حديث ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قال قول الزور أو قال

أحاديث نبوية | تفسير الطبري | حديث أنس بن مالك

«ذكَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الكبائرَ ، أو سُئل عنِ الكبائرِ ، فقال : الشركُ باللهِ ، وقتلُ النفسِ ، وعقوقُ الوالدين ، فقال : ألا أُنبِّئُكم بأكبرِ الكبائرِ ؟ قال : قولُ الزُّورِ ، أو قال : شهادةُ الزُّورِ ، قال : شُعبةُ : وأكبرُ ظني أنه قال : شهادةُ الزُّورِ»

تفسير الطبري
أنس بن مالك
ابن جرير الطبري
ثابت

تفسير الطبري - رقم الحديث أو الصفحة: 4/1/60 - أخرجه مسلم (88)، وأحمد (12358) واللفظ له

شرح حديث ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر أو سئل عن


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

ذَكَرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الكَبَائِرَ -أوْ سُئِلَ عَنِ الكَبَائِرِ- فَقالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، فَقالَ: ألَا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ قالَ: قَوْلُ الزُّورِ -أوْ قالَ: شَهَادَةُ الزُّورِ، قالَ شُعْبَةُ: وأَكْثَرُ ظَنِّي أنَّه قالَ: شَهَادَةُ الزُّورِ-.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5977 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 5977 )، ومسلم ( 88 )



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَديدَ الحِرصِ على تَخليصِ أُمَّتِه مِن كُلِّ ما يُعَرِّضُها لسَخَطِ اللهِ تعالَى ويُقَرِّبُها مِنَ النَّارِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبر أنَسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذكَرَ لهم الكبائِرَ مُحذِّرًا إيَّاهم منها، أو سُئِلَ عنها فأخبَرَهم بها.

والكبائِرُ هي: الآثامُ والذُّنوبِ الَّتي تَوعَّدَ اللهُ فاعلَها بنارٍ، أو غَضَبٍ، أو لَعنةٍ، أو عَذابٍ في الآخرةِ، أو أوجَبَ فيها حَدًّا في الدُّنيا.
وقد ذكر منها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في هذا الحَديثِ أربعةً؛ فقال: «الشِّركُ باللهِ» وهو نَوعانِ؛ أحدُهما: أنْ يَجعَلَ للهِ نِدًّا ويَعبُدَ غَيرَه مِن حَجَرٍ أو شجَرٍ أو غيرِ ذلك، والثاني: وهو الشِّركُ الخَفِيُّ؛ الرِّياءُ، وهو: ما يَتسرَّبُ إلى أعمالِ القُلوبِ وخَفايا النُّفوسِ؛ وهذا لا يطَّلِعُ عليه إلَّا عَلَّامُ الغُيوبِ.
ثمَّ قال: «وقتْلُ النَّفسِ» الَّتي حرَّمَ اللهُ قتْلَها، وهي النَّفسُ المَعصومةُ بإسلامٍ أو ذِمَّةٍ أو عهْدٍ أو أمانٍ، ويُستثنى من ذلك القَتْلُ قِصاصًا أو حدَّا أو رِدَّةً.
«وعُقوقُ الوالِدَينِ» وهو قطعُ الصِّلةِ بيْنه وبيْنهما، وعدَمُ البِرِّ بهما، وإيذاؤُهما بأيِّ نوعٍ كان مِن أنواعِ الأذى، قلَّ أو كثُرَ، نَهَيا عنه أو لمْ يَنْهَيَا عنه، أو مُخالفَتُهما فيما يَأمرانِ أو يَنهَيانِ، بشَرطِ انتفاءِ المَعصيةِ في الكُلِّ.
ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «ألَا أنَبِّئُكم بأكبَرِ الكبائِرِ؟» أي: أشدِّ المَعاصي ذنْبًا، وأشنَعِها وأكثَرِها إثمًا، ثم بيَّنَها فقال: «قَولُ الزُّورِ -أو شَهادةُ الزُّورِ-»، والزُّورُ بوَجهٍ عامٍّ هو وَصفُ الشَّيءِ على خِلافِ ما هو به، وقد يُضافُ إلى القَولِ، فيَشمَلُ الكَذِبَ والباطِلَ، وقد يضافُ إلى الشَّهادةِ، فيختَصُّ بها، وقد يُضافُ إلى الفِعلِ، ومنه: لابِسُ ثَوْبَي زُورٍ.
وكانتْ مِن أكبَرِ الكبائِرِ؛ لأنَّها تَجمَعُ بيْن الكَذِبِ الذي هو مِن أقبَحِ الخِصالِ وبيْن التَّسبُّبِ في إضاعةِ حُقوقِ المسلمين؛ فقَائلُ الزُّورِ لا يَكتُمُ الحقَّ فحسْبُ؛ بلْ يَمحَقُه ليُثبِتَ مكانَه الباطِلَ.
وقد شكَّ شُعبةُ بنُ الحَجَّاجِ -أحدُ رواةِ الحديثِ- أقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: شهادةُ الزُّورِ، أو قال: قَولُ الزُّورِ.
ورجَّح أنَّه قال: «شهادةُ الزُّورِ»، وقد جزم شُعبةُ في موضعٍ آخَرَ في صحيحِ البخاريِّ بكونِه قال: «شهادةُ الزُّورِ».
وذِكرُ هذه الأربَعِ لا يُنافي ألَّا تكونَ كَبيرةٌ إلَّا هذه؛ فقدْ ذُكِرِ في غيرِ هذا الموضعِ: السِّحْرُ، والفِرارُ من الزَّحفِ، وزِنا الرَّجلِ بحَليلةِ جارِه، واليمينُ الغَموسُ، واستحلالُ بَيتِ اللهِ، وغيرُها ممَّا ورَدَ في السُّنَّةِ.
ولعَلَّ الحاجةَ وَقْتَها لبيانِ هذه الأربَعِ هي التي جَعَلت رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقتَصِرُ عليها.
أو لعَلَّ هذا ما أوحِيَ إليه وَقْتَها ثم تتابَعَ الوَحيُ بذِكرِ كبائِرَ أُخرى بعد ذلك.
وفي الحَديثِ: أنَّ الذُّنوبَ تَنقسِمُ إلى كَبائِرَ وصَغائِرَ، وأنَّ الكبائِرَ دَرَكاتٌ بعْضُها أغلَظُ في التَّحريمِ مِن بعضٍ.
وفيه: عِظَمُ حُقوقِ الوالِدَينِ.
وفيه: التَّغليظُ في تَحريمِ شَهادةِ الزُّورِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تفسير الطبريعن جابر بن عبد الله قال قالت اليهود إذا أتى الرجل
تفسير الطبريسمعت جابر بن عبد الله يقول إن اليهود كانوا يقولون إذا
تفسير الطبريجاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
تفسير الطبريجاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما الكبائر
تفسير الطبريكنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فلقينا المشركين بنخل فكانوا
تفسير الطبريقالت اليهود لعمر إنكم تقرءون آية لو أنزلت فينا لاتخذناها عيدا
تفسير الطبريقال يهودي لعمر لو علمنا معشر اليهود حين نزلت هذه الآية
تفسير الطبريكنا جلوسا في الديوان فقال لنا نصراني يا أهل الإسلام
تفسير الطبريسئل عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال مسجدي هذا
تفسير الطبريإذا قرأ الإمام فأنصتوا
تفسير الطبريلما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم ذي القربى من خيبر
تفسير الطبرياختلف رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب