزولِ البَرَكاتِ وتَوالي الخَيراتِ؛ بسَببِ العدْلِ وعدَمِ الظُّلمِ، وتُخرِجُ الأرضُ كُنوزَها، وتَقِلُّ الرَّغَباتُ في اقتناءِ المالِ؛ لعِلمِهم بقُرْبِ السَّاعةِ، «حتَّى تكون السَّجدةُ خَيرًا مِنَ الدُّنيا وما فيها»؛ لأنَّهم حينئذٍ لا يَتقرَّبون إلى اللهِ إلَّا بالعِباداتِ لا بِالتَّصدُّقِ بالمالِ.

ثُمَّ قال أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه: اقْرَؤوا إنْ شِئتُم: { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا } [ النساء: 159 ]، فاستدلَّ بالآيةِ على نُزولِ عِيسى عليه السَّلامُ في آخِرِ الزَّمانِ مِصداقًا لِلحديثِ، والمعنى: لا يَبقى أحدٌ مِن أهْلِ الكِتابِ بعْدَ نُزولِ عِيسى عليه السَّلامُ في آخِرِ الزَّمانِ، عندَ اقترابِ السَّاعةِ، وظُهورِ عَلاماتِها الكِبارِ؛ إلَّا آمَن به قبْلَ مَوتِه عليه السَّلامُ، فتكونُ الملَّةُ واحدةً، وهي مِلَّةُ الإسلامِ.
وفي الحديثِ: بِشارةٌ ببَقاءِ الإسلامِ، وسِيادتِه في الأرضِ.
وفيه: أنَّ الدِّينَ عندَ اللهِ الإسلامُ، وهو دِينُ الأنبياءِ جَميعًا.
وفيه: تَغييرُ المنكَرِ باليدِ للمُستطيعِ، دُونَ أنْ يَجُرَّ ذلك مَفسدةً أعظَمَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تفسير الطبريسمعت جابرا يقول إن اليهود كانوا يقولون إذا جامع الرجل أهله
تفسير الطبريذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر أو سئل عن الكبائر
تفسير الطبريعن جابر بن عبد الله قال قالت اليهود إذا أتى الرجل
تفسير الطبريسمعت جابر بن عبد الله يقول إن اليهود كانوا يقولون إذا
تفسير الطبريجاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
تفسير الطبريجاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما الكبائر
تفسير الطبريكنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلقينا المشركين بنخل فكانوا
تفسير الطبريقالت اليهود لعمر إنكم تقرءون آية لو أنزلت فينا لاتخذناها عيدا
تفسير الطبريقال يهودي لعمر لو علمنا معشر اليهود حين نزلت هذه الآية
تفسير الطبريكنا جلوسا في الديوان فقال لنا نصراني يا أهل الإسلام
تفسير الطبريسئل عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال مسجدي هذا
تفسير الطبريإذا قرأ الإمام فأنصتوا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, June 10, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب